قال استشاري أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم راشد البناي: «إن عدد المرضى المدخلين إلى وحدة القلب بمجمع السلمانية الطبي يتراوح سنويّاً ما بين 2000 و2400 مريض، في حين بلغ عدد المرضى المصابين بضغط الدم الذين أدخلوا السلمانية في خمسة أعوام 2241 مريضاً، ويعتبر ضغط الدم من العوامل التي قد تؤدي إلى قصور أو فشل في عضلة القلب».

وأضاف قائلاً: «جميع الحالات المحولة إلى وحدة القلب هم الحالات الحرجة، ويتعدد تشخيصهم والأغلبية تشخص بالذبحات الصدرية، وهي الأكثر انتشاراً بين المرضى، في حين أن المرتبة الثانية في التشخيص يكون فشل عضلة القلب، أما في المرتبة الثالثة فيكون سبب دخول المرضى إلى وحدة القلب ارتفاع ضغط الدم، وبعض المرضى يدخلون لمعاناتهم من اضطرابات الإيقاع، والرجفان، والعيوب الخلقية في القلب، وارتفاع ضغط الدم في الولادة».

جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للقلب الذي يحتفل فيه العالم في (29 سبتمبر/ أيلول) من كل عام بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على صحة القلب، وذلك من خلال معلومات وإرشادات صحية تركز على اتباع أنماط حياتية صحية للحفاظ على سلامة القلب؛ لخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب والصدمات القلبية.

وأكد البناي أن الطيف الأكبر ممن يحولون إلى وحدة القلب في مجمع السلمانية الطبي يعانون من الجلطات الحادة، وهي الذبحة الصدرية، وبعضهم يعانون من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، مشيراً إلى أن وحدة القلب تستقبل الكبار من الذكور والإناث في حين يحول الأطفال إلى وحدة قلب الأطفال في السلمانية.

ولفت إلى انخفاض نسبة المتوفين من أمراض القلب في السنوات الأخيرة بسبب التشخيص المبكر الناجم عن وعي المرضى، إلى جانب وجود أدوية ذات فعالية وجودة.

وأشار إلى أن العلاج المقدم في وحدة القلب يعتبر علاجاً عالميّاً، مبيناً أن البحرين تتماشى مع المعايير الدولية في العلاج.

وفي سياق متصل، تحدث البناي عن دور ضغط الدم في التسبب بمشاكل في القلب، مشيراً إلى أن الأمراض الوعائية تتسبب في فشل عضلة القلب، و75 في المئة من سبب فشل العضلة يعود إلى أمراض ضغط الدم ومرض السكري.

وقال البناي: «لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض ضغط الدم، وآخر إحصائية للمسح الصحي كانت ما بين العام 2010 و2014، وقد بلغ عدد من أدخل مجمع السلمانية الطبي لعلاج ضغط الدم خلال خمس السنوات 2241 مريضاً، في حين بلغ عدد حالات الوفاة من مجموعة المرضى المدخلين من العام 2010 حتى 2014، 137 حالة وفاة».

وأضاف أن «المرضى المسجلين هم فقط المترددون على السلمانية، وقد بلغ عدد المرضى المدخلين في العام 2010، 625 مريضاً في حين كان عدد المتوفين في ذلك العام 22 مريضاً، وفي العام 2011 أدخل 486 مريضاً للسلمانية وتوفي منهم 26، أما في العام 2012 فأدخل 448 وتوفي منهم 8 مرضى، وقد بلغ عدد المرضى المدخلين في العام 2013، 386 مريضاً وتوفي منهم 43 مريضاً، وفي العام 2013 سجلت السلمانية دخول 296 مريضاً مصابين بضغط الدم وتوفي منهم 38 مريضاً».

وأوضح البناي أن غالبية المرضى هم من فئة الذكور المترديين على السلمانية، مشيراً إلى أن المرضى محولون إلى السلمانية بسبب معاناتهم من ضغط دم غير منضبط، وبعضهم يعاني من ارتفاع في الضغط مصحوب بفشل في عضلات القلب، وبعض من فشل في الكلى، وبعضهم يعاني من فشل في عضلة القلب والكلى معاً، ملفتاً إلى أن العدد الإجمالي يشمل البحرينيين وغير البحرينيين، إلا أن عدد البحرينيين المصابين بضغط الدم والمحولين إلى السلمانية يفوق عدد غير البحرينيين.

