العدد 4767 - الجمعة 25 سبتمبر 2015م الموافق 11 ذي الحجة 1436هـ

جاكي كولينز: مازلت هنا... وأحبُّ ما أقوم به

في مقابلتها الأخيرة مع «الغارديان»...

(من اليسار): جاكي وشقيقتها جوان في العام 2009
(من اليسار): جاكي وشقيقتها جوان في العام 2009

قبل أقل من أسبوعين، وهي تتدبّر أفقَ استعدادها لعيد ميلادها الثامن والسبعين، كانت الروائية الأميركية من أصل بريطاني جاكي كولينز في مزاج متفائل جدَّاً. قالت: «أنا لم أعد أكترث بالعمر الذي أنا عليه الآن. مازلت هنا، وأحبُّ ما أقوم به، ولديَّ شغف لذلك... ما أفعله أفضل من أي بديل آخر».

لم تبدُ تلك الكلمات معبِّرة عن امرأة تُواجه مرضاً عضالاً. فيوم السبت الماضي (19 سبتمبر/ أيلول 2015)، وفي لوس أنجليس، توفيت الكاتبة البريطانية من جرَّاء سرطان الثدي الذي تم تشخيصه قبل 6 سنوات؛ ونعت عائلتها في بيان أعلنتْه رحيلها عن عمر ناهز 77 عاماً.

في آخر لقاء لها قبل رحيلها عن العالم، مع صحيفة «الغارديان»، قالت كولينز: «ربما أصل إلى إنهاء مذكراتي وأقرِّر ألاَّ أنشرها، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك». «أعتقد أنني أريد لها أن ترى النور». تبتسم بخبث وهي تتحدَّث، مُوضحة «سأكتب عن بضعة أمور سرية - بعضها يتعلَّق برجل مشهور جداً - وأعتقد أن كشف مثل ذلك الأمر سيسبِّب صدمة للناس». ومع ذلك، قالت: «لن أكتب شيئاً يحرج أولادي... ولكن ستكون هناك بعض الأمور المثيرة للاهتمام في المذكرات». تلك الأمور السرية قد تبقى الآن سراً.

روث هانتمان، من «الغارديان»، نشرت اللقاء الأخير يوم الأحد (20 سبتمبر 2015)، نورد هنا أهم ما جاء فيه، مشفوعاً بقائمة من بعض أعمالها.

تشير سيرة جاكي كولينز إلى أنها أنجزت 32 كتاباً تناولت فيها الغواية والجنس والعلاقات، تم تجسيد بعضها في «هوليوود»، كما كانت كاتبة على مستوى دولي، وحققت بعض إصداراتها تصنيف أفضل الكتب مبيعاً. حافظت جاكي على سرية مرضها، بعيداً عن الجميع، باستثناء عائلتها المقرَّبة وأصدقائها.

أنا وجوان متفقتان

حتى أختها (جوان)، تم إبلاغها فقط في الأسبوعين الماضيين. بعد الخبر العاجل يوم الأحد، نشرت جوان صورة تجمعها بجاكي وكتبت: «وداعاً لشقيقتي المُدلّلة الشجاعة الجميلة. سأحبك وأفتقدك إلى الأبد. ارقدي في سلام».

في جناح بفندق في لندن، جلست لمناقشة كتابها الأخير Santangelos»» مع صحيفة «الأوبزرفر». كانت جاكي جيَّاشة في مشاعرها تجاه الروابط الوثيقة التي تشدُّها بشقيقتها. قالت: «جوان وأنا أفضل صديقتين». «تناولنا الشاي قبل بضعة أيام، وأرسلت لي زهوراً جميلة عندما وصلت إلى لندن. نحن متفقتان وقريبتان جداً. يحاول الناس دائماً إفساد العلاقة بيننا، ربما بسبب أننا ناجحتان. ولكننا مختلفتان جداً. جوان اجتماعية بشكل لا يُصدَّق ومُلتهبة، وتحب متابعة آخر الموضات في ما يتعلق بلباسها. أنا أقل من ذلك بكثير في ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، والمواظبة على الخروج في مناسبات غداء أو عشاء. هي أيضاً تحب أن تكون ظاهرة، وتحت الأضواء؛ بينما أحب أن ألزم البيت انشغالاً بالكتابة».

لو كانت كولينز تدرك أن عمرها كان محدوداً جداً، فلن يتسنى لك معرفة ذلك. (بالسترة السوداء، والبنطال الأسود بدت في هيئة امرأة ذات حضور. أعربت عن اعتذارها بسبب إصابة لحقت بكاحلها). لم تنسَ التبرُّج وبدت في هيئة جميلة. لو بدا وجهها يوحي بالأرق بعض الشيء، فيمكن أن يكون مَرَدُّ ذلك إلى التزامها بمتطلَّبات العمل وازدحام جدول أولوياتها. بقدر ما تناول حديثها أموراً خاصة وسرية، كان حديثاً فضائحياً ربما أكثر من أي وقت مضى. تطرقت إلى وصف العلاقة بين ثلاثة نماذج من الإناث في (حفل هوليوود)، وقالت بعد أن غمزت وأطلقت ضحكتها المميَّزة التي لا تخلو من خبث: «بالطبع ذلك هو ما يحدث في الكتاب القادم!».

على رغم أن كولينز دائماً ما تمنح الصحافيين اقتباسات رائعة، ولكنها بقيت مع ذلك لغزاً، بالتخلِّي عن القليل مما يتعلَّق بحياتها الخاصة. هذه المرة كانت في مزاج انعكس بشكل مفاجئ وصريح. وفي وقت لاحق، كان من السهل أن أتساءل عمَّا إذا كانت تبحث مرة أخرى عن حياتها من منظور جديد.

