يمر صندوق الثروة السيادية القطري بفصل سنوي صعب، بعد خسائر تصل إلى 12 مليار دولار في الأسهم التي يملكها في فولكس فاغن وشركة غلينكور والبنك الزراعي الصيني، وهي ثلاثة من أكبر استثمارات الصندوق التي تبلغ قيمة أصوله نحو 250 مليار دولار ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأربعاء (30 سبتمبر / أيلول 2015).
ومع قرب انتهاء الربع الثالث، يتكبد جهاز قطر للاستثمار، على الأرجح خسائر في ثمانية من أهم 10 من استثماراته وأصوله، وفقاً لحسابات صحيفة فايننشال تايمز التى أعدت استناداً إلى بيانات جمعتها بلومبيرغ من تقارير الأجهزة التنظيمية.
ويُرجح أن تكون أكبر ضربة تعرض إليها جهاز قطر للاستثمار في خسارة ورقية قيمتها نحو 8.4 مليارات دولار في حصته في الأسهم العادية والممتازة في فولكس فاغن.
كما تتراجع قيمة حصة الصندوق القطري البالغة %8.2 في شركة غلينكور شركة التعدين وتجارة السلع تحت وطأة الديون الكبيرة التي تعاني منها الشركة، وهي خاسر كبير آخر، لتنخفض نحو 2.7 مليار دولار منذ بداية الربع الثالث.
كما أضاف تراجع أسهم بنك الصين الزراعي المدرجة في هونغ كونغ خسائر إضافية بقيمة 650 مليون دولار إلى خسائر الصندوق وفق قيم السوق الحالية (خسائر غير محققة).
وبرز جهاز قطر للاستثمار باعتباره واحداً من أكثر المستثمرين حزماً في العالم منذ تأسيسه في 2005، بهدف استثمار ثروات البلاد من الغاز في محفظة متنوعة من الأصول طويلة الأجل.
ومن أصول الصندوق الأخرى التي تشهد تراجعاً منذ الأول من يوليو حصته في رويال دوتش شل (بانخفاض بلغ نحو 500 مليون دولار) وباركليز (240 مليون دولار) وسيمنز (310 ملايين دولار).
واحدة فقط من أكبر 10 حصص يملكها الصندوق القطري شهدت موسماً فصلياً إيجابياً وهي فينشي شركة البناء الفرنسية، التي ارتفعت قيمتها بنحو 200 مليون دولار، في حين كان أداء شركة المرافق الأسبانية أيبردرولا راكداً.
ورفض جهاز قطر للاستثمار التعليق على التقلبات في أسعار الأسهم أو حجم حصص الصندوق.
ويقول مايكل مادويل رئيس معهد صناديق الثروة السيادية ومقره لاس فيغاس: إنه واحد من سلبيات الاستثمار المباشر، عندما يصبح مسار المخاطر المرتبطة بشركة ما ضد المستثمر.
ويأتي هذا الربع المتقلب في الوقت الذي يفتح فيه صندوق قطر السيادي، أكبر تاسع صندوق في العالم من حيث إجمالي الأصول، وفقاً لتقديرات معهد صناديق الثروة السيادية، أول مكتب له في أميركا.
ويهدف الصندوق، الذي استثمر نحو 7 مليارات دولار في أميركا حتى الآن، إلى زيادة استثماراته بمعدل خمسة أضعاف على مدى السنوات الخمس المقبلة، خصوصاً في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا والعقارات، وفقاً لأشخاص مطلعين على خطط الصندوق.
واجتمع بعض من أكبر الأسماء في وول ستريت في حفل لتدشين المكتب أقيم، مساء الأحد الماضي، بما في ذلك ستيفن شوارزمان الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، ورئيس شركة بلاك روك لاري فينك، والرئيس التنفيذي لـ«سيتي غروب» مايك كوربات، وبيل أكمان رئيس صندوق التحوط بيرشينغ سكوير.
وقال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار عبدالله بن محمد سعود آل ثاني في كلمة موجزة ألقاها أثناء حفل التدشين: «الوجود على الأرض في نيويورك سيسمح بادارة أفضل لأصول المحفظة المتنامية».
وأشاد بيني بريتزكر وزير التجارة الأميركي بمؤشر الثقة الذي لا لبس فيه الذي أبدته قطر في أكبر اقتصاد في العالم، وذلك قبل شهر من أول حوار اقتصادي بين واشنطن والدوحة سيعقد في واشنطن.