عِيسَى رَحَلتَ وَأَنتَ فِينَا حَاضِرٌ

أَذِنَ الفُؤَادُ لِمُقلَتِي وأَباحَا... أَنْ تَسكُبَ الدَّمعَ السَّخِينَ نُوَاحا

فَإِذَا فَقَدتَ مِنَ الأَعِزَّةِ سَيِّداً... كَانَ البُكاءُ عَلى العَزِيزِ مُبَاحَا

فَلَقَد أَتَى خَبَرٌ أَقَضَّ سَكِينَتِي... فظَنَنتُ أَنَّ الأَمرَ كَانَ مِزَاحَا

أَو أَنَّ مَنْ قَدْ قَالَ ذَلِكَ كَاذِبا... لَكِنَّ ذَاكَ القَولَ كَانَ صَحِيحَا

خَطْبُ المَنُونِ طَوَى سِجِلَّاً حَافِلاً... بِالخَيرِ فَاضَ، وَلِلكَرِيمِ أَرَاحَا

وَلَقد هَوَى نَجمٌ أَضاءَ سَماءَنا... وَمَضَى عَظِيمٌ فِكرُهُ لَمَّاحَا

فَقَدَتْ بِلادِي فِي رَحِيلِكَ مُصلِحَا... مَا انفَكَّ يَنصَحُ غُدوَةً وَرَوَاحَا

عِيسَى رَحَلتَ وَأَنتَ فِينَا حَاضِرٌ... فَقَدِ اتَّخَذتَ الحُبَّ أَنتَ سِلاحَا

مَا مَاتَ مَنْ سَكَنَ القُلُوبَ مَحَبَّةً... كَالمِسكِ قَد مَلَأَ القُلُوبَ وَفَاحَا

فَلَقَد غَزَوتَ قُلُوبَنا وَنُفُوسَنا... حُبَّاً سِلَاحُكَ كَانَ، لَيسَ رِمَاحَا

خَلَّفتَ يا عِيسَى بِمَوتِكَ أَنفُسَاً... ذَابَتْ أَسَىً وَالجِسمُ صَارَ جِرَاحَا

فَلَقَد فَقَدنا فِيكَ رُوحَ مُجَاهِدٍ... نَادَى عَلَينا لِلسَّلامِ وَصَاحَا

مَا كُنتَ إِلَّا رَائِدَاً فِي سَعيِكُم... بِالفِعلِ، لا بِالقَولِ، كُنتَ نَصُوحَا

بِيضُ الصَّحائِفِ سُطِّرَتْ في فَضلِكُم... وَردَاً وَفُلَّاً قَدْ حَوَتْ وَأَقَاحَا

فَالكُلُّ يُدرِكُ فَضلَكُم وَجِهَادَكُم... مِن بَعْدِ لَيلٍ كُنتُمُ الإِصبَاحَا

فَأَبا مُحَمَّد سَوفَ يَخلُدُ ذِكرُكُم... وَسَتَرتَدِي فِي الخَالِدِينَ وِشَاحَا

أَدرَكتَ يا عِيسَى الحَقِيقَةَ كُلَّهَا... عَقلٌ، لَكَ الفَهمَ العَمِيقَ، أَتَاحَا

فَالعَقلُ مِنْكَ قَدْ استَنارَ وَقَدْ مَحَا... مِنْكَ الصَغَائِرَ وَالشُّكُوكَ أَزَاحَا

أَدرَكتَها كَالشَّمسِ فِي صَحوٍ وَهَلْ... مِن شَمسِ سَاطِعَةٍ أَشَدُّ وُضُوحَا؟

قَدرَاً عَلَوتَ وَكَانَ خُلقُكَ عَالِياً... نَجمَاً غَدَوتَ وَفِي العُلا لَوَّاحَا

