من المتوقع أن يشهد قطاعا الأغذية ونمط الحياة الحلال نمواً بنسبة 6 في المئة بحلول العام 2020، بحسب النتائج الأولية لتقرير «واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2015-2016»، الذي تم إعداده بتكليف ودعم من قبل «مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي» بالشراكة مع «تومسون رويترز»، وبالتعاون مع مؤسسة «دينار ستاندرد». وسيتم نشر التقرير كاملاً بحلول نهاية الشهر الجاري في إطار التحضيرات المستمرة للنسخة الثانية من «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي».
وبحسب الإحصاءات، بلغ حجم إنفاق المسلمين في سوق السفر العالمي 142 مليار دولار في العام 2014، ومن المتوقع أن يصل إلى 233 مليار دولار بحلول العام 2020. وجاء في مقدمة الوجهات الأكثر استقطاباً للسياح المسلمين كل من: ماليزيا، وتركيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تتفوق على غيرها من الدول من حيث المشاريع الفندقية. ولتلبية متطلبات هذا النمو المتوقع، تشهد السوق ظهور قنوات جديدة ومبتكرة ومنها على سبيل المثال HalalBooking.com، الموقع الإلكتروني المتخصص في العطلات وحجوزات الفنادق التي تراعي المبادئ والممارسات الحلال. ويأمل هذا الموقع بأن يسجّل 10 ملايين حجز في الفنادق التي يرتبط بها في تركيا بحلول نهاية العام 2015 وخلال العام 2016.
وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى نمو قطاع السفر الحلال بنسبة 8.6 في المئة بحلول العام 2020، لايزال بعض المستثمرين مترددين في الاستثمار في الفنادق التي تلبي متطلبات واحتياجات السائح المسلم، خشيةً من تراجع العائدات نتيجة عدم تقديم المشروبات الكحولية فيها، مع أن حفلات الولائم يمكن أن تكون بديلاً حيوياً وخياراً مدرّاً للعائدات في مثل تلك الفنادق. وقال ريانتو سفيان، الرئيس التنفيذي لـسلسلة فنادق «سفيان»: «لا يقتصر قطاع السياحة الحلال على المستهلكين المسلمين فحسب، بل يشمل مختلف الثقافات من كافة أنحاء العالم. فهذا القطاع يستند إلى القيم الإسلامية النبيلة التي لا يختلف أحد على شموليتها وعدالتها وقدرتها على تلبية متطلبات السياح والزوّار بغض النظر عن انتمائهم الديني، الأمر الذي يعزز قدرتنا على توسيع نطاق حضورنا وقاعدة عملائنا لتشمل أسواقاً ومجتمعات أوسع في مختلف أنحاء العالم».
كما أنه من المتوقع أن ينمو قطاع الأغذية الحلال بنسبة 5.8 في المئة بحلول العام 2020، في ظل الدعوات المتواصلة إلى التعامل الأخلاقي مع الحيوانات والذي أدى إلى ظهور سوق أغذية عضوية تقدر قيمتها بـ 100 مليار دولار. وعلى الرغم من أن مفهوم الأغذية الحلال يشمل ضمناً التعامل الأخلاقي مع الحيوانات، غير أن تثقيف دول منظمة التعاون الإسلامي ونشر التوعية فيها حول معايير قطاع الحلال ومنهجيات الاعتماد وشهادات الحلال، لا يزال يُعتبر أحد التحديات الرئيسية في القطاع.
وفي السياق ذاته، شهد قطاع الإعلام والترفيه الإسلامي الذي يمثل أحد محاور النقاش في «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2015»، نمواً في الطلب تجلّى من خلال ظهور قنوات إعلامية جديدة مصممة للمسلمين ومنها على سبيل المثال موقع التواصل الاجتماعي «Muslim Face»، وهو عبارة عن مبادرة يقف وراءها رواد أعمال مسلمون وتهدف إلى توفير منصة للتواصل بين المسلمين. ويواجه هذا القطاع الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 5.5 في المئة بحلول العام 2020، عدداً من التحديات تعود بالمجمل إلى الاعتقاد السائد بأن المحتوى الإسلامي يقتصر على المواد الدينية والتعليمية.
