العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ

روسيا تبدأ الضربات الجوية في سورية وتطلب من أميركا الابتعاد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماع الحكومة قبل بدء الضربة الجوية في سورية   - reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماع الحكومة قبل بدء الضربة الجوية في سورية - reuters

شنّت روسيا ضربات جوية ضد أهداف في سورية أمس (الأربعاء) في أكبر تدخل للكرملين في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين، وأبلغت القوات الجوية الأميركية بالابتعاد أثناء قيام طائراتها الحربية بمهام.

ومن جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها نفذت ضربات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في سورية خلال الساعة الأخيرة أو نحو ذلك متجاهلة طلب روسيا تفادي المجال الجوي السوري.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمجلس الأمن إن الولايات المتحدة ستواصل عملياتها الجوية وإنها سترحب بالضربات الروسية إذا كانت موجهة حقّاً إلى التنظيم المتشدد أو جماعات أخرى متحالفة مع «القاعدة».


الطيران الحربي الروسي يبدأ أولى عملياته في سورية

موسكو - أ ف ب

شن الطيران العسكري الروسي أمس الأربعاء (30 سبتمبر/ أيلول 2015) أولى ضرباته الجوية في سورية بناءً على طلب الرئيس السوري بشار الأسد، في حين دار جدل حاد حول المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية وما إذا كانت تابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية (داعش)» أم لتنظيمات أخرى.

وجاءت هذه الضربات قبل ساعات من قيام روسيا بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الامن يدعو إلى قيام «تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية والبنى الإرهابية الأخرى».

إلا أن فرنسا سرعان ما تحفظت على الضربات الروسية في حال لم تكن تستهدف تنظيم «داعش». وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس في تصريح صحافي من نيويورك الأربعاء «هناك إشارات تفيد بأن الضربات الروسية لم تستهدف داعش» مضيفاً بأنه «لا بد من التحقق من الأهداف» التي ضربتها الطائرات الروسية.

كما قال مسئول عسكري أميركي إن هذه الغارات الروسية استهدفت قوات معارضة وليس تنظيم «داعش»، بعكس التصريحات الروسية.

وقال المسئول الأميركي «لم نشاهد أية ضربات ضد (داعش)، وما شاهدناه هو ضربات ضد المعارضة السورية».

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن الضربات استهدفت مسلحي تنظيم «داعش».

وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري الأربعاء في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي إن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سورية إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة تنظيم «داعش».

وتابع «أوضحنا أننا سنشعر بالقلق البالغ إذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها أهداف لداعش والقاعدة». وقال إن «أية ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نوايا روسيا الحقيقية وهل هي القتال ضد (داعش) أم حماية نظام الأسد».

وقال أيضاً «علينا أن لا نخلط، ولن نخلط، بين قتالنا ضد داعش ودعم الأسد».

إلا أن البيت الأبيض كان أكثر حذراً في تعليقه على الموضوع نفسه معتبراً أنه من المبكر تحديد المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية.

وقال المتحدث جوش إيرنست إنه «من المبكر بالنسبة لي أن أقول ما هي المواقع التي استهدفوها، وما هي الأهداف التي ضربوها».

ويأتي هذا التسارع في التدخل الروسي في سورية على خلفية اختبار قوة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أن الأول يعتبره «طاغية» لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سورية، في حين أن الثاني يعتبره أساسياً في الحرب على تنظيم «داعش».

وكان كيري اتصل الأربعاء بنظيره الروسي، سيرغي لافروف واعتبر الضربات الروسية غير بناءة. كما اعتبرت واشنطن أن هذه الضربات لن تغير شيئاً في المهمات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في كل من سورية والعراق.

وبقيامها بقصف مواقع متطرفين في سورية تؤكد روسيا للولايات المتحدة أنها ماضية من دون تردد في دعمها للرئيس السوري رغم مرور أكثر من أربع سنوات على اندلاع الأحداث في سورية وسقوط أكثر من 240 ألف قتيل.

وأعلنت واشنطن عن الضربات الروسية قبل تأكيدها من قبل وزارة الدفاع الروسية. وقال متحدث عسكري روسي إن «الضربات الدقيقة» دمرت «معدات عسكرية» ووسائل اتصالات و»مخازن أسلحة وذخائر» لتنظيم «داعش».

كما أعلن مصدر أمني سوري أن الضربات استهدفت «مواقع إرهابية» في محافظتي حماه وحمص.

وتسيطر جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) على معظم المناطق التي استهدفها القصف الروسي في محافظة حمص، حيث تسيطر قوات النظام على مدينة حمص مركز المحافظة باستثناء حي الوعر، وعلى مناطق أخرى في المحافظة، فيما يسيطر تنظيم «داعش» على مناطق واسعة في الريف الشرقي أبرزها مدينة تدمر الأثرية.

