العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ

#خروف_العيد

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

إذا كنت شاهدت صورة خروف_العيد، في انستغرام أو فيسبوك أو تويتر، أو وصلتك الصورة عبر الواتساب، فهذا يشير إلى أجواء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك حتماً، لكنه يشير أيضاً إلى مدى سطوة وسائل الإعلام الاجتماعي التي احتكرت تقريباً صورة ذلك الخروف «المسكين» بحيث لم نعد نراه شخصياً أو حتى نسمع صوته!.

في مواسم الأعياد، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض تطبيقات التواصل على الهواتف الذكية، نشاطاً كبيراً بين عدد لا متناه من الناس يتبادلون تهاني العيد، واختزلت هذه الوسائل الحديثة التي تشهد تطوراً مستمراً، المسافات بين الناس إلى حد بعيد، وأصبحت حلقة الوصل الأولى بين مستخدمين في شتى أصقاع الأرض.

وعلى رغم التأكيد على ضرورة الحفاظ على العادات والتقاليد الخاصة بالعيد، ومنها الزيارات المتبادلة بين الاهل لتقديم التهاني، فإن التهنئة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي هي أسلوب حضاري يختزل الوقت والمسافات كثيراً.

مظاهر العيد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، وخاصة تطبيق انستغرام، وهنا لا نتحدث عن ازدياد أعداد الناس الذين يوثقون لحظاتهم السعيدة خلال العيد وينشرونها على انستغرام، وإنما أيضا عن الاصناف الشهية من الحلويات، والملابس الجميلة، وأماكن الترفيه، وغيرها من الأنشطة التي تجد في انستغرام فرصة للترويج وجذب الناس، وخاصة في الأيام قبل العيد وخلاله.

ففي الماضي كنا نشارك الجيران طعامنا، الآن وبفضل انستغرام الذي تجاوز عدد الحسابات في البحربن أكثر من مليون من أصل 400 مليون في العالم؛ أصبحنا نشاركهم صور طعامنا! كما أصبحت المعايدات عبر بطاقات كرتونية إرثاً من الماضي بعد أن أصبحت التهاني تنتقل عبر ومضات إلكترونية تجول التطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي.

وفي البحرين، حيث يوجد اكثر من مليون حساب في مواقع التواصل الاجتماعي، تتطور أشكال وقنوات المعايدة بحسب تطور التكنولوجيا الحديثة من هواتف نقالة وتطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي عُرف البحرينيون بشغفهم الدائم بها.

ولم يعد كثير من الشباب والفتيات يكتفي بالاحتفال بمظاهر العيد في إطار تقليدي مع أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم فقط، وإنما ينتقلون بتلك الاحتفالات إلى خارج نطاق محيطهم الجغرافي إلى نطاق أوسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وذلك عبر نقل تلك الأجواء بعد توثيقها بالصور أو بالفيديو وتبادلها عن طريق صفحاتهم الموجودة على مواقع الفيسبوك أو اليوتيوب وتويتر.

وأصبحت تطبيقات مثل واتس أب الوسيلة المفضلة لتبادل التهاني أو التواصل العادي بسبب ما توفره من مرونة في التعامل مثل إنشاء مجموعات تجنب المستخدم التواصل مع كل فرد على حدة، وإرسال مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية والصور المتحركة.

موقع فيسبوك، الذي تجاوز عدد مستخدميه في البحرين نصف مليون مشترك من أصل أكثر من مليار و400 مليون مشترك حول العالم، انتشرت عليه تطبيقات كثيرة متخصصة بإرسال بطاقات المعايدة، أما في تويتر الذي يستخدمه نحو 250 ألف مشترك من داخل البحرين من أصل نحو 315 مليون مشترك حول العالم، فيكفي المستخدم إطلاق تغريدة يهنئ بها متابعيه الذين بإمكانهم الرد على تغريدته بشكل مباشر.

وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة انستغرام وفيسبوك ألبوم صور متنقلاً يرافقنا، ومنا من يحرص على إضافة صور جديدة لهذا الألبوم على مدار الساعة، صور يوثق فيها لحظاته السعيدة، وخاصة في مواسم كالأعياد وما يتخللها من زيارات ولقاءات ومشاوير...

ويعتبر الكثيرون أن إرسال التهاني بمختلف المناسبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسيلة أسرع وتؤدي الغاية المطلوبة، وتشمل جميع المعارف.

وهنا يمكن التذكر أنه قبل سنوات قليلة كان الإعلان عن رؤية هلال العيد كفيلاً في بعض الأحيان بانهيار شبكة الهاتف الجوال لتسابق المهنئين إلى تبادل اتصالات ورسائل التهنئة مع المقربين منهم، لكن ثورة مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات تبادل الرسائل جعلت ذلك شيئاً من الماضي، إذ أصبحت تلك المواقع والتطبيقات الوسيلة الأكثر تداولاً لدى الكثيرين في تلك المناسبات.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً