العدد 4763 - الإثنين 21 سبتمبر 2015م الموافق 07 ذي الحجة 1436هـ

الحرب السورية تدفع لسحب بذور من قبو عالمي في القطب الشمالي

أدت الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سورية إلي سحب بذور لأول مرة من قبو (يوم القيامة) أو (سفينة نوح مملكة النباتات) الذي أقيم في كهف أسفل جبل ناء في الدائرة القطبية الشمالية لتخزين تقاوي المحاصيل الزراعية العالمية وتأمين الإمدادات الغذائية تحسباً لوقوع كارثة.

وطلب باحثون من منطقة الشرق الأوسط هذه البذور -ومنها عينات من القمح والشعير والمحاصيل الأخرى الصالحة الزراعة في المناطق القاحلة- لتعويض ما فقد من بنك للجينات قرب مدينة حلب السورية الذي دمر أثناء الحرب.

وقال المتحدث باسم صندوق المحاصيل الذي يدير قبو سفالبارد للتخزين الواقع على جزيرة نرويجية على مسافة 1300 كيلومتر من القطب الشمالي، برايان لينوف: "إن حماية التنوع الحيوي العالمي على هذا النحو هو بالضبط الهدف من قبو سفالبارد العالمي للبذور".

والهدف من هذا القبو الذي افتتح في العام 2008 على أرخبيل سفالبارد هو حماية تقاوي المحاصيل مثل الفول والأرز والقمح تحسباً لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة.

ويحتفظ القبو بأكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريباً وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربي من القبو فتظل العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد 200 عام على الأقل.

وظل بنك حلب للجينات والحبوب يعمل بصورة جزئية بما في ذلك وحدات التخزين الباردة على رغم الحرب لكن لم يعد بمقدوره القيام بدوره كمخزن طوارئ لإنتاج البذور وتوزيعها إلى دول أخرى لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الخبيرة بوزارة الزراعة النرويجية، جريث ايفين إن من طلب سحب البذور من القبو هو المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) الذي نقل في العام 2012 مقره من حلب إلى بيروت بسبب الحرب.

وقالت لـ "رويترز" إن ايكاردا طلب نحو 130 صندوقاً من بين 325 صندوقاً أودعها في القبو تحتوي على ما إجماليه 116 ألف عينة وأضافت انه سيجري نقل الصناديق فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية الخاصة بذلك.

وقالت إنها المرة الأولى التي يجري فيها سحب مثل هذه العينات من القبو ومعظم التقاوي الخاصة بمجموعة حلب من البذور ذات الخواص المقاومة للجفاف التي يمكنها إنتاج محاصيل تصمد أمام ظروف تغير المناخ في المناطق الجافة من استراليا وحتى إفريقيا.

وقتل زهاء 250 ألفاً في الحرب الأهلية بسورية التي مضى عليها أربع سنوات والتي أدت أيضا إلى تشريد 11 مليون شخص منهم 7.6 مليون نزحوا إلى مناطق أخرى داخل سورية.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً