العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ

مصر تطمح بتعديل ميثاق الأمم المتحدة بمساندة دول كبرى .. وتدعو العالم إلى تحمل مسؤولياته

يخوض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الأمم المتحدة معركة لتثبيت دور مصر عالميا كمتحدث باسم منطقة الشرق اﻷوسط وإفريقيا، وينطلق السيسي من تحركه هذا من مكانة مصر ودورها الاستراتيجي، وصلتها القوية بملفات المنطقة الساخنة في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وفق ما نقلت قناة روسيا اليوم.

في كلمته الأولى من على منصة اﻷمم المتحدة، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قادة العالم إلى ضرورة تبني إستراتيجية عالمية موحدة لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وأيا كان موقعه في مختلف الدول، لأن الارهاب ﻻ يزال أكبر معوق أمام التنمية وتحقيق الاستقرار، مشيرا إلى أن مصر تخوض معركة واسعة مع الإرهاب، وأن استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط يرتبط باستقرار مصر التي تمضى في عدة مسارات متوازية من بينها محاربة الإرهاب، وإحداث التنمية.

الزيارة الثانية للسيسي للأمم المتحدة ترسخ زعامتها عربيا

في مشاركته الثانية في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يخوض السيسي معركة مهمة لتثبيت دور مصر العالمي.. ويعمل من أجل انتزاع عضوية لمصر في مجلس اﻷمن الدولي.. لكن التحدي القائم إلى حين إجراء الانتخابات الأممية منتصف أكتوبر/تشرين الأول القادم مستمر لحيازة المقعد بأكبر عدد ممكن من الأصوات.

شكري: عضوية مجلس اﻷمن محسومة.. وتحركاتنا مستمرة حتى منتصف الشهر المقبل

من جانبه، يقول سامح شكري وزير الخارجية إن "موضوع ترشيح مصر لمجلس الأمن كان وﻻ يزال على قائمة الموضوعات التي تثار في الاجتماعات التي يحضرها الرئيس السيسي فى إطار استقطاب التأييد، ونحن لنا دوائر مختلفة ننتمى إليها، ونتوقع منها أن تكون مؤيدة لنا، لكن نطرح أيضاً رؤيتنا إزاء المسؤوليات التى سنضطلع بها فى المجلس".

وأشار شكري إلى أن مصر فى المجلس تمثل دوائر كثيرة سواء كانت عربية أو إفريقية أو إسلامية أو في أطر الدول النامية وعدم الانحياز.

وعما إذا كانت مصر لديها خريطة حول التصويت المنتظر عند اختيار الأعضاء غير الدائمين فى انتخابات مجلس الأمن، أكد شكري وجود خريطة تصويت مطمئنة.

إجراء الانتخابات النيابية والعفو الرئاسي مقدمات مصرية لكسب عضوية مجلس الأمن

الخبراء والساسة يرون أن مساعى الرئيس في اﻷمم المتحدة لحشد التأييد الدولي لمقعد مجلس اﻷمن غير الدائم شمل مقدمات كثيرة ويطرح على عاتق الدولة مهاما أكثر خلال المرحلة القادمة.

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اعتبر أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للأمم المتحدة وإلقاء كلمة أمام قمة التنمية المستدامة لحشد تأييد دولي واسع لدعم مصر لشغل مقعد في مجلس الأمن يصب في صالح مصر والشعب المصري على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.

عبدالمجيد : مصر ستدعو لثورة في الأمم المتحدة وتغيير ميثاقها "العجوز"

ويشير رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية وحيد عبد المجيد، إلى أن عضوية مصر في مجلس الأمن حسمت بالفعل لها ولدولة السنغال، كممثلين لإفريقيا في المجلس هذه الدورة، وأن استمرار محاوﻻت الحشد الدولي من قبل مصر في مختلف دوائر التأثير أخذت هذا الحيز المبالغ فيه، على حد وصفه، فقط لتحصل مصر على أكبر عدد ممكن من الأصوات من بين 196 دولة لها حق التصويت، ينبغي لمصر للاستحواذ على المقعد الحصول أكثر من 50% من الأصوات، مبينا أن مصر تسعى بمساندة الدول القريبة منها ضمن الخمس الكبرى وفي مقدمتها الصين إلى إحداث ثورة حقيقية في الأمم المتحدة من خلال المطالبة بتغيير ميثاق الجمعية العامة، وتوسيع قاعدة العضوية الدائمة بمجلس الأمن، وزيادة تفعيل دور الأمم المتحدة في حل الكثير من القضايا العالقة.

السيسي أوفى بعهدين قطعهما على نفسه في خطابه الأول بالأمم المتحدة

المراقبون في المجتمع المصري يرون في المشاركة الثانية للرئيس السيسي محاولة جديدة لاكتساب شرعية دولية تعزز علاقات مصر بمختلف دول العالم تبني على ما تركته مشاركته الأولى من أثر طيب، ومقدما لوفاء بوعدين قطعهما على نفسه في خطابه الاول تمثلا في إجراء الانتخابات البرلمانية، والتي تجري خطواتها ومراحلها حاليا في مصر، والأمر الثاني افتتاح قناة السويس الجديدة التي اعتبرها هدية من مصر للعالم.

العزباوي: الرئيس وضع العالم أمام مسؤولياته تجاه مكافحة الإرهاب

في إطار متصل، اعتبر الدكتور يسري العزباوي، رئيس وحدة النظام المصري بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن مخاطبة الرئيس السيسي لقادة العالم لاستراتيحية موحدة في مواجهة الإرهاب محاولة جديدة لوضع العالم أمام مسؤولياته الحقيقية تجاه انتشار الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط واستمرار سياسة بعض الدول الغربية الداعمة للإخوان وغيرها من التنظيمات التي صنفتها مصر كمنظمات إرهابية، مشيراً بذلك إلى الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا.

معارك مصرية في مواجهة الارهاب والفساد وتحقيق تنمية

معركة مصر الدبلوماسية تمثل جزءا مكملا من جهودها المتكاملة التي تشمل عدة خطوات متوازية من بينها محاربة الإرهاب والفساد، وتعزيز خطوات واسعة للتنمية من خلال خلق مشاريع قومية كبرى بدأت بإنشاء قناة السويس الجديدة، وامتدادها الطبيعي المتمثل في محور تنمية قناة السويس، ومشاريع قومية مساندة كالمشروع القومي للطرق، ومشروع استصلاح المليون فدان، الذي عرضت منظمة الفاو مؤخراً مشاركة مصر فيه، مع مساندة ذلك بحرب معلنة على الفساد، وقرب انتخاب مجلس النواب، وبمحاذاة كل ذلك تواصل الدولة ضرباتها الحاسمة ضد الإرهاب ببدء المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد" التي تمثل أكبر تحرك عسكري مصري منذ حرب أكتوبر 1973.

خطوات دبلوماسية وسياسية وعسكرية تعززها حالة الحراك المصري بكل أنحاء المنطقة ودوائر انتماءاتها الطبيعية، مع خلق حالة جديدة من المواءمة مع بقية دول العالم التى تجمعها بها مصالح مشتركة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً