يسعى يوفنتوس الإيطالي وصيف البطل إلى تناسي خيبته المحلية وتأكيد الفوز الثمين الذي حققه في مباراته الأولى عندما يستضيف اشبيلية الاسباني بطل "يوروبا ليغ" غداً الأربعاء (30 سبتمبر/ أيلول 2015)، فيما يخوض قطبا مانشستر اختبارين ألمانيين صعبين للغاية وذلك في الجولة الثانية من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
في المجموعة الرابعة وعلى ملعب "يوفنتوس ستاديوم"، يدخل يوفنتوس واشبيلية إلى مواجهتهما الأولى على الإطلاق في ظروف مشابهة تماما إذ يعاني الفريقان الأمرين على الصعيد المحلي لكنهما استهلا مشوارهما في دوري الأبطال بفوزين هامين جدا، الأول على مانشستر سيتي في عقر دار الأخير (1-2) والثاني على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (3-صفر).
ويقدم يوفنتوس أسوأ بداية موسمه له في الدوري المحلي الذي توج بلقبه في المواسم الأربعة الأخيرة، منذ موسم 1969-1970 إذ يقبع حاليا في المركز الخامس عشر، فيما يبتعد اشبيلية بفارق نقطتين فقط عن منطقة الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد 6 مراحل على انطلاق الموسم.
ويدخل فريق المدرب ماسيميليانو اليغري إلى مواجهته مع النادي الأندلسي الذي أصبح أول فريق يشارك في دوري الأبطال نتيجة تتويجه بلقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، بمعنويات مهزوزة تماماً بعد سقوطه السبت على ارض نابولي (1-2).
وما يزيد من مشاكل يوفنتوس الذي يعيش مرحلة انتقالية نتيجة التعديلات الكثيرة في صفوفه ورحيل ثلاث ركائز أساسية متمثلة باندريا بيرلو والأرجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلي ارتورو فيدال، انه يفتقد خدمات مهاجمه الجديد الكرواتي ماريو ماندزوكيتش بسبب الإصابة التي تحرمه أيضاً من خدمات لاعبي وسطه كلاوديو ماركيزيو والألماني سامي خضيرة الذي خاض 25 دقيقة فقط بقميص "السيدة العجوز" وكان ذلك في لقاء ودي ضد مرسيليا الفرنسي في الأول من أغسطس/ آب الماضي.
وعاود لاعب ريال مدريد الإسباني السابق تمارينه مع يوفنتوس لكن من المستبعد أن يكون جاهزا للعب قبل عطلة نهاية الأسبوع، فيما تلقى اليغري خبراً سعيداً بتعافي ظهيره السويسري شتيفان ليخشتاينر من ضربة تعرض لها في رأسه.
ومن المؤكد أن ما يختبره يوفنتوس حالياً بعيد كل البعد عن ما عاشه الموسم الماضي حيث توج بثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى منذ 20 عاما ووصل إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2003 لكنه انحنى أمام برشلونة الاسباني (1-3) وفرط بفرصة إحراز اللقب القاري للمرة الأولى منذ 1996 والثالثة في تاريخه.
"يجب علينا أن نضع جانباً الحديث عن لقب الدوري على اقله في الاشهر القليلة المقبلة"، هذا ما خرج به الحارس القائد جانلويجي بوفون يوم الأحد خلال مقابلة تلفزيونية، مضيفاً: "الفارق (بين يوفنتوس وصدارة الدوري) شاسع لدرجة تمنعنا من الانجراف خلف حلم غير واقعي. يجب أن نشمر عن سواعدنا، أن نلطخ أيدينا والتعامل مع الوضع. ندرك بأنه علينا أن نتغير لكي نتحسن وسنتعامل الآن مع كل مباراة على حدة".
وواصل "دوري الأبطال استعراض جميل، ونحن الآن أمام فرصة استعادة قدر من الثقة والحماس. يجب أن نعتمد مقاربة شرسة وحازمة في مباراتنا مع اشبيلية. أنها مباراة نريد الفوز بها".
وإذا كان يوفنتوس الذي لم يذق طعم الهزيمة في مبارياته القارية الـ13 الأخيرة على أرضه وتحديداً منذ سقوطه أمام بايرن ميونيخ الألماني (صفر-2) في أبريل/ نيسان 2013، يعاني من غياب ثلاثة أو أربعة لاعبين فان فريق المدرب اوناي ايمري يسافر إلى تورينو من دون عدد كبير من اللاعبين بسبب الإصابة التي طالت الحارس البرتغالي بيتو والمدافعين الفرنسي عادل رامي والبرتغالي دانيال كاريسو والأرجنتيني نيكو باريخا ومواطن الأخير لاعب الوسط ايفر بانيغا والفرنسي غايل كاكوتا.
وفي المباراة الثانية، يسافر مانشستر سيتي إلى ملعب "بوروسيا بارك" بمعنويات مهزوزة تماماً، إذ لم يكتف فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني بالسقوط على أرضه أمام يوفنتوس في الجولة الأولى، بل خرج أيضاً خاسراً من مباراتيه الأخيرتين في الدوري المحلي ضد وست هام يونايتد وتوتنهام هوتسبر وذلك بعدما استهل مشواره في "بريميير ليغ" بخمسة انتصارات متتالية.
وما يزيد من صعوبة مهمة سيتي أنه لطالما عانى في زياراته إلى ألمانيا إذ سقط في ست من مبارياته الثماني التي خاضها في موطن الـ "بوندسليغه"، كما أن مضيفه مونشنغلادباخ لا يريد بتاتا التفريط بفرصة إسعاد جماهيره في أول مباراة له في المسابقة على أرضه منذ 37 عاماً.
ويخوض مونشنغلادباخ، وصيف بطل المسابقة لعام 1977، المباراة بمعنويات جيدة بعدما استعاد شيئاً من توازنه بقيادة مدربه المؤقت اندريه شوبرت وخرج فائزا من مباراتيه الأخيرتين في الدوري ضد اوغسبورغ وشتوتغات، وذلك بعدما استهل الموسم بخمس هزائم متتالية ما دفع مدربه السويسري لوسيان فافر إلى الاستقالة.
ويعود الفريقان بالذاكرة إلى موسم 1978-1979 عندما تواجها في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي وخرج مونشنغلادباخ منتصرا 4-2 بمجموع المباراتين في طريقه لإحراز اللقب على جساب ريد ستار بلغراد اليوغوسلافي (2-1 بمجموع المباراتين).
والمفارقة أن المباراة الأخيرة لمونشنغلادباخ على أرضه في المسابقة القارية الأم كانت ضد فريق انجليزي آخر بشخص ليفربول وذلك في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس الأندية الأوروبية البطلة عندما فاز 2-1 قبل أن يخسر إيابا صفر-3.
والمفارقة الأخرى أن يوفنتوس كان أيضاً طرفاً في الدور نصف النهائي وخسر أمام بروج البلجيكي (1-2 بمجموع المباراتين)، وتوج حينها ليفربول باللقب بفوزه في النهائي 1-صفر.
وفي المجموعة الثانية وعلى ملعب "اولدترافورد"، يدخل مانشستر يونايتد إلى مواجهته مع الفريق الألماني الآخر فولفسبورغ في وضع مختلف تماماً عن جاره اللدود سيتي إذ يتربع على صدارة الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ أغسطس/ اب 2013.
ويأمل فريق المدرب الهولندي لويس فان غال أن يستفيد من الدفع المعنوي الكبير الذي حصل عليه نتيجة تربعه على صدارة الدوري من أجل تناسي خيبة مباراته مع ايندهوفن الهولندي في الجولة الأولى حيث سقط خارج قواعده 1-2 في مباراة خسر خلالها جهود لاعبه لوك شو لفترة طويلة بسبب تعرضه لكسر مزدوج في الساق.
وفي المقابل، يدخل وصيف بطل الدوري الألماني إلى مباراة ملعب "اولدترافورد" الذي خرج منه خاسراً في زيارته الوحيدة إليه قبل ستة أعوام بالتمام والكمال بنتيجة 1-2 في دور المجموعات أيضاً، بمعنويات مهزوزة بعد سقوطه المذل أمام بايرن ميونيخ (1-5) ثم تعادله مع جاره هانوفر (1-1) في المرحلتين الأخيرتين من الدوري.
وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها يونايتد إلى الجولة الثانية من دور المجموعات من دون أي نقطة منذ موسم 1996-1997 حين استهل مشواره بالخسارة أمام يوفنتوس صفر-1.
ويعول يونايتد على تألق لاعبه الجديد الفرنسي الشاب انتوني مارسيال الذي وجد طريقه إلى الشباك في أربع مناسبات خلال المباريات الخمس الأخيرة لفريقه، بينها ثنائية في مرمى ساوثمبتون (3-2) في 20 سبتمبر الجاري.
