قال مصدر حكومي وتعليقات بصحيفة الجيش الصيني إن الغضب يتزايد داخل القوات المسلحة الصينية إزاء قرار الرئيس شي جين بينغ خفض عدد القوات بواقع 300 ألف فرد وإن التغلب على المعارضة للأمر يحتاج إلى جهد كبير.
كان شي قد أصدر هذا الإعلان المفاجئ في الثالث من سبتمبر أيلول خلال عرض عسكري في بكين في الذكرى السنوية السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في آسيا. ومن شأن هذا الإجراء أن يقلص حجم أحد أكبر الجيوش في العالم بنسبة 13 بالمئة من 2.3 مليون فرد حاليا.
وقال مسئول حكومي يجتمع بانتظام مع كبار الضباط إن البعض داخل جيش التحرير الشعبي يشعرون أن شي تعجل في اتخاذ القرار دون مشاورات ملائمة خارج اللجنة العسكرية المركزية. ويرأس شي اللجنة التي لها السيطرة العامة على الجيش.
وقال المصدر لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "كان مفاجئا جدا."
وأضاف "يشعر الناس بقلق بالغ. الكثير من الضباط الأكفاء سيفقدون وظائفهم ومصادر أقواتهم. سيكون الأمر صعبا بالنسبة للