قال السيد محسن الغريفي، في خطبته بجامع الإمام الصادق في الدراز، أمس الجمعة (25 سبتمبر/ أيلول 2015): «إن بناء المجتمع القوي يبدأ في بناء علاقات بين أفراد المجتمع قوية ومحكمة».

وتحدث عن أنه «إذا كانت حركة الإنسان فاقدة للبصيرة، فكأنما يسير على حركة غير واعية، إذ إن حركة الانسان مرتبطة ارتباطاً كاملاً بالآخرين، فيجب على الانسان أن تكون حركاته الفردية إيمانية، والإيمان ليس درجة واحدة، بل هو حالة ازديادية يجب على الانسان أن يسعى لها بالصعود المدروس التدريجي».

ونبه الغريفي إلى أن «المجتمع المتراحم والمُتكاتف هو المجتمع الأقدر على أن يواجه التحديات كافة. والطاقات في كل المجالات، حتى تنمو، تحتاج الى تشجيع ومُساندة لترتقي بالمجتمع، وإرتقاء من هو دونك يكسر حالة الجمود في المجتمع، فتتحرك كل الطاقات لترتقي درجات أكبر، وعليك أن تحمل من هو تحتك فيحملك من هو فوقك... هذه فلسفة الحياة».

وعرَّج الغريفي إلى الحديث عن موسم عاشوراء، وقال: إن «الاستعدادات قائمة في كل مناطق البحرين من أجل استقبال شهر محرم الحرام الذي تحيي فيه الأمة الاسلامية ذكرى شهادة الامام الحسين (ع)، وثورة عاشوراء هذه احيت معالم الدين الذي اريد لها ان تغيب وان تُضيَّع، وهذه الثورة التي مثلت ضرورة لواقع الأمة الاسلامية لتعالج حركة الانحراف والاعوِجاج في مسيرة الأمة وتعمل على صياغة الانسان والمجتمع وبناء الحياة، وهذا الإحياء الذي نقوم به في موسم عاشوراء محطة مهمة لإحياء معالم الدين، وكلما كان الاحياء لموسم عاشوراء أقرب إلى روح الثورة الحسينية ومعالم الدين كان فعلاً إحياءً حقيقيّاً وبقدر ما يبتعد الاحياء عن ذلك يُعتبر احياء شكليّاً، ويمثل صورة مُشوهة يبتعد بنا عن خط الحسين وعن خط الاسلام».

وأضاف «نحن مُكلفون تحمل مسئوليتنا في الحفاظ على الدور المحوري الذي تقوم به المؤسسات التي تعمل في موسم عاشوراء كالمآتم والحسينيات والمضائف، وألا نسمح بأي نوع من أنوع التلاعب والمصادرة والتحريف لحركة الموسم، نحن مسئولون لتحصين كل مواقع الحسين من التأثيرات المضرة التي تسلب منها دورها الأصيل، وتصيرها مجرد مؤسسات ومواقع لا تحمل من الانتساب الى الحسين إلا اسمه ومن الإحياء إلا شكله».

ونوه إلى أن «الحرب على عاشوراء تارة تكون حرباً على الشعائر، فتكون من خلال مصادرة وتفريغ وفرض الهيمنة على هذه المواقع والمؤسسات الدينية، وهذه حرب على عاشوراء يجب ألا نسمح بها».