دانت الطيارة العسكرية الاوكرانيا ناديا سافتشنكو المتهمة بقتل صحافيين اثنين في شرق اوكرانيا الانفصالي اليوم الثلاثاء (22 سبتمبر/ أيلول 2015) "نفاق" روسيا خلال محاكمتها في مدينة دونيتسك الروسية الصغيرة التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود الاوكرانية.
ويفترض ان تنظر المحكمة في "الادلة الدامغة" التي اكدت لجنة التحقيق الروسية انها جمعتها وتثبت ان سافتشنكو "شاركت في جريمة القتل المتعمدة" التي راح ضحيتها في حزيران/يونيو 2014 صحافيان في شرق اوكرانيا.
وهي تهمة تواجه فيها عقوبة السجن 25 عاما.
وقالت سافتشنكو التي وضعت في قفص كما هي العادة في روسيا ان "كل هذا اكاذيب من البداية الى النهاية".
واضافت "لم اطلق النار يوما على اشخاص عزل. انا جندية ولست قاتلة"، مؤكدة انها "خطفت في الاراضي الاوكرانية" ولم تعبر الحدود الروسية بطريقة غير شرعية كما يتهمها القضاء.
كما اكدت انها لم تساعد مطلقي النار في تحديد اهدافهم خلالفا لما تؤكده لجنة التحقيق.
وقالت "انا لا اكذب وليس لدي ما اخفيه"، مؤكدة انها تملك ادلة على براءتها.
واضافت سافتشنكو "كل واحد في هذه القاعة يدرك انها ليست محاكمة بل هراء".
وكانت سافتشنكو وصلت صباحا في ثوب اوكراني الى المحكمة يرافقها عشرات من القوزاق ببزاتهم العسكرية، وتطوقها قوات مكافحة الشغب المسلحة بينما انتشر قناصة على اسطح المباني المجاورة.
وكانت محاكمتها افتتحت في 30 تموز/يوليو لكنها ارجئت بعد ساعات اذ ان محاميها اصروا على محاكمتها في موسكو. لكن القضاء رفض هذا الطلب.
لذلك تحاكم الطيارة البالغة من العمر 34 عاما حاليا في دونيتسك جنوب غرب روسيا على بعد كيلومترات من الحدود مع اوكرانيا في منطقة لا يمكن للصحافيين دخولها بدون تصريح من الاستخبارات الروسية.
وقال احد محاميها في المحكمة ان القضية "مختلقة".
وفي الصف الاول للحضور جلست فيرا شقيقة ناديا التي ارتدت ملابس اوكرانية ايضا بينما شغل المقاعد الاخرى قوزاق ببزات عسكرية.
ومنع الصحافيون الذين حضروا باعداد كبيرة من دخول القاعة لكن تم بث وقائع الجلسة مباشرة على شاشة كبيرة في صالة اخرى.
وحضر ثلاثة ممثلين للاتحاد الاوروبي وقنصل اوكرانيا في روستوف جنوب غرب روسيا.
وامام المحكمة، رفع عدد من الناشطين القوميين الروس لافتات ضد الطيارة الاوكرانية.
وقال احدهم الكسي ميخايلوفيتش انه يأمل في "ارسالها الى ماغادان" المدينة الواقعة في اقصى شرق روسيا والتي كانت تضم معسكرات الاعتقال في العهد السوفياتي.
ولم يخف محامو الطيارة تشاؤمهم بعد الجلسة.
وقال مارك فيغين ان "ناديا سافتشنكو يمكنها ان تتوقع حكما باي عقوبة".
واضاف "اذا كانت هناك فرصة واحدة لتبرئتها بفضل شهرتها، فسننتهزها".
وسافتشنكو معروفة في اوكرانيا بصفتها جندية متمرسة على القتال.
وقد اكتسبت شهرة اوسع بعد اسرها من قبل السلطات الروسية في تموز/يوليو 2014 ثم اضراب طويل عن الطعام ونشر كتاب.
وسمحت لها شهرتها بانتخابها رمزيا نائبة في تشرين الاول/اكتوبر.
واعتبرت سافتشنكو "شريكة" في موت الصحافيين الروسيين ايغور كورنيليوك وانطون فولوشين اللذين قتلا بنيران قذائف الهاون في دونباس في حزيران/يونيو 2014.
ودعت كييف والمفوضية الاوروبية وواشنطن موسكو مرارا الى اطلاق سراحها.
وهذه هي المحاكمة الاولى لعسكري اوكراني في روسيا منذ بداية النزاع في شرق اوكرانيا بين القوات الموالية لكييف والانفصاليين الموالين لروسيا.
وكانت محكمة روسية في روستوف-نا-دونو في جنوب البلاد حكمت في 25 آب/اغسطس بالسجن 20 عاما على المخرج الاوكراني اوليغ سينتسوف بعد ادانته بالارهاب بسبب معارضته لضم شبه جزيرة القرم الى روسيا.
وقتل اكثر من 6500 شخص منذ ان بدأ المتمردون الموالون لروسيا حركة التمرد في نيسان/ابريل 2014، وفشل اتفاق هدنة في شباط/فبراير الماضي في وقف المعارك.
وتتهم كييف ومعها الغرب روسيا بتأجيج التمرد والمشاركة فيه، في حين تنفي موسكو تلك التهم.