أما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل إسلامية وأخرى «معتدلة»، فيما تسيطر جبهة «النصرة» وفصائل مبايعة لتنظيم «داعش» على بعضها الآخر.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس خلال اجتماع للحكومة الروسية إن على روسيا أن تتحرك بشكل استباقي لضرب المتطرفين في سورية قبل أن يصلوا إلى بلاده.

وقال في تصريحات متلفزة «الطريقة الوحيدة الصحيحة لقتال الإرهاب الدولي هي التصرف بشكل استباقي وقتال المقاتلين والإرهابيين على الأراضي التي يسيطرون عليها والقضاء عليهم، وعدم انتظاروصولهم إلينا».

كما قال بوتين الداعم الثابت للأسد، إنه يأمل في أن يقبل الرئيس السوري بـ «تسوية».

وقال «التسوية النهائية والدائمة للنزاع في سورية ممكنة فقط على أساس إصلاح سياسي وحوار مع القوى السليمة في البلاد».

وأضاف «أعرف أن الرئيس الأسد يتفهم ذلك وأنه مستعد لمثل هذه العملية».

وأكد بوتين أن التدخل العسكري الروسي في سورية يقتصر على الضربات الجوية دعماً للقوات الحكومية السورية مستبعداً في الوقت الراهن إرسال قوات على الأرض.

وأضاف «تم إبلاغ كافة شركائنا بالمخططات والتحركات الروسية في سورية» داعياً «كافة الدول المهتمة بمكافحة الإرهاب» الانضمام إلى مركز التنسيق الذي أنشأته سورية وإيران والعراق وروسيا في بغداد.

العدد 4772 - الأربعاء 30 سبتمبر 2015م الموافق 16 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:42 م

      التوسع الروسي

      لماذا تاخر باشار الاسد في طلب الدخل الروسي في الوضع السوري ؟ اما لانه كان يريد من الخلايا النايمه في الجيش السوري ان تظهر في الساحه او لايه اسباب في الحكومه السوريه لا اعلامها
      او لقلب الطاوله على الولايات المتحده في اليمن وفي سوريا

    • زائر 18 | 5:38 م

      الغرب ودوّل في المنطقة

      قوة التنظيم يتجاهلها الغرب ودوّل من الخليج. حيث أنه من غير المعقول أن يتجول هذا التنظيم من دون رادع. طلبت أمريكا من الأكراد عدم إستهدداف هذا التنظيم! لماذا؟ عندما تظرب أمريكا أهداف فلا بأس. لكن عندما تظرب روسيا ففرنسا وأمريكا يجب أن تتأكد من الأهداف. سيئ مضحك.

    • زائر 13 | 10:06 ص

      داعش

      المعارضة السورية = داعش

    • زائر 11 | 8:02 ص

      لو كانت أمريكا تريد القضاء على هذا التنظيم لقضت عليه من زمان مثل ما أطاحت بالرئيس صدام الحسين

    • زائر 10 | 7:41 ص

      زائر 5

      يالسخفك يافهيم.. على بالك انت بس اللي فاهم وتملك الحقيقة

    • زائر 3 | 11:52 م

      تنظيم داعش.

      هل لاحدا ان يفسر لي عن مدى قوة هذا التنظيم الذي يحاربه 5 دول عظمى ولم ينكسر حتى الان .

    • زائر 5 زائر 3 | 1:56 ص

      دعم اقليمي

      لان هذا التنظيم يمول بدعم اقليمي خليجي !

    • زائر 7 زائر 3 | 3:36 ص

      اللهم دمر داعش وجميع الإرهابيين

      الغريب في الموضوع ان من يتباكون على اطفال اليمن نراهم صامتون الآن تجاه اطفال سوريا الذين قتلتهم الطائرات الروسية أمس فقط لأن القاتل حليفهم فلا بأس اذا ومرحبا.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.

    • زائر 8 زائر 3 | 3:42 ص

      نعم

      لا توجد محاربه حقيقيه لداعش من قبل أمريكا ماتراه في الاعلام غير اللذي يدور على الارض بل العكس تماما يوجد دعم وستكشف الايام مصداقية ذلك بعد دخول روسيا على الخط وستنكشف عورة امريكا وحلفائها اكثرو سينحل لغزداعش اللذي حير الجميع.

    • زائر 12 زائر 3 | 9:44 ص

      .....

      انت مافهمت القصه شكلك الدول اللي عن يازعم سوت تحالف لضرب داعش هي من بنت داعش يعني هاي تمثيليه بس احين يوم تدخلت روسيا ابشرك داعش بيصير طحين

    • زائر 17 زائر 3 | 5:08 ص

      اجرام

      اطفال سوريا ضحايا ظلم الدول العربية خدمة لأهداف امريكا واسرائيل في القضاء على المحور المقاوم لإسرائيل وهذه حقيقة ساطعة لا يمكن أن ينكرها عاقل

اقرأ ايضاً