موسى السهلاوي... فجعتنا ورحلت على حين غرة

فجعتنا برحيلك أبا منار أبا محمود... ما لك تركتنا ورحلت من دون استئذان... هل أخبرت أم منار أم محمود، هل أخبرت منار أو محمود؟ وهل أخبرت برحيلك أخاك خليل؟.

آمنا بقضاء الله وقدره والحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله... كيف لي أن أنسى ابتسامتك ولطفك وفي طريقك إلى مكتبك كل يوم تطل عليّ مسلما... وعن بعد مؤشرا بيدك «سلام سلام أبوحسن»... إنه أمر الله وإن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله... «إنا لله وإنا إليه راجعون».

لقد أبكيت العيون... عيون المحبين من أهلك وأقربائك، وكل من عرفك، هل تعرف ما فعلت بزملائك، إخوانك، وأخواتك في وزارة الأشغال وبالتحديد إدارة صيانة المباني؟... إنهم لم يستوعبوا الصدمة بعد، إنهم يبكونك بحرقة... إنه ليوم كئيب يمر عليهم ببطء شديد... إنك فجعتهم... لا يخال أحدهم أنك رحلت... هم يعيشون ابتسامتك دماثة خلقك حلو حديثك... ألا تجتمعون وتأكلون... ألا تزورون المدارس معا... تركت مكتبك تركت مكانك... ألا تريد أن تتحدث في حفل متقاعد... ألا تريد أن تصور معي... ألم تصور معي حين تقاعدت، ألم تشترك في تنظيم أكثر من حفل تقاعد؟... هل مازلت تحتفظ بصور المتقاعدين؟.

ألم تطلب مني التواصل مع جمعية المهندسين للحصول على عضوية؟ هل مازلت تحمل العضوية أو تركتها إلى الأبد؟ ألم تطلب مني السعي لدى الجهات المسئولة بخصوص اعتماد شهادتك وشهادات زملاء لك باعتباري رئيس جمعية ذات اختصاص؟ ألم تقل وزارة التربية بأن دراستكم الهندسية تمت في معهد البحرين للتدريب، وبما أن الدراسة في البحرين فاعتماد الشهادة من اختصاص مجلس التعليم العالي؟. ألم يقل مجلس التعليم العالي بأن شهادتكم حصلتم عليها من جامعة خارجية فهي من اختصاص وزارة التربية! وفي الأخير ماذا؟ ألم تحول كل جهة الأمر إلى الجهة الأخرى، بالإضافة إلى ديوان الخدمة المدنية، وماذَا قال ديوان الخدمة المدنية؟ إنه ليس جهة اختصاص!

هكذا ظللتم عدة سنوات من جهة إلى أخرى حتى توفقت الى ترقية من فني هندسة إلى مهندس بعد اعتماد شهادتك، هل مازلت تريد شهادتك أو أنك أُعطيتها في جنان الخلد؟ أبعد كل هذا وغيره تتركنا من غير استئذان... آه آه حبيبي أبا منار.

ألم أسألك عن حفل التفوق في جمعية الوفاق؟ ألست رئيس دائرة العلاقات العامة في الوفاق؟ ألم... ألم تكن عضوا فعالا في إدارة المعرفة في وزارة الأشغال؟... ألم تكن المسئول عن تفعيل إدارة المعرفة على المستوى الاستراتيجي في إدارة صيانة المباني؟

لا لا ما رحلت ولَك في كل قلبٍ ذكرى ولَك في كل قلب محبة... أستودعك الله... جبر الله مصاب أهلك وأحبائك وأقربائك وأعظم الله أجورهم جميعا، تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جناته.

علي عبدالله سبت

ماذا لو لم يستيقظ هتلر؟

في إحدى ليالي الحرب العالمية الأولى استيقظ هتلر من نومهِ وَجِلاً إثر حُلم مُزعِج أثناء رُقادهِ في أحد الملاجئ العسكرية، وخرج مسرعاً، وخلال ثوانٍ معدودة سقطت قذيفة على الملجأ قتلت جميع من فيه.

قد يطرأ للكثيرين الآن التغيُّرات الجيوسياسية والإستراتيجية التي كان من الممكن أن تحدث في العالم، ما لم يستيقظ هتلر. لربما لن تكون هنالك استراتيجية امبريالية وعالم مُنفصل يحتم عليك الانحياز. لكن المؤكد أنه سيكون هنالك شعور عربي بمسئولية الانحياز للحصول على الاستقلال.

حقيقة، لا أدرك ما إذا كنا نخضعُ لاستقلال مشروط، أو للنموذج البدائي للحكم الذاتي! إذ مازلنا شعوباً فطرية، ذات تكنيك سياسي تابع واقتصادي ريعي! مازلنا نخضع للاستعمار لكن بأشكالهِ الجديدة في صور عدة كالاقتصاد والنزعة العسكرية والتدخل والهيمنة المدعومين بمسوِّغات إنسانية، وادّعاء الاحترازات الوقائية والحروب الاستباقية.

