خطوة متميزة تلك التي قام بها الاتحاد البحريني لكرة اليد بإقامة مباريات ودية مع المنتخب المصري، وتجربة مفيدة أجراها المنتخب ضد لاعبين من الدرجة الأولى ومحترفين، يتقدمهم المحترف في أوروبا أحمد الأحمر.

اختيار المنتخب المصري لهذه المباريات، وقوة اللقاءات التي لعبت وكان فيها المنتخب في مستواه على رغم خسارته لقاءين من 3، كان دليلاً على نجاح وصوابية الاختيار، فقد نجح الاتحاد بشكل كبير في تنظيم هذه المباريات الودية على رغم أن توقيت المباراة الثالثة لم يساعد الاتحاد، إلا أن التجربة كانت متميزة واستفاد منها المنتخب ومدربه السلوفيني ماجيك بشكل كبير.

اختيار المنتخب المصري جاء لينجح الفعالية، كونه أحد المنتخبات العالمية، واللعب مع منتخبات قوية مصنفة مباريات ودية أمر هام يحقق الفائدة المرجوة فنياً وتكتيكياً، وهذا ما أظهره المنتخب الوطني خلال المباريات الثلاث، وكان نداً قوياً للمنتخب المصري الذي يعد للمشاركة في البطولة العسكرية وهو القادم من اللعب في بطولة العالم الأخيرة بقطر.

مثل هذه المباريات هو ما يبحث عنه المدرب، يستطيع أن يجرب فيها خططه وتفكيره الذي يود أن يلعب به المباريات الرسمية، وهو إعداد مثالي مساعد للتدريبات والمعسكرات، إذا ما عرفنا أن الإعداد والاستعداد لأي لقاء ليس بالتمارين فقط وإنما بالتطبيق بمباريات تشابه أسلوب من ستلعب معه لاحقاً.

هذا يعود بنا إلى الوراء، لنرى كيف يتعامل مدرب منتخب كرة القدم الأرجنتيني سيرجيو باتيستا، الذي فشل حتى الآن منذ قدومه في الترتيب للقاء ودي مع أحد المنتخبات، وزاد الطين بلة بقراره عدم خوض «الأحمر» أي مباراة ودية في الفترة التحضيرية القادمة استعداداً لخوض المباراتين الهامتين على أرضنا وبين جماهيرنا مع أوزبكستان والفلبين، على الرغم من إمكانية تأمين مباراة ودية دولية مع أحد المنتخبات الجيدة. قبل مباراة أوزبكستان، وذلك في الثالث أو الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الخيار الأكثر مثالية لإقامة مباراة ودية، إذ سيكون المنتخب قد خاض تدريباته لمدة 7 أيام، وسيخوض مباراته الرسمية بعدها بـ 5 أو 4 أيام، وهي فترة كافية لاستعادة اللياقة والوقوف على العديد من الأمور الفنية داخل الفريق.

من هنا نؤكد أن المباريات الودية لا يجب أن يكون هدفها الإعداد للمنافسات والتصفيات الآسيوية فقط، بل تطوير مستوانا والاحتكاك مع فرق أفضل ومستويات أفضل، وهي خُطوة مهمة وضرورية بعيداً عن المنافسات والتصفيات والاستعداد للبطولات القارية والإقليمية.

نعتقد أن الاتحادات يجب أن تنظر إلى المباريات الودية كخطوة جبارة في طريق الإعداد لأي مشاركة أو استحقاق، ويزيدها قوة عندما تكون التجربة أمام فريق أو منتخب يفوقك قدرات وإمكانات، فالهدف ليس الفوز في مثل هذه المباريات، وإنما الاستفادة من خبرات المنافس.