أبدى باراك أوباما أمس الأربعاء (23 سبتمبر/ أيلول 2015) والبابا فرنسيس توافقاً حول مختلف المواضيع العالمية خلال الزيارة التاريخية إلى البيت الأبيض للحبر الأعظم الذي يجسد سلطة معنوية لكنه حليف سياسي كبير للرئيس الأميركي الرابع والأربعين.
وخلال حفل استقبال في حدائق البيت الأبيض حضره أكثر من عشرة آلاف شخص، عبر أوباما والبابا عن تقارب في وجهات النظر بشان مختلف القضايا من المناخ والدبلوماسية وصولاً إلى ضرورة مساعدة ملايين المهمشين في مختلف أنحاء العالم.
وأشاد أوباما بدور البابا الحاسم في التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا لكن أيضاً بدعوته إلى التعبئة الدولية من أجل مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويعول أوباما الذي لا يخفي إعجابه بالبابا فرنسيس وأشاد بوضوح رؤيته وتواضعه، على دعمه في مسألتين أساسيتين قبل أقل من 500 يوم من انتهاء ولايته، هما التقارب مع كوبا ومكافحة التغير المناخي.
وفي خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض أشاد أوباما برسالة «الأمل» التي يحملها البابا معتبراً أنها مصدر «إلهام للكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم».
وقال البابا خلال حفل استقباله في البيت الأبيض «كابن عائلة مهاجرة، أنا مسرور بأن أكون ضيفاً في هذا البلد الذي بني في القسم الأكبر منه بأيدي عائلات مماثلة».
وشدد البابا على ضرورة مكافحة ظاهرة التغير المناخي.
وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية «نظرا لهذه المسألة الملحة، يبدو واضحاً لي أن التغيرات المناخية مشكلة لا يمكن تركها لأجيال المستقبل» مضيفاً «إننا نعيش مرحلة حرجة من التاريخ».
وطالب البابا بتغيير قائلاً «لا يزال أمامنا الوقت الكافي لإحداث التغيرات المطلوبة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتكاملة» نشمل ملايين المهمشين في العالم.
وأوضح «إن هذا التغيير يتطلب منا إقراراً جدياً ومسئولاً ليس فقط بنوع العالم الذي نتركه لأطفالنا، بل أيضاً بملايين الأشخاص الذين يعيشون في ظل نظام قام بتهميشهم».
وفي ختام هذا الحفل الذي دعي إليه أكثر من عشرة آلاف شخص، توجه البابا وأوباما إلى المكتب البيضاوي لعقد لقائهما الثنائي الثاني بعد الأول الذي عقد في ربيع 2014 في الفاتيكان.
من جهته أشاد الرئيس الأميركي برسالة الامل التي يحملها البابا.
وقال أوباما «إن حجم وروحية لقاء اليوم هما مجرد انعكاس بسيط لتفاني حوالى 70 مليون كاثوليكي أميركي ... وللطريقة التي ألهمت فيها رسالتك للحب والأمل الكثير من أبناء امتنا ومن الأشخاص في مختلف أنحاء العالم».
ومن جانب آخر، أثنى أوباما على الدور «الثمين» الذي اضطلع به البابا فرنسيس في تحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بعد نصف قرن من التوتر الناتج من الحرب الباردة.
وقال أوباما «نحن ممتنون لدعمكم الثمين لبدايتنا الجديدة مع الشعب الكوبي والتي تحمل وعداً بعلاقات أفضل بين بلدينا».
العدد 4765 - الأربعاء 23 سبتمبر 2015م الموافق 09 ذي الحجة 1436هـ