عندما كنا صغاراً، كانت كل ربة منزل لديها فكرة تنظيف الطريق الذي أمام منزلها، وكان لدى عامل النظافة فكرة أن يجمع القمامة في مكان رئيسي، ولدى سائق البلدية فكرة أن يأخذ القمامة بالشاحنة من المجمع الرئيسي إلى مكان مخصص خارج القرية، ولهذا كانت القرية في غاية النظافة، لأن العقل الكلي للمجتمع أو عقل القرية تسيطر عليه فكرة النظافة.
فعقل المجتمع هو العقل الكلي الذي تتجمع فيه كل الأفكار الموجودة في عقل كل فرد من أفراد المجتمع، وهو الذي يرسم الواقع والمستقبل.
تخيل أن هناك قرية تتألف من 1000 منزل، وفي عقل كل صاحب منزل فكرة زراعة شجرتي ورد أمام منزله. تخيل ماذا سيكون شكل القرية؟ ستكون أشبه بحديقة ورود خلابة في غاية الجمال، لأنها نتاج عقل مجتمع مشبع بفكرة الجمال.
في اليابان يتم توجيه الأفكار نحو الابتكار، الإبداع، التطوير، التنمية، التغيير... لصنع عقل مجتمع خلاق، في كل دقيقة يصنع قصة نجاح.
ونحن في البحرين لا يتم زرع الأفكار البانية للحياة في عقول الأفراد، بحيث ننتج في النهاية عقل مجتمع بانٍ للحياة، مطور، مواكب للزمن، متطلع للمستقبل.
فأغلب الأفكار في العقول هي أفكار الماضي، وقصص مضى عليها قرون، وأفكار سياسية واقتصادية واجتماعية تفتقر لحكمة العصر، ولهذا عقل المجتمع عاجز عن الاستمتاع بالحاضر والإعداد للمستقبل.
إذ أردنا أن نعرف مستقبلنا، فلننظر إلى عقل المجتمع، كل مدينة، ننظر في الأفكار التي تسكن عقول أفرادها، لنعرف عقل المدينة، ومن ثم نجمع عقول المدن لنفهم عقل الوطن الكلي الجامع لكل القرى والمدن على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية....الخ.
وعقل المجتمع هو الذي يعكس أداء الحكومة وأية مؤسسة رسمية أو أهلية، مؤيدة أو معارضة. فواقعنا هو تجلي من تجليات عقل المجتمع.
عندما أنظر إلى عقل المجتمع، أرى حياتنا وواقعنا يبتعد عن الأفضل ويسير نحو الأسوأ. وبقدر التشاؤم أنا متفائل، فهو يذكرني بابني مهدي ذي الثلاث سنوات، إذ كان شديد الإصرار على شرب الشاي الساخن جداً، وعندما أعطيته الحرية ولمس كوب الشاي احترقت يداه، وعندها أدرك وتعلم. وكذلك المجتمع عندما يشعر بألم خياراته الخاطئة ويحترق بها، سيدرك وسيتعلم وسيصحح أفكاره.
تعلم المجتمع من أخطائه بعد أن يحترق شيء جيد، ولكن المحزن أنه يحرق نفسه في خيارات اكتوى بها الآخرون، وجربها غيرهم، فلماذا لا يكون هناك فهم وإدراك بدل من تكرار الأخطاء؟ ثم نقول التاريخ يعيد نفسه، بل البشر يعيدون أخطاء غيرهم.
نحن بحاجة إلى مراجعة ونقد لعقل المجتمع، وإعادة برمجته من جديد، بزرع أفكار بانية للحياة، وقلع أفكار هادمة للحياة، تخيل، زراعة فكرة في كل طفل منذ صغره، بأن الإبداع والابتكار هو شرف له ولعائلته ولوطنه، وأن الجمود هو عار له ولعائلته ولوطنه، ماذا ستتوقع أن يكون شكل الوطن بعد أن يتخرج هؤلاء الأطفال من الجامعة؟!
جميع مشاكلنا السياسية والاقتصادية، الاجتماعية، والأخلاقية، والتعليمية والتربوية....الخ، حلها الحقيقي يبدأ بإعادة برمجة عقل المجتمع، فالتغيير من الداخل وليس بالقرارات الشكلية، فالقرارات الشكلية هي عامل مساعد للحل، وليس الحل.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ
صحيح
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
خيبة تجربتي
منذ عقد و انا اسأل : لماذا؟ عند رؤيتي اي شيئ و استماعي لاي قول. النتيجة خيبة في إمكانية تتطور المجتمع و التعرف علي عقليته الغير قابلة للتغيير. ما حصلت هو الانكماش علي نفسي و الابتعاد عن الكل و العيش في عالم خاص بي لا يدركه احد.
اصبت الحقيقه ياعباس
مقال جدا روعه برنامج عمل للافراد والموسسات والوزارات والجمعيات السياسية والمدنيه اجيال ضاعت في البلد واحنا عاطين اهتمامنا بالمتاهات السياسيه وتاركين العلم والعمل ومحرم جاي وتعال شوف التفنن في انواع الطعام كان عاشورا موسم الغذاء آه واقلة عقلاه
موضوع ممتاز.
لكن هناك من يبرمج الجتممع ليتم التلاعب به و يبقى العوبة بيدهم...
المدرس والطلاب :التعاون
طلب المدرس من الطلاب نفخ بالونات ويكتب عليها كا واح اسمه. وقال المدرس ضعوا البلونات في الصف وخلال 5 دقائق كل واحد يأخذ بلونته انتهت الخمس دقائق ولم يأخذ إلا شخصين.
وأعاده لهم التجربه مره ثانيه ولكن أن يأخذ أي بالونة ويعطيه إلى اللي يكون مكتوب عليها اسمه وخلال دقيقتان كل واحد حصل على بلونته.
لماذا لانكون أن نتعاون مع بعضنا ونحل مشاكلنا وتكون التكلفة قليله .