عبر آلاف المهاجرين بلدان البلقان أمس الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2015) فيما حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد قمة طارئة من أن أوروبا لاتزال بعيدة عن التوصل لحل لأكبر أزمة هجرة على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية.
في هذه الأثناء، قال مسئولون فرنسيون إن شاباً إفريقيا مهاجراً لقي مصرعه في ساعة مبكرة أمس عندما صدمه قطار شحن قرب مدخل نفق المانش أثناء محاولته الوصول إلى بريطانيا، في مأساة جديدة تضاف إلى مصرع آلاف اليائسين الساعين إلى حياة أفضل في أوروبا.
وأعلنت الشرطة المجرية أمس رقماً قياسياً جديداً لأعداد الواصلين في يوم واحد مع وفود 10046 مهاجراً أمس الأول (الأربعاء) من كرواتيا، فيما أعلنت السلطات النمساوية أمس أن 8100 شخص دخلوا من المجر في يوم ونصف تقريباً.
لكن بودابست تريد إغلاق حدودها مع كرواتيا مع نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل بحسب ما نقلت مواقع إخبارية مجرية عن مصادر حكومية.
ويعبر المهاجرون وكثير منهم من سورية، منطقة البلقان في مسار متعرج وصولاً إلى ألمانيا التي ينشدون الاستقرار فيها. ويعود الرقم القياسي السابق في المجر إلى 14 سبتمبر/ أيلول عندما دخلها 9380 مهاجراً قبيل إغلاق الدولة حدودها مع صربيا بسياج شائك.
ودفع إغلاق الحدود وصدامات لاحقة مع شرطة مكافحة الشغب على الحدود، بآلاف المهاجرين لدخول كراوتيا بشكل فاق قدرة السلطات التي قامت بنقلهم بحافلات إلى الحدود المجرية.
والثلثاء الماضي دخل نحو 9 آلاف مهاجر كرواتيا في رقم قياسي جديد أيضاً. وسجل في الأسبوع الماضي دخول أكثر من 44 ألف لاجئ إلى كرواتيا من صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي.
وأثار تدفق المهاجرين التوتر بين الدولتين، إذ شددت كل منهما إجراءات منع التنقل في آخر معبر حدودي بينهما مفتوح، بحسب وكالة «تانيوغ» في بلغراد.
واشتد الخلاف أمس بين كرواتيا وصربيا بشأن تدفق اللاجئين بعد أن قررت كل منهما زيادة التشدد في إغلاق حدودها.
وفي حين دعا رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش بلغراد إلى الكف عن توجيه المهاجرين إلى حدود بلاده، ردت بلغراد باتهام زغرب بأنها تقوم «بهجوم اقتصادي» ضدها. وبدأت كرواتيا بإغلاق حدودها يوم الإثنين أمام كل الشاحنات الأتية من صربيا في معبر باياكوفو-بتروفشي الأخير المفتوح، وردت بلغراد ليلا بإغلاق معبرها أمام كل شاحنة تحمل لوحة تسجيل كرواتية أو بضائع كرواتية.
وتتهم زغرب صربيا بأنها تعيد بالاتفاق مع المجر كل المهاجرين إلى حدودها.
واتفق القادة الأوروبيون في قمة طارئة بشأن أزمة المهاجرين في ساعة مبكرة أمس على زيادة المساعدات للدول المجاورة لسورية حيث لجأ ملايين اللاجئين هرباً من النزاع والفظائع التي يرتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
واتفق القادة على تخصيص مليار يورو إضافي (1.12 مليار دولار) للمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، ومساعدة إضافية لتركيا ولبنان والأردن ودول البلقان.
وبرزت انقسامات قبل القمة بين دول الكتلة الـ 28، خاصة بين دول الغرب والدول الشيوعية سابقاً في شرق أوروبا.
غير أن رئيس الاتحاد دونالد توسك قال إنه على ثقة بأن لعبة «تبادل إلقاء اللوم» انتهت. وقال توسك في مؤتمر صحافي «الليلة توصلنا إلى تفاهم مشترك بأنه لا يمكننا الاستمرار كالسابق». وقال توسك إن القادة الأوروبيين اتفقوا أيضا على تعزيز الحدود الخارجية للكتلة، مشيراً إلى «تغير في طريقة التفكير بشأن حدودنا الخارجية».
وأضاف أن القادة اتفقوا أيضا على إقامة مراكز استقبال «عاجلة» في الدول الأمامية - ربما في اليونان وإيطاليا- للفصل بسرعة بين اللاجئين الفارين من النزاعات والهاربين لأسباب اقتصادية.
وأعلن جهاز استقبال اللاجئين اليوناني أمس أنه سيتم إنشاء ثلاثة مراكز لتسجيل وانتقاء اللاجئين سيطلق عليها تسمية «نقاط ساخنة» في نقاط وصول مراكب المهاجرين في جزر ليسبوس وكوس وليروس في شرق بحر ايجه.
وقالت المستشارة الألمانية أمام مجلس النواب أمس «أنا مقتنعة تماماً بأن أوروبا ليست فقط بحاجة إلى تقاسم آني بل إلى إجراء مستديم بشأن تقاسم اللاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد». وأضافت «لقد قمنا بأول خطوة لكننا لانزال بعيدين جداً» عن الهدف.
العدد 4766 - الخميس 24 سبتمبر 2015م الموافق 10 ذي الحجة 1436هـ