مساء الأحد الماضي غصت قاعة نادي الخريجين بالمئات من المواطنين من فئات وطبقات ومشارب وأفكار متعددة لحضور تدشين كتاب الدكتور فؤاد شهاب «حبيبتي ابنتي... سميتها مريم»، وفي الواقع لم أشهد من قبل حضوراً بهذا الكم والتنوع لتدشين كتاب ما، وخصوصاً في البحرين على مدى السنوات الماضية، فغالباً ما يكون الحضور لمناسبة تدشين كتاب محصوراً على المهتمين والمثقفين والكتاب، ولكن في حالة الدكتور فؤاد شهاب كانت المناسبة مغايرة تماماً، وكان الحضور مختلفا أيضاً.
لا يمكن تفسير مدى التجاوب الكبير لحضور هذه الفعالية إلا من خلال معرفة الكاتب ونبل قضيته، فأما الكاتب الدكتور فؤاد شهاب فإنه لا يخجل أبداً من نشر محبته وعطفه وسماحته على الجميع، وكأن الحب أصبح لديه ناموسا وفكرة مسيطرة، وحلوى يوزعها بكل فرح وبهجة، ولذلك لا يمكن لمن يقابله إلا أن يبادله الود بالود.
الحب كان مفتاحا ومدخلا لخدمة مجتمعه ووطنه، فحبه لابنته مريم جعلت منه إنسانا آخر، أو كما قال هو خلال حفل التدشين جعله أكثر إنسانية.
وأما نبل قضيته والتي يلخصها في الكتاب فإنها تحول المأساة الخاصة لقضية عامة لتحدي المفاهيم والموروثات الخاطئة حول الإنسان الذي ولد بإعاقة ما، لتحكم عليه بشكل مسبق بالتخلف والعيش على هامش الحياة.
الكتاب «وهو عبارة عن سيرة ذاتية» يحكي قصة نضال وكفاح حقيقية عاشتها أسرة بحرينية وابنتها التي ولدت بإعاقة سمعية جعلت المجتمع أن يحكم عليها وبشكل مسبق، وخصوصا مع ما كان متعارف عليه في السابق من أن «الصمم مرادف للتخلف العقلي والخواء الذهني»، وكيف استطاعت هذه البنت الصغيرة أن تتحدى المفاهيم المجتمعية بمساعدة والديها وأن تثبت للعالم أن الذكاء لا ينحصر فقط في من هم أصحاء وأن العزم والإرادة والطموح أقوى من المفاهيم البالية، فعلى الرغم من إعاقتها السمعية استطاعت هذه الفتاة أن تتعلم النطق وأن تتحدث مع باقي أقرانها، بل تعدت ذلك لتدخل المدارس النظامية وأن تتخرج من الثانوية العامة بامتياز، وأن تلتحق بالجامعة وتتخرج منها بتفوق كأي فتاة عادية لا تعاني من أي إعاقة جسدية، إنها قصة معاناة فعلية... وإحباط... ونجاح... ودموع... وفرح... وحب.
كان من الممكن أن يرضى الدكتور فؤاد بما حققه من إنجاز في أسرته الصغيرة لو لم يكن يحمل قلباً وفكراً وهمّاً يتجاوز المأساة الشخصية ليجعل منها قضية عامة، ليؤسس ويرأس مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لتنمية السمع والنطق تحت مظلة الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، والذي تخرج منه حتى الآن 90 طفلاً معظمهم تخرج من الجامعات.
يقال إن هناك نوعين من المثقفين والكتاب والأدباء، النوع الأول هو من يحمل هم وطنه في كل لحظة، أما النوع الثاني هو من يحمل (بضم الياء وفتح الحاء) وطنه همه الخاص، والدكتور فؤاد شهاب استطاع بسليقته الناصعة ونبله الكبير أن يجعل من مأساته الشخصية دافعاً وملهماً للعطاء والحب لوطنه وجميع أبناء وطنه.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ
حبيبتي مريم
كنتي عندنا في المدرسة طفلة صغيرة مؤدبة بالمرحلة الابتدائية ، اتمنى لو اراك الآن
شكرا دكتور فؤاد
الى الامام دوما دكتور فؤاد وحياه سعيدة هانئه لكي يامريم كان حفل مميز وجميل كجمال ورقه قلب مريم ووالدها المناظل المميز دائما وابدا
د.فواد صاحب القلب الكبير
اقرأ الكتاب وتغرق عيني بدموع .وارجع لتفكيري قبل عده سنين حين اخبرني الدكتور انا ابني لا يسمع
د.فواد صاحب قلب كبير
اقراء الكتاب وعيني تغرق بدموع .وارجع بذكرتي عندم اخبرني دكتور انا ابني لا يسمع
دكتور فؤاد قاهر الصمت
نتمى لك مزيد من الرفعة والتوفيق يادكتور فؤاد ولوردتك الجميلة مريم
انت الاب الروحي لمركز الامير سلطان نفخر بك كثير ياصاحب القلب الكبير
العلاج بالحب والصبر
فعالية يوم الأحد لم تكن مجرد تدشين كتاب انها اكبر بكثير انها ندوة تدشين تجربة إنسانية عظيمة وهذه التجربة من نعم الله ان حركت هذا الانسان العظيم لخدمة عدد كبير من الناس الذين لا حيلة لهم .وفقك الله يا دكتور فوءاد وفي ميزان حسناتك