سيرتها الذاتية

ذكرت في وقت سابق أنها تعمل على سيرتها الذاتية «مدرسة الإصلاح أم هوليوود». قالت: «نعم، أنا جِدُّ متكتِّمة على خصوصيتي». مضيفة «ولكن لديَّ الكثير مما أقوله في مذكراتي»، مشيرة إلى أنها على استعداد للحديث للمرة الأولى عن وفاة زوجها الثاني، أوسكار ليرمان، الذين لقي حتفه من جرَّاء سرطان البروستاتا في العام 1992، وأيضاً يمكنها الحديث عن خطيبها، فرانك كالكاجنيني، الذي فقدته بسبب معاناته من ورم في المخ بعد ست سنوات - وماذا يعني أن تقوم برعاية شخص مريض أحببتَه؟ أريد أن أتحدَّث عن فقدان زوجي والقيام برعاية وتمريض رجلين بعد معاناتهما من مرض عضال. أعتقد أنني بذلك سأساعد كثيرين. وهذا هو تماماً ما أريد فعله. في الماضي كل ما قلته عن وفاة أوسكار وفرانك هو أنني أريد الاحتفال بحياتيهما، وليس الحداد على وفاتهما».

وأضافت «أردت أن أكتب عن تجربة الرعاية. مقدِّمو الرعاية الذين يولون اهتماماً وملاحظة تجاه شخص ما، لديهم الكثير مما هو مليء بالتجربة، وأنا أعلم أن هناك من الناس من سيكون ممتناً لقراءة الطريقة التي تعاملتُ بها. إنها تجربة مرهقة للغاية وينتابك قلق على الذين يحتاجون عناية طوال الوقت، والأبرز من بين كل ذلك هو أن تتأكَّد من أنهم يتناولون الدواء الخاص بهم، وفي أوقاته».

موضحة «خطيبي، فرانك، كان مذهلاً. كان ذلك الإيطالي الوسيم، الذي بدا وكأنه بطل من إحدى رواياتي. أتذكَّر يوم أن أخذته إلى الطبيب لأنه لم يكن على ما يرام، وكان يعاني من الأنفلونزا. تم تصوير الصدر بالأشعة السينية. لن أنسى ذلك اليوم أبداً. خرج فرانك من غرفة الطبيب وتوجَّه إليَّ حيث كنت في انتظاره، وقال: «تبقَّت لي ثلاثة أشهر». وبعد تلك الفترة كان قد رحل. عندما خسر شعره الأسْوَد المجعَّد الكثيف (بفعل العلاج الكيماوي)، قال إنه لا يريد الاستمرار في العلاج. لقد فقدت أمي بالسرطان أيضاً».

سأكشف علاقتي برجل مشهور

وقالت كولينز، إن مذكراتها ستشمل أيضاً الكثير من التفاصيل الخليعة التي تم استخدامها للتأثير في المشاغبين في «bonkbuster» وهو النوع الذي ارتبط بنوعية أعمالها ولا يمكن له أن يُمحى.

وأضافت «ربما أصل إلى إنهاء مذكراتي وأقرِّر ألاَّ أنشرها، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك». «أعتقد أنني أريد لها أن ترى النور». تبتسم بخبث وهي تتحدَّث، موضحة «سأتحدث عن بضعة أمور سرية - كان أحدها مع رجل مشهور جداً - والذي أعتقد أنه سيسبِّب صدمة للناس» ومع ذلك «لن أكتب شيئاً يُحرج أولادي... ولكن ستكون هناك بعض الأمور المثيرة للاهتمام في المذكرات». تلك الأمور السرية قد تبقى الآن سراً.

من جانبها، أصدرت الأسرة بياناً نعت فيه كولينز، قالت فيه: «نعلن ببالغ الحزن وفاة أمنا الجميلة، والنشطة، والفريدة من نوعها». وجاء في البيان، بأن جاكي «عاشت حياة رائعة كاملة وكانت محبوبة من قبل عائلتها والأصدقاء والملايين من القرَّاء الذين أمتعتهم لأكثر من أربعة عقود. وكانت مصدر إلهام حقيقي».

يذكر، أن جاكي كولينز روائية رومانسية أميركية من أصل بريطاني. ولدت في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1937، وتوفيت يوم السبت 19 سبتمبر 2015.

كما يُشار إلى أن كولينز وعبر أعمالها التي وصلت إلى 32 كتاباً، باعت أكثر من 500 مليون نسخة من رواياتها، التي تناولت الحياة العاطفية لشخصيات ثرية ومشهورة. كما أن عدداً كبيراً من أعمالها تحوَّل إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية. ومن بين أعمالها: «العالم مليء بالرجال المتزوِّجين» (1968)، «العالم مليء بالنساء المطلقات» (1975)، «عشَّاق ومقامرون» (1977)، «عشاق ولاعبون» (2006)، «عشاق متزوِّجون» (2008)، «زوجات هوليوود» (1983)، «أزواج هوليوود»، (1986)، «أطفال هوليوود» (1994)، «زوجات هوليوود: الجيل الجديد» (2001)، «الطلاق في هوليوود» (2003)، «قبلة خطرة» (1999)، «إلهة الانتقام» (2011)، «هاجس» (1998)، «الانتقام» (1998)، «الإغراء القاتل» (2000)، «العناق القاتل» (2002)، وغيرها من الأعمال.

العدد 4767 - الجمعة 25 سبتمبر 2015م الموافق 11 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:16 ص

      السلام

      عدل كلام( جوان) السبب إننا ناجحتان ويحاول الناس التفريق بيننا .

اقرأ ايضاً