ذلك فقط، لأننا نُجيد تبييض الذاكرة، وننسى أن العالم الغربي دائرة مُغلقة تعيد نفسها بالتكاثر للحفاظ على النوع، والعالم العربي هو الموت البيولوجي المليء بالتكرار!

صديقة أمين - فريق البحرين للإعلام التطوعي

خلك حديد

خلك حديد لو عزومك ضعيفه

وارقى سنام العز لو كنت عطشان

لا يهزك الحاقد علومه رهيفه

حتى ولو بارز هل الطيب خسران

وافخر بأصلك واحذر انك تعيفه

واعرف ترى التقوى حزامك والإيمان

بعد العناء يا خوك توجد صحيفه

ما تنخفي فيها محاصيل الانسان

وقلبك كذلك خله أبيض علشان

تأتي لربك بالنوايا النظيفه

وهو كريم عنده قصور وجنان

عبدالله عرفة الحربي

وحش الأسعار

قررنا أنا وبعض الأصدقاء القيام بتجربة طريفة - وخفيفة نوعاً ما. كان الهدف منها إثبات رأي أحدنا بأن الأسعار في البحرين قد تحولت إلى وحش يلتهم الأخضر واليابس على هذه الأرض، وأنه لا يوجد من يتصدى له ويوقفه. كان الرأي الذي كنا نحاول أن نثبته أو ننفيه ينقسم إلى ثلاثة محاور:

أولاً: ارتفاع الأسعار ناتج عن تصرفات (أو تلاعبات) فردية، أو جماعية ممثلة في المحلات الخاصة.

ثانياً: لا توجد آلية رسمية فعلية وإن وجدت فإنها غير كافية لمواجهة التضخم لمواجهة التضخم الهائل في الأسعار.

ثالثاً: لا توجد آلية اجتماعية لمواجهة هذه الموجة التي بدأت تعصف بالبلد.

وكانت التجربة كالتالي: يقوم كل منا بشراء منتج معين أو خدمة معينة، ومن أكثر من مكان - بهدف المقارنة. و فعلاً، اتجه كل منا لمنطقة معينة، بهدف شراء منتج معين من أكثر من محل. وماذا وجدنا؟

الحالة الأولى: اتجه أحد الأصدقاء لمحل خدمي بقصد الحصول على خدمة معينة. وعند تسليم المبلغ للبائع، احتج الأخير على المبلغ! رد صاحبنا بأن الثمن المعتاد لهذه الخدمة هو كذا وكذا، وأنه لا يوجد تبرير منطقي في طلب البائع مبلغاً أكثر من المعتاد.

المفاجأة هي أن البائع احتج بأن المبلغ مرتفع لأن المطعم المجاور قد رفع السعر. أجابه صاحبنا بأن ذلك لا يبرر له أن يرفع سعر الخدمة المقدمة لأنها لا علاقة لها بالبائع المجاور، ولا يوجد تغيير أصلا في المواد المستخدمة.

لاحقا ... اتجه صاحبنا للمطعم المقابل. طلب وجبة، دفع سعرها وانصرف. في اليوم التالي، رجع صاحبنا لنفس المطعم طالبا الوجبة نفسها التي طلبها أمس. تفاجأ بأن صاحب المطعم يطلب منه سعرا أعلى من ما دفعه أمس! وعندما سأل الأخير عن السبب، لم يقل إلا: «الأسعار تغيرت!».

الحالة الثانية: اتجه صديق آخر لمحل في منطقة أخرى لشراء سلعة، بعد ذلك ذهب لمحل مجاورٍ لشراء نفس السلعة... و تفاجأ بأن السعر مغاير! وعند سؤاله لصاحب المحل، أجاب الأخير: «الأسعار تغيرت!».

الخطوة الأخيرة: سألنا بعضاً من المترددين على المحلات التي ابتعنا منها السلع السالفة، وتفاجئنا بأن إجاباتهم مفادها: «ماذا نعمل؟ هذه هي الأسعار! الأسعار نار!». هذا إن دل فإنما يدل على عدم وجود آلية اجتماعية لمواجهة التضخم. المقصد هو أن الناس فقط تستسلم للأمر الواقع، فلا مقاطعة لهذه المحلات المتلاعبة بالأسعار، ناهيكم أن الجهات الرسمية لا تحرك ساكناً! ربما يفيد أن يقاطع الناس هذه المحلات، وأن تضع الجهات الرسمية تسعيرة موحدة يلتزم بها الجميع وذلك لحماية المستهلك.

والنتيجة كانت هي أن جميع المحاور التي بحثناها اختصاراً أثبتت صحتها للأسف الشديد... نترك التعليق لكم.

أيمن زيد