نزلنا محافظة المحرق للالتقاء بعدد من المسنين بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف اليوم الخميس الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وحينما سألنا عن مسنين مازالوا يعملون ويجدون في العمل متعة وأسلوب حياة، دلنا الكثيرون على المعلم أحمد علي حسن الجاسم، الذي بدا معروفًا لدى الجميع، وأنه صاحب مكانة اجتماعية بارزة وحضور لافت، لنلتقي به في مكتبه بأحد شوارع المحرق الذي فتحه للعمل في قطاع العقارات.
الجاسم ويبلغ من العمر اليوم (85 عاماً)، كان جالسا على مكتبه، الذي يحوي عدداً من الأوراق، وآلتين حاسبتين وعلى مقربة منه جلس عدد من أصدقائه من مختلف الأعمال من أهل المحرق، وقد حدثنا عن شغفه بالعمل وأسباب إصراره عليه، قائلاً: «أعمل لإحساسي بأني قادر على العطاء، وبي طاقة، وتوقفي عن العمل أمر من شأنه أن يصيبني بالمرض».
بدأ الجاسم يسرد مسيرة حياته على عجالة، إذ قال إنه عمل معلماً بوزارة التربية والتعليم لعشر سنوات، ومن ثم انتقل للعمل بوزارة الداخلية معلماً للشرطة المستجدين ليتقاعد في العام 1992، ليكون هذا العام عامًا قرر فيه مواصلة العمل لكن في قطاع آخر، إذ اتجه إلى فتح مكتب للعقارات وعمل فيه 23 سنة، كما يملك محلا لبيع المخللات في أحد المجمعات التجارية، ومازال قادرا على قيادة سيارته بنفسه.
وعن مدى اختلاف القطاعين اللذين عمل فيهما، أشار إلى أن عمله في قطاع التعليم كان يتطلب كثيرا من الجهد والتعب مقارنة بعمله في قطاع العقارات والتجارة الذي يمارس دور الإشراف فيه على عمال لديه.
وعلى رغم حبه للعمل وسعادته بذلك، والتي بدت واضحة جدا في حديثه، فإنه لم يغفل حياته الاجتماعية وعلاقاته بأصدقائه وجيرانه، فبعد انتهاء دوامه في مكتب العقارات والذي يمتد من التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهراً على أن يكون الجمعة والسبت يومي إجازة، يعود إلى منزله وهو الأب لابنين وبنتين ومن ثم يلتقي أصدقاءه وجيرانه.
الجاسم ختم لقاء بالقول: «حينما يملك الإنسان طاقة لابد أن يستثمرها لما هو صالح لوطنه وأهله ولنفسه، ويقيني أني قادر على العمل ولدي طاقة ورغبة في ذلك جعلتني أستمر حتى اليوم ولله الحمد».
العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ
حب الوطن من الإبمان
أعطاك الله الصحة و العافية و رزقك عمل الباقبات الصالحات