وعن خطة وزارة الصحة بشأن محاولة السيطرة على انتشار ضغط الدم؛ لكونه القاتل الصامت ولدوره في التأثير على القلب، أكد البناي أن وزارة الصحة لديها خطة تعتمد على محاور ثلاثة، أهمها: الاستعانة بالكادر البشري المؤهل من خلال تدريب الأطباء الموجودين في وحدة القلب في البحرين لمعالجة هؤلاء المرضى، وذلك بالتعاون مع وحدة الأمراض المزمنة في الرعاية الصحية الأولية، مشيراً إلى أن دورات بين الأطباء الاستشاريين مع أطباء العائلة لمناقشة طرق العلاج، وخصوصاً مع استحداث العديد من الأدوية، إلى جانب وجود بدائل جديدة في العلاج، منوهاً إلى أن هناك علاقة وثيقة مع وحدة الأمراض المزمنة التي تم افتتاحها في كثير من المراكز الصحية.

وذكر البناي أن المحور الثاني هو توظيف التكنولوجيا كتشخيص وعلاج، وذلك من خلال التعرف على العلاجات والأدوية التي استحدثت وأثبتت فعاليتها وتأثيرها الإيجابي.

وأشار النباي إلى أن هناك أيضاً خطة وقائية محكمة من خلال استثمار وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا التواصل الاجتماعي.

ولفت البناي إلى أن 96 في المئة من الإصابة بضغط الدم المرتفع أسبابها غير معروفة، وفي أوقات نادرة يكون السبب اضطرابات في الغدد الكظرية والتي تقع فوق الكلى أو تضيق في شريان الكلى، أو تضيق في الشريان الأورطي أو السمنة المفرطة أو الاختناق الليلي، مبيناً أن من أسباب إصابة البعض بهذا المرض هي الأنماط الحياتية غير الصحية ومن ضمنها قلة الحركة وزيادة الطعام، إذ إن كل ذلك له ارتباط وثيق.

وذكر البناي أن مجلة البحرين الطبية نشرت سابقاً دراسة تبين معدل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، إذ تمت متابعة 400 مريض لمدة ستة أشهر 75 في المئة كان هناك سيطرة عليه، مشيراً إلى أن سبب عدم السيطرة على الضغط هو السمنة المفرطة وعدم انتظام السكر وخصوصاً إذا كان مصحوباً بقصور في الكلى، ومن الصعب السيطرة على الضغط أيضاً، إذا كان عمر المريض ما بين 45 و65 سنة، ملفتاً إلى أن الهدف من الدراسة هو تبني خطة لمعرفة الوضع الصحي في البحرين.

وأكد البناي أن وضع البحرين جديٌّ إذا ما قورن بالدول الأخرى، على رغم وجود معوقات عدة، مشيراً إلى أن يوم القلب العالمي يعتبر فرصة للتواصل مع الجمهور من جهة، وتكثيف التواصل الإعلامي من جهة أخرى، مشيراً إلى أن وحدة تأهيل مرضى القلب تستعد سنويّاً لاستقبال من لديهم مشاكل في القلب أو لديهم عوامل خطورة القلب والذي له علاقة بارتفاع ضغط الدم؛ وذلك لإجراء جلسات توعوية.

وأكد أن «من واقع خبرة أعتقد أن الوعي لدى المرضى ارتفع خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه مازالت هناك حاجة إلى سد الفجوة في خطة العلاج والتي تكون لها علاقة مباشرة بالمريض وبالانتظام في الأدوية وبنمط الحياة كالسمنة وقلة الحركة والعادات السيئة في الأكل، مشيراً إلى أن السمنة والسكَّر تزيد من قابلية الإصابة بالضغط والذي قد يؤثر على القلب في نهاية المطاف».