استعادت القوات الأفغانية أمس الخميس (1أكتوبر/ تشرين الأول 2015) جزءاً من مدينة قندوز الاستراتيجية من مسلحي طالبان الذين يواصلون القتال بقوة للاحتفاظ بمواقعهم في بعض الأحياء.
لكن استعادة قندوز، إن تأكدت، لا تشكل انتصاراً لكابول على الأمد الطويل في مواجهة طالبان التي أظهر مقاتلوها في الأيام الأخيرة قدرتهم في هذه المنطقة الواقعة في شمال أفغانستان حيث يقاتلون الحكومة على عدة جبهات.
وأكد عدد من السكان لوكالة «فرانس برس» أن القوات الحكومية استعادت خلال الليل عدداً كبيراً على الأقل من الأحياء الأساسية للمدينة من المتمردين الذين احتلوها الإثنين بعد هجوم خاطف سيطروا على إثره للمرة الأولى على مدينة كبرى في البلاد خلال حوالى 14 عاماً.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، صديق صديقي أن «القوات الأفغانية استعادت السيطرة على قندوز». إلا أنه أضاف أن «عمليات إزالة الركام ستستغرق بعض الوقت لأن مقاتلي طالبان يطلقون النار من المنازل وزرعوا عبوات ناسفة».
ونفت حركة طالبان من جهتها أي تراجع، حتى أن المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد أكد أن مقاتليها قد «صدوا الغزاة وقوات الحكومة الدمية» إلى خارج قندوز.
لكن قائداً متمرداً طلب عدم الكشف عن هويته، قال رداً على أسئلة «فرانس برس»، إن عناصر طالبان يقومون بمغادرة المدينة، ويفتحون بذلك الطريق أمام الحكومة حتى تستعيدها بالكامل.
وقال إن «طالبان غادروا معظم الأحياء، لكن هذا الانسحاب جزء من الاستراتيجية. هدفنا (من مهاجمة المدينة) هو استعراض قوتنا، ونجحنا في ذلك. اثبتنا أننا نستطيع السيطرة على أي مدينة نريدها».
لكن رغم انسحاب المتمردين من وسط المدينة ما زالت المعارك مستمرة في محيط قندوز التي تعد ممراً استراتيجياً على الطريق المؤدية إلى طاجيكستان بعيداً عن معاقل طالبان الواقعة على تخوم باكستان.
وقال شرطي يدعى عبد الرحمن إن عناصر «طالبان تحصنوا في مبنى يطلقون منه النار على الجيش»، موضحاً أن «المعارك تكثفت في الساعات الأخيرة». وذكر أحد السكان أنه سمع إطلاق نار ودوي انفجارات بعد ظهر أمس.
وأكد المواطن عبد الرحمن أن علم أفغانستان الثلاثي الألوان قد ارتفع بدلاً من راية طالبان المكتوب عليها لا إله إلا الله، والتي كانت رفعت وسط هتافات المتمردين الإثنين في ساحة قندوز. وأضاف أن «حركة طالبان منيت بخسائر فادحة خلال الليل».
العدد 4773 - الخميس 01 أكتوبر 2015م الموافق 17 ذي الحجة 1436هـ