وبخلاف قطاع الأزياء الرئيسي الذي يواجه ضغوطاً كبيرة في أعقاب الركود العالمي، تواصل الأزياء المحافظة مسيرة التوسع والازدهار المتنامي. ويمثل قطاع الأزياء المحافظة اليوم 11 في المئة من إجمالي صناعة الأزياء العالمية، ومن المتوقع أن يسجل نمواً بنسبة 6 في المئة بحلول العام 2020. وتتلخص بعض أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع في الحاجة إلى تبني نظرة شاملة لدى تطبيق القيم الإسلامية في كافة مراحل إنتاج الأزياء المحافظة، إلى جانب الافتقار إلى منصات الدفع الإلكترونية الموحدة، وتباين القوانين والأنظمة الجمركية بين البلدان.
وفي العام 2013، بلغ الإنفاق العالمي للمستهلكين المسلمين على المستحضرات الصيدلانية 72 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 103 مليارات دولار بحلول العام 2019. ومع ذلك، يواجه قطاع المستحضرات الصيدلانية ومنتجات العناية الشخصية الحلال أيضاً تحديات عديدة يتمثل أحد أبرزها في غياب التمويل الموجه لمشاريع الأبحاث والتطوير.
ونسب بيان لمنظمي مؤتمر دبي عن رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي ماجد سيف الغرير: «لقد شهدنا خلال السنوات الماضية كيف نما قطاع التمويل الإسلامي ليصبح جزءاً أساسياً من الخدمات التي توفرها المؤسسات المالية، كما نشهد نفس التحول في قطاع نمط الحياة الحلال. ونلاحظ زيادة الطلب على قطاعات الاقتصاد الإسلامي بدءاً من الملابس المحافظة ومروراً بالأغذية والمنتجات الطبية، ولذلك نحن بحاجة لتسليط الضوء أكثر على هذه القطاعات وتوفير المعلومات للمستهلك المسلم حول أنماط الحياة الحلال. وهنا تبرز أهمية تقرير «واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي» الذي سيسهم في سد الفجوة القائمة فيما يتعلق بغياب المعلومات الدقيقة حول قطاعات الاقتصاد الإسلامي العالمي».
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي عبدالله محمد العور: «تشهد المنتجات والخدمات المتنوعة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية إقبالاً متزايداً من قبل المستهلكين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في البلاد الأجنبية والمجتمعات متعددة الجنسيات. ويمكن لرواد الأعمال المهتمين بقطاع الحلال الاستفادة من فرص النمو الهائلة التي يوفرها القطاع عبر إطلاق مشاريع مبتكرة تساعد المستهلكين المسلمين على التمتع بأنماط حياة أكثر توازناً وراحة».
وقال مدير عام «تومسون رويترز» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نديم نجار: «تفخر تومسون رويترز بتسليط الضوء على الآفاق الواعدة التي يتمتع بها الاقتصاد الإسلامي متسارع النمو ومتعدد القطاعات من خلال النسخة الأولى من تقرير «واقع وآفاق الاقتصاد الإسلامي العالمي». وبالنظر إلى التوقعات بأن يحقق هذا القطاع نمواً كبيراً خلال السنوات الخمس القادمة، تلعب العديد من القطاعات المنضوية تحت مظلة سوق نمط الحياة الحلال دوراً متنامي الأهمية في الاقتصاد العالمي الذي تدعمه قوة شرائية لا بأس بها للمستهلكين المسلمين. وسيوفر هذا التقرير أداة قيمة تساعد الأطراف المعنية الرئيسية في التعرف على أحدث التوجهات الناشئة في قطاع الاقتصاد الإسلامي».
العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