تبدأ بعد أيام قليلة وتحديداً يوم الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مشاركة منتخبنا الوطني للشباب بطاجيكستان، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا التي ستقام في مملكتنا بعد سنة من الآن. وللتوضيح، فإن مشاركة منتخبنا لا تؤثر في نتائج المجموعة؛ فمنتخبنا في النهاية متأهل للبطولة كونها ستقام في البحرين، ولكن المشاركة فقط من باب الاستفادة من المباريات وعدم التوقف، وهذه خطوة موفقة من الاتحاد الآسيوي للعبة، لأن منتخبات الشباب من الصعب أن يحصلوا على مباريات ودية منتظمة، وبالتالي فإن مشاركتهم في هذه التصفيات الرسمية ستفيدهم بكل تأكيد، وهو ماحصل أيضاً مع المنتخب الهندي الذي شارك في تصفيات الناشئين، رغم أنه سيستضيف كأس آسيا لهذه الفئة السنة القادمة أيضاً.

الكل يعرف ماحققه منتخبنا في بطولة الخليج الأخيرة التي أقيمت في قطر، وكان قريباً من رفع كأس البطولة بعد أن وصل للمباراة النهائية، وتقدم على المنتخب العماني قبل أن يستقبل هدف التعادل في الشوط الثاني ويخسر عبر ركلات الترجيح، وهذا الأمر ليس بالشيء الهين، وإن كان على مستوى الخليج فقط، ولكن يعطينا دلالات على أن هذا المنتخب قادر على تحقيق شيء مميز لكرة القدم البحرينية، وهذا ليس من باب المبالغة والتهليل، ولكن منتخباتنا في السنوات الأخيرة كانت نتائجها سيئة حتى في الخليج، باستثناء فوز المنتخب الأولمبي بخليجي 5 في البحرين 2013، وبالتالي فإن هذا المنتخب يُعد بمثابة «الكنز» ويجب أن نتمسك به جيداً ودون أي تفريط مثلما حصل للمنتخب الأولمبي البطل الذي تشتت، وهذا ليس بالأمر المخفي.

بالفعل لقد وجدنا في منتخب عبدالعزيز عبدو روحاً بحرينية حقيقية وأداءً مميزاً، صحيح أننا كحسبة لم نفز إلا في مباراة واحدة من أصل 4 بالبطولة الخليجية، لكننا في الجانب الآخر أيضاً لم نخسر، بعد أن كنا نتحسر ونحن نحسب الاهداف التي تدخل مرمانا في كل مباراة سابقة بالبطولات الخليجية، وبعيداً عن أمور الفوز والخسارة التي تتدخل فيها أشياء أخرى مثل التوفيق والظروف الطارئة، فإننا نتحدث عن منتخب استطاع أن يُقدم مستويات متميزة في كل مباراة خاضها بالبطولة، وهذا الأمر الذي يجعلنا نستبشر بوجود منتخب قادم مميز للكرة البحرينية، ولكن يجب ألا تكون البطولة الخليجية سوى البداية وليست الهدف. ونحن نعلم أن الجهاز الإداري للمنتخب وكذلك الفني قد تحدث مع اللاعبين بهذا الخصوص، ولكن من باب التذكير ليس إلا، فالجميع يجب أن يعرف أن القادم هو الأهم، وهو الإعداد بالشكل الأمثل للبطولة الآسيوية التي ستكون على أرضنا وبين جماهيرنا، ولابد من الاستفادة التامة من التصفيات التي ستبدأ الجمعة، وهي فرصة مناسبة تماماً لاختبار قدراتنا أمام منتخبات من خارج الخليج، كون مجموعة منتخبنا تضم: المالديف والعراق وطاجيكستان صاحبة الضيافة.