في سابقة هي الأولى من نوعها، ظهرت مصريات عند إشارات المرور لتنظيم حركة السير ضمن مشروع "أصدقاء المرور"، الذي أطلقته وزارتا الشباب والداخلية.
DW عربية التقت بفتيات المرور ورصدت ردود الفعل المتباينة من المارة. تعاني مصر من أزمة الازدحام المروري وتكدس المركبات عند إشارات المرور، لذلك كان البحث عن مخرج لهذه الأزمة عبر إشراك الشباب خاصة الفتيات في مشروع جديد لتنظيم الحركة المرورية في مصر.
وقال محافظ الجيزة الدكتور خالد زكريا العادلي "إن البداية ستكون بمشاركة 50 شاباً وفتاة من أبناء المحافظة تمهيدا للتوسع في التجربة حال نجاحها وتحقيق الهدف منها". لافتا إلى أنه "تم الانتهاء من تدريب الشباب والفتيات كمتطوعين على تنظيم المرور من قبل الإدارة العامة لمرور الجيزة وتقسيمهم على فترتين يومياً في النقاط المرورية بشوارع وميادين وأحياء الجيزة، من أجل دمج الشباب في المجتمع والاستفادة من طاقتهم"، ويعتبر ظهور الفتاة في إشارات المرور للمرة الأولى اختباراً حقيقيا ًلقدرة المرأة على تولي المهام، التي اعتبرها المجتمع مستعصية عليهن، كما أن احترام المارة لتعليماتهن سيسهم في نجاح التجربة.
الشابة إحسان محمود، أولى معهد فن صناعي، 19 سنة تقول لـ DW عربية عن أسباب انضمامها للمشروع: "بحب المجال وعايزة أخدم البلد دون مقابل وسدّ الفجوة بين الشعب والشرطة، خاصة وأنه عقب ثورة 25 يناير تغيرت طرق التعامل بين والشرطة والمواطنين نحو الأسوء". وبالتالي، هذا نموذج لمدنيين يساندون الشرطة، وهو ما يلقى استحساناً من كثيرين، حسب الشابة. ومع ذلك، أشارت إحسان إلى المضايقات التي تتعرض لها من تعليقات مثل "يا خسارتك في الشارع، هي الرجالة ماتت ولا إيه". لكنها تتلقى هذه التعليقات بترحاب وابتسامة.
وتشرح آلية اختيارها، قائلة: "تم ترشيحي من قبل مركز شباب، وأعمارنا تتفاوت بين 17-23 أو سن الجامعات". ورغم أن عملهم تطوعي إلا أنهم يأخذون أجراً رمزياً في اليوم وهو 20 جنيهاً، لحين نجاح المشروع.
وأوضحت: "الناس خلاص عرفت أماكننا وساعات عملنا، الأمناء يتغيروا كل 5 ساعات بس إحنا مستمرين في أماكنا". وعن ساعات العمل تشرح: "إما من 9 صباحاً حتى الثانية مساءاً أو من الثانية مساءاً حتى السابعة مساءاً". وتعبر عن فرحتها بالتجربة، ولكن ما يضايقها هو أشعة الشمس الحارقة. ورغم أنها في مرحلة دراسية، ولكنها قررت الموازنة بين عملها في المرور وبين دراستها.
وتؤكد :"لا نخشى المعاكسات أو المضايقات، لأن أمناء الشرطة بجانبنا ويحرسوننا". وأشارت بفخر: "نجحنا أن نغيّر نظرة المجتمع للمرأة". وتتساءل "مين كان يتوقع أن بنت مصرية تقف أمام إشارة المرور وتنظمها؟".