أعلنت السلطات الأمنية السعودية أمس، مقتل داعشي وإصابة شقيقه، وذلك بعد أن استدرجا ابن عمهما، وقتلاه غدرًا في أول أيام عيد الأضحى، وذلك في منطقة جبلية في حائل (شمال السعودية)، حيث قاما بتصوير الحادثة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا وأن الداعشيين ارتكبا جريمتين أخريين في مكانيين مختلفين في اليوم نفسه، تضمنت مقتل اثنين من المواطنين، وإطلاق النار على رجل أمن ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (27 سبتمبر / أيلول 2015).
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أنه «بالإشارة إلى مقاطع الفيديو التي أظهرت شخصًا من أتباع تنظيم داعش الإرهابي، وهو يقوم داخل منطقة صحراوية، بإطلاق النار على شخص آخر، وهو مقيد وقتله تنفيذًا لأوامر تنظيم داعش، فقد أسفرت التحقيقات الأمنية عن تحديد هوية المجني عليه وهو المواطن مدوس فايز عياش العنزي، من منسوبي القوات المسلحة، حيث تم استدراجه في يوم عيد الأضحى المبارك من قبل ابني عمه كل من سعد راضي عياش العنزي (21 سنة)، وشقيقه عبد العزيز راضي عياش العنزي (18 سنة)، من سكان محافظة الشملي بمنطقة حائل، ثم الغدر به وقتله».
وقال اللواء التركي، إن «الأجهزة الأمنية عثرت من خلال عمليات البحث المكثفة، على جثة المغدور في منطقة جبلية شمال قرية إسبطر بمحافظة الشملي، كما تبين في الوقت ذاته تورط الجانبين المذكورين في جريمتين أخريين ارتكبتا في اليوم نفسه، تمثلت الأولى في قتل اثنين من المواطنين عند شرطة عمائر بن صنعاء، التابع لشرطة محافظة الشملي، أما الثانية فقد تم فيها إطلاق النار على العريف بمرور محافظة الشملي عبد الإله سعود براك الرشيدي؛ مما نتج عنها مقتله».
وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية إلى أنه «بناء على ما توفر لقوات الأمن من معلومات عن الجناة، وما نفذته من عمليات تمشيط أمني سريعة وواسعة بمشاركة طيران الأمن للحيلولة دون تمكنهما من الفرار بعيدًا عن موقع ارتكابهما جرائمهما، رصد مكان وجودهما في منطقة جبلية، قرب قرية ضرغط بمحافظة الشملي».
وأكد اللواء التركي، أن «السلطات الأمنية حاصرت موقعهما، ودعتهما لتسليم نفسيهما، إلا أن الداعشيين سعد راضي العنزي وشقيقه عبد العزيز، بادرا بإطلاق النار بكثافة تجاه رجال الأمن، فتم التعامل مع الموقف بما يتناسب مع مقتضياته، ونتج عنه مقتل المطلوب عبد العزيز راضي عياش العنزي، وإصابة شقيقه سعد راضي عياش العنزي والقبض عليه».
وأضاف: «استشهد في العملية الأمنية، الجندي أول، نايف زعل الشمري».
وشدد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية على أن «رجال الأمن سيكونون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المجرمة العبث بالأمن وتهديد حياة الناس، من منطلقات فكرية خبيثة تستبيح كل محرم وترتكب أشنع الأفعال وأفظعها خلاف ما فيها من خسة وغدر وعدوان».
وكان مقطع مرئي، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، يعلق فيه المصاب سعد العنزي، بأنه ينتمي إلى تنظيم داعش، وينفذ توصيات زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، خصوصًا وأن العنزي لم يسبق له السفر إلى خارج المملكة، بينما كان شقيقه القتيل عبد العزيز، يقوم بتصوير وتوثيق المقطع المرئي، حيث ظهر المغدور ابن عم الداعشيين مدوس العنزي وهو مكبل بالحبال في منطقة جبلية، ويرتجي لهما بعدم قتله، إلا أن القاتل نفذ وصية زعيمه البغدادي، لأنه يعمل في القطاع العسكري بالسعودية.
بينما أوضح راضي عياش العنزي، والد الداعشيين لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما قام به نجلاه سعد وعبد العزيز، هو ضرب من الخيال، لم أصدقه حتى هذه اللحظة، وما زلت أتوقع أنها مسرحية، لأن العملية لا تصدق بالفعل، كون أن سعد وعبد العزيز لم يسبقا السفر إلى مناطق الصراعات، أو يكونا اختلطا مع محرضين على الفكر الإرهابي، لكنهما كانا طوال وقتهما على مواقع الإنترنت».
وقال راضي في اتصال هاتفي، «لو خيروني بين ابن عمهم مدوس، أو أبنائي سعد وعبد العزيز، لاخترت المغدور، كونه يتيما فقد والده»، وأن والد الداعشيين قام بتربيته، حتى دخل القوات المسلحة السعودية، للدفاع عن وطنه، مشيرًا إلى أن المغدور، والداعشيين تربطهم علاقة قرابة وزملاء فيما بينهم.
وذكر والد الداعشيين، أن وزارة الداخلية السعودية أبلغته بمقتل ابنه عبد العزيز، وإصابة سعد، وقال «بعد المقطع المرئي الذي شاهدته، والعمل الإرهابي الذي قام به سعد مع شقيقه القتيل، لن أزور سعد في المستشفى».