مازال اتحاد الكرة يتجاهل توفير أدنى متطلبات النجاح لمسابقاته التي ينظمها ويشرف عليها وخصوصاً فيما يتعلق بالجانبين الصحي والطبي عبر تواجد سيارات الإسعاف في المباريات الرسمية، إذ ومنذ انطلاقة مسابقة كأس الاتحاد «التنشيطية» غابت هذه الخطوة والخدمة المهمة والضرورية عن غالبية إن لم يكن جميع المباريات للحفاظ على سلامة وصحة جميع أعضاء الفرق المتبارية والمتنافسة.

وما حدث أثناء مباراة الأهلي والشباب التي جرت بينهما قبل أيام على ملعب مدينة حمد ضمن الجولة الخامسة دليل على أهمية تواجد هذه الخدمة، وكان ابن اللاعب البرازيلي دييغو المحترف في صفوف النادي الأهلي تعرض لحالة تشنج جعلت من والدته التي كانت متواجدة معه على المدرجات تفزع وجعلت جميع من في الملعب يهرع لمساعدتها بما فيهم الطاقم التحكيمي للمباراة بقيادة الحكم علي حسن السماهيجي، وقام الجهاز الإداري للفريق بنقل الطفل إلى أقرب مستشفى وسط إسعافات طبية قام بها اختصاصي العلاج الطبيعي للفريق.

هذه الحادثة مرت بسلام، ولكن ماذا لو حدثت للاعب أو لاعبين على أرضية الملعب وسط غياب تام لسيارات الإسعاف، والجميع يتذكر جيداً ما حدث في الموسم الماضي للاعب الشباب علي جعفر مدن عندما تعرض خلال مباراة فريقه والمحرق في أبريل/ نيسان الماضي ضمن مسابقة دوري الدرجة الأولى إلى تصادم بعد كرة هوائية مشتركة مع واحد من لاعبي المحرق، وجاء هذا الاصطدام ليثير زوبعة خلال المباراة وبعدها بأيام في الوسائل الإعلامية، وحالة من السخط والاستياء بين الكثير من الأندية والقائمين عليها والعاملين فيها.

وكشفت حادثة مدن الشباب عن الكثير من النواقص والسلبيات الموجودة بين جدران بيت الكرة البحرينية وخصوصاً مع غياب التنسيق بين اتحاد الكرة والجهة المعنية ذات العلاقة سواء من الوزارات أو الجهات الصحية.

اتحاد الكرة نسي أو تناسى الكثير من مهامه التنظيمية والإشرافية والإدارية لإنجاح مسابقاته الكروية وسط تجاهل تام ووسط غياب الكثير من جوانب الرعاية والاهتمام منه، ولعل مثل هذه السلبيات تجعل الكثير من متابعي الكرة البحرينية يصف ما يحدث في مسابقاتنا بأنها أشبه بدورات الحواري والتي ربما بعضها يوفر مثل هذه الجوانب التنظيمية على رغم عدم امتلاكه لما يمتلكه اتحاد الكرة من إمكانات وقدرات.