واصلت أسعار الطماطم والخيار والخس ارتفاعها الكبير الذي وصل إلى 4 - 5 دنانير للصندوق الواحد، فيما كان يباع سابقاً بدينارين إلى دينارين ونصف.

يأتي ذلك وسط إقبال المستهلكين المحموم الذي شهده سوق الخضار بسوق المنامة المركزي، استعداداً لعيد الأضحى المبارك الذي يصادف اليوم الخميس (23 سبتمبر، أيلول 2015).

إقبالٌ محموم على لكن على قاعدة «العين بصيرة واليد قصيرة» كما عبر مواطنون، إذ لا مفر من الاصطلاء بنيران الأسعار المرتفعة لشراء مؤنة العيد وما يرافقه من اجتماعات ومجالس.

المواطن محمد حسن التقته «الوسط» حينما كان في طريقه لإكمال «مشوار شراء الخضراوات والفواكه»، اتهم التجار بالتلاعب بالأسعار، استغلالاً لزيادة الطلب على الفواكه في مثل هذه المواسم، داعياً إدارة حماية المستهلك إلى مراقبة الأسعار ومحاسبة التجار على هذا الارتفاع الكبير.

وذكر «كان المطاطم بدينارين للصندوق الواحد، اليوم أنا اشتريته بـ3.800 دينار، وكذا الخيار والخس كل ارتفع إلى حد مبالغ فيه»، مضيفاً إلى أن ذلك لم يقتصر على الخضراوات بل شمل الفواكه أيضاً وخاصة الموز الذي وصل إلى 7 دنانير للصندوق الواحد، والرمان بلغ 12 ديناراً أيضاً، فيما البقية تأتي بزيادات غير محسوبة على 200 و300 فلس»، منوهاً إلى أن 20 - 25 ديناراً كانت كافية لشراء مؤونة العيد بالنسبة إليه، في حين أنه قد أنفق 55 ديناراً الآن ولما يكمل مشواره الفاكهي بعد بحسب تعبيره.

أيدَّ هذا المواطن، مواطناً آخر يدعى مهدي البرني، لقيناه أمام فرشة للفواكه، حيث عبر عن اعتقاده بأن الزيادة مصدرها استغلال التجار لزيادة الطلب على السلع في مثل هذه المناسبات، موضحاً «حتى إنه البائع لا يقبل أن يتنازل عن فلس واحد أثناء المفاصلة معه».

لكن التاجر رضا البستاني وهو أحد تجار السوق المعروفين، رفض هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن السبب من وراء ارتفاع أسعار الطماطم والخيار والخس هو اعتماد البحرين على مصدر استيراد واحد فقط، ألا وهو المملكة الأردنية الهاشمية، بعد الظروف التي ألمّت بسورية ولبنان.

وقال: «إن هنالك ظروف لوجستية، وتكاليف إضافية يجب أن يتفهمها المستهلك، وخاصة أن الاعتماد أصبح كلياً على الأردن، كما أن سواق الشاحنات أصبحوا يعملون في مناطق خطرة نظراً للأحداث الجارية في بلاد الشام، الأمر الذي ضاعف تكلفة الشحن وبالتالي سعر البيع بشكل طبيعي».

وأضاف «نحن كتجار نحب أن نبيع لا أن نخزن حتى تفسد بضاعتنا»، لافتاً إلى أن هنالك جهوداً تبذل لتنويع مصادر الاستيراد واللجوء إلى بلدان كتركيا وإيران، مستدركاً «لكن عدم وجود خط بري مباشر للأولى، وغلاء تكاليف الشحن الجوي للثانية، يمثلان تحديين يجب علينا التفكير في طريقة تجاوزهما، ليس لنا كتجار فقط بل حتى للمستهلكين من حيث صلاحية البضاعة وعدم تلفها نظراً للمسافات الطويلة».

أما بالنسبة إلى الموز، فبيَّن البستاني أن ارتفاع أسعار الموز ظاهرة خليجية وليست بحرينية فقط، لأن هذه الفترة تصادف موسم الفيضانات في الفلبين التي هي المصدر الوحيد لاستيراد الموز لدول الخليج.

وذكر البستاني «على المستهلكين أن يقدروا جهود التجار في توفير البضائع والأصناف المختلفة رغم كل الظروف الصعبة التي تحيط بالعمل في المنطقة»، مشيراً إلى أن الكثير من الأصناف انخفضت أسعارها كالملفوف والكوسا والورقيات، وفي الفواكه كالجح والبطيخ الأحمر»، معتبراً أن ذلك «من طبيعة السوق ومن صميم معادلة العرض والطلب».

إلى ذلك، فقد ذكر التاجر يوسف يعقوب أن ارتفاع أسعار الخضراوات مرده إلى «ارتفاع درجة الحرارة، والتي تنخفض فيه الكميات المتوافرة بطبيعة الحال».