وَدَنَوتَ مِنَّا رَغمَ ذَاكَ تَوَضُعاً... نَجمٌ أَضَاءَ قُلُوبَنا إِذ لاحَا

يَا قُدوَةً فِي الخَيرِ يا عِيسَى فَقَد... مِنكُم عَرَفنا البِرَّ وَالإصلاحا

سَبعُونَ عَاماً أو تَزِيدُ بِعُمرِكُم... ما لِنتَ يَومَاً أو مَلَلتَ كِفَاحَا

نَهجاً سَلَكتَ أَبَا مُحَمَّد نَيِّرَا... وَسَطَاً يُجَسِّدُ حِكمَةً وصَلاحَا

مَا شَاغَلَتكَ مَنَاصِبٌ وَمَحَافِلٌ... وَاصَلتَ فِعلَ الخَيرِ وَالإِنصَاحَا

مَثَّلتَ كُلَّ الطَّيفِ في بَحرَينِنا... لَاقَى كِفَاحُكَ حَظوَةً وَنَجَاحا

وَاسَيتَ كُلَّ النَّاسِ دُونَ تَمايُزٍ... وَحَضَرتَ أَفرَاحَاً كَما الأَترَاحَا

فِي كُلِّ مُعتَرَكٍ حُضُورُكَ بَارزٌ... وَيُلِحُّ دَورُكَ فِيهِمُ إِلحَاحَا

عِيسَى وَإِن غِبتُم فَإِنَّ قُلُوبَنا... تَشدُوا بِذِكرِكُمُ مَساءَ صَبَاحَا

وَيَظَلُّ مِنبَرُكُم يُنادِي بِاسمِكم... مَا رَفرَفَ القِمْرِيُّ فِيهِ وَناحَا

وَتَظَلُّ رَمزَاً لِلوِئامِ وَأَهلِهِ... وَيَظَلُّ صُبحُ تُرَاثِكُم وَضَّاحَا

قَد قُلتُ يا عِيسَى فَهَلْ ذَا كَافِيَاً... يُوفِيكَ حَقَّكَ سُمعَةً وَكِفَاحَا؟

عِيسَى فَإِن قَصَّرتُ فِيكَ فَإِنَّنِي... أَرجُوكَ لِي عُذرَاً، وَمِنكَ سَمَاحَا

مَا قُلتُ إِلَّا الحَقَّ في عِيسَى وَهَل... يَحتَاجُ حَقٌّ قُلتُهُ إِيضَاحَا؟

فَجَزَاكَ رَبُّكَ رَحمَةً مِن عِندِهِ... تُغنِيكَ عن كُلِّ الذي قَدْ رَاحَا

وَجَزَاكَ فِردَوساً لَكُم هِيَ مَنزِلٌ... مِن سَلسَبيلٍ تَشرَبُ الأَقدَاحا

عبدالله أحمد منصور آل رضي

سندريلا

تائهٌ أبحث عنها سندريلا... ففؤادي دونها والله ملَّا

ليس لي منها سوى هـذا الحذاءُ... أرشدوني فمصاب الهَجْر جَلَّا

لا تقولوا حسنُ الموتور جُنـّا... هذه آيات حبٍّ فيها تـُتـْلى

كان يوماً ومضى مثل ثوانٍ... لحظاتٌ هي في عُمْرِيَ أحلى

من بعيدٍ طيفها يدنو ببطءٍ ... كنت أرنو وَهْيَ من عينَيَّ خَـجْلا

ودنت فارتسم البَسْم بـثغري... وجهها كالبدر في الأفق تعلى

مـثل وردٍ أحمرٍ أمسى غرامي... من قطوف الصدر شوقاً يتدلى

قلت هذي من جنان الله حورٌ... كل ما للحُسْنِ فيها قد تجلى

في ذراعيها غفوت دون وعيٍ... مثل طفلٍ يرتجي للأم وَصْلا

وكأني قد لمحت بعض هَـمْسٍ... في محيـَّاها ايا محبـوب أهلا

صمتت في لحظةٍ حتى بدا لي... دمعها الأزرق عن جفنٍ تخلَّى

تركتني ومضت دون رداها... وأنا في إثْرها أبكي كـثكلى

يا منى الروح إلى أين الرحيلُ... قـلتها من شغَفٍ والحزن هلَّا

دونك تالله لا ترجى حياةٌ... فوق محرابك هذا القلب صلى

ليس لي في معجم التاريخ ندٌّ... فاق حبي حب قيسٍ مع ليلى

كان حلماً أو حقيقاً لست أدري... لكن الحذاء ذا من أين حلَّا

حسن فضل (عاشق الكالسيوم) - جدحفص

حِيّة بيّة... كل عام وأنتم بخير

يحل علينا غداً عيد الأضحى المبارك، ولا ننسى فيه أبدا استعداداتنا بشراء الملابس الجديدة وتجهيز الحلوى والمكسرات لضيوفنا الذين يقدمون لنا تهانيهم وعياديهم، وبالطبع حضور أضحية عيد الأضحى المبارك، و هي ما تميزه عن عيد الفطر، وكما يطلق عليها بالكلام الدارج «ضحية» ويسميها آخرون «حية بية»، وهي عبارة عن نبتة اعتادت الأمهات منذ عقود زراعتها لأطفالهن ولايزال هذا التقليد مستمرّاً في بعض البيوت. فتقوم الأم بزراعتها داخل سلة صغيرة مصنوعة من سعف النخيل تسمى (قفة) وهي تضفي في البيت جوا مميزا، ويقوم الطفل بسقيها ومراقبة نموها كل يوم، ويتفاخر كل منهم على الآخر بحجمها وارتفاعها، إلى أن يحين يوم وداعها برميها في البحر وهم ينشدون الأهازيج المختلفة، وغالبّا ما يكون ذلك في اليوم الثاني للعيد.

واليوم نجد «الضحية» تزين الأسواق الشعبية، إذ يستطيع من لم يسعفه زراعة ضحيته في البيت أن يشتريها، لكن ما بات ملاحظاً هو أنها صارت تزرع في أصص البلاستيك وهو ما أراه يفقد هذا التقليد زهوته وخصوصيته، إضافة إلى أنها تلوث البيئة البحرية، فكلنا يعلم أن البلاستيك لا يتحلل إلا بعد فترة طويلة جدا وهذا يدمر الحياة الفطرية، ولو انتظرنا عمليات تنظيف السواحل فسننتظر الكثير.

هذه دعوة نوجهها إلى الآباء والأمهات إلى المحافظة على هذا الموروث الجميل بكل ما فيه، ولنحاول قدر الامكان أن نبتعد عن شراء أو زراعة الحية بيه في أصص البلاستيك، وأن نعلم أطفالنا أن يقوموا برمي النبتة فقط والتخلص من البلاستيك في الأماكن المخصصة لها، لنحافظ على شواطئ البحرين.

زهرة السيد