كما يمني يونايتد نفسه بان يكون الهدف الأول الذي سجله واين روني في الدوري منذ الرابع من أبريل/ نيسان الماضي والذي جاء في مباراة السبت ضد سندرلاند (3-صفر)، فاتحة أهدافه المهمة لفريق "الشياطين الحمر"، علما بان "الفتى الذهبي" سجل هذا الموسم ثلاثة أهداف في الدور الفاصل من المسابقة القارية الأم وهدفاً في مسابقة كأس رابطة الأندية.
وفي المباراة الثانية في المجموعة، ستكون الفرصة سانحة أمام ايندهوفن لكي يخطو خطوة هامة نحو الدور الثاني من خلال الفوز على مضيفه سسكا موسكو الروسي لكن فريق المدرب فيليب كوكو يسافر العاصمة الروسية دون قائده لوك دي يونغ الذي يعاني من إصابة في كاحله.
وأصيب دي يونغ مباشرة بعد تسجيله هدف الفوز في مرمى نيميغن (2-1) في الدوري المحلي الذي يحتل فيه بطل الموسم الماضي المركز الرابع بفارق خمس نقاط خلف غريمه اياكس المتصدر الذي يتواجه معه الأحد المقبل.
وفي المجموعة الأولى وعلى ملعب "مالمو نيو ستاديوم"، من المتوقع أن يتمكن ريال مدريد الاسباني، حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة (10)، من الخروج بفوزه الثاني على حساب مضيفه مالمو السويدي، وذلك بعدما استهل مشواره بفوز كاسح على شاختار دانييتسك الأوكراني 4-صفر بفضل ثلاثية لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وترتدي المباراة الأولى لريال مع مضيفه السويدي، أهمية بالنسبة لرونالدو الذي وعلى غير عادته فشل في الوصل إلى الشباك في المباريات الثلاث الأخيرة في الدوري لفريق المدرب رافايل بينيتيز، وهو يأمل بالتالي تجديد الموعد مع الشباك من أجل الاقتراب أو تحطيم الرقم القياسي الذي يملكه راؤول غونزاليس، أفضل هداف في تاريخ "لوس ميرينغيس" برصيد 323 هدفاً، إذ يتخلف عن الأخير بفارق هدفين فقط.
ومن المتوقع أن يتواصل غياب النجم الويلزي غاريث بايل عن النادي الملكي الذي يتحضر لموقعة الدربي مع جاره اتلتيكو مدريد الأحد في الدوري.
وفي المجموعة ذاتها، يسعى باريس سان جرمان الفرنسي إلى تأكيد الفوز الذي حققه في المباراة الأولى أمام مالمو (2-صفر)، وذلك عندما يزور شاختار دانييتسك "المهجر" إلى ملعب لفيف بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في شرق البلاد.
ويدخل فريق المدرب لوران بلان إلى المباراة بمعنويات مرتفعة جداً بعد ابتعاده في صدارة الدوري بفارق 4 نقاط عن اقرب ملاحقيه على إثر فوزه الكبير على نانت 4-1.
وعلى غرار رونالدو، ستكون مباراة لفيف التي تشكل المواجهة الأولى على الإطلاق بين الفريقين، مهمة جداً بالنسبة لنجم سان جرمان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش إذ انه على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ النادي الباريسي والمسجل باسم البرتغالي بدرو باوليتا (109).
وفي المجموعة الثالثة، سيكون ملعب "فسينتي كالديرون" مسرحا لمواجهة مثيرة جداً بين اتلتيكو مدريد الاسباني وصيف بطل الموسم قبل الماضي وضيفه بنفيكا البرتغالي اللذين يتواجهان للمرة الأولى، خصوصاً أن الفريقين خرجا فائزين من الجولة الأولى.
واستهل اتلتيكو الذي يشارك في دور المجموعات للمرة الثالثة على التوالي وهذا أمر لم يحققه في السابق، مشواره بالفوز على غلطة سراي التركي 2-صفر، فيما استهل بنفيكا مشاركته الحادية عشرة في دور المجموعات بالفوز على الوافد الجديد استانا الكازاخستاني الذي سيدخل تاريخ كأول فريق يأتي بالمسابقة القارية إلى بلاده عندما يستضيف غلطة سراي.