أسماء بوجيبار، اسم تكرر كثيرا في عناوين الصحف والمجلات المغربية والعربية والعالمية، بصفتها أول امرأة مغربية تنجح في الوصول إلى وكالة الفضاء الأميركية إلى جانب علماء من شتى أنحاء العالم، حيث التحقت بفريق مركز لندون بي جونسون التابع للوكالة بهيوستن في ولاية تكساس الأميركية، وهذه السنة تكللت قصتها بتوشيح الملك محمد السادس لها، بوسام المكافأة الوطنية بدرجة فارس، بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش.
تظهر أسماء، الريفية (الأمازيغية الأصل) في أغلب صورها مبتسمة، وتحكي قصة نجاحها في لقاءاتها التلفزيونية القليلة بكل تواضع ورقي، وتحاول جاهدة التحدث باللغة العربية واللهجة المغربية على رغم عدم إتقانها لها، بحكم دراستها طويلاً في الخارج، حسب ما نشرت مجلة "سيدتي".
خلافاً لباحثين وعلماء كثر، تقول أسماء 31 سنة: إن الولوج إلى (ناسا)، لم يكن حلمها، أو أحد أهدافها الرئيسية بل كانت تطمح بكل ما كانت تملك من علم وإصرار واجتهاد ومثابرة، لتلبية رغبة جامحة بإجراء بحوث ودراسات في مجال علوم الأرض والكون، لكنها تعتبر دخولها لوكالة الفضاء الأميركية، رمزاً لروح التنافس لدى النساء ونضالهن، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة.
بعد حصولها على شهادة الباكلوريا في شعبة العلوم تابعت دراستها الجامعية، وحصلت على الإجازة في علوم الأرض. وفي جزيرة ريونيون ile de Réunion، تابعت دراستها لتحصل على شهادة الماجستير الأولى في علم البراكين، وواصلت البحث والدراسة، حيث حصلت على شهادة الماجستير الثانية من جامعة كليرمون فيراند Clermont Ferran، وقدمت أطروحتها في الدكتوراه شهر مايو/ أيار الماضي، حيث كان موضوعها تشكل الكواكب وتفريقها، تحت إدارة الأستاذ دنيس أدرو في مختبر الصهارة والبراكين التابع لجامعة بليز باسكال.
أسماء هي حفيدة المقاوم المغربي الراحل المعروف، عبدالكريم الخطابي، فرغم عدم لقائها به؛ لأنها ولدت بعد سنتين من وفاته، تؤكد أسماء أن والدها وجدتها حبيبة، كانا يحرصان دوماً على أن يحكيا لها بعض الأحداث والمواقف التاريخية البارزة في حياته، وخصوصاً حرصه طوال حياته على تمكين أبنائه من الذكور والإناث من مواصلة التعليم، مما جعلها تكتسب صفة التعطش الدائم للعلم والتعلم، الأمر الذي حفزها لمواصلة دراستها وبحوثها.
وعن مشاريعها المستقبلية بعد انتهاء العقد الذي يجمعها مع الوكالة الأمريكية طيلة سنتين 2014-2016، تنوي أسماء العودة إلى فرنسا، حيث يستقر زوجها وجل معارفها، وتشير إلى أنها لن تفوت أي فرصة لزيارة المغرب حيث يستقر والداها.
أما عن الوسام الملكي، فتقول أسماء: إنها محظوظة لتواجدها مع نخبة من الشخصيات المكرمة من أعلى سلطة بالبلاد، كما تعتبر توشيحها تشجيعاً للشباب على المزيد من العطاء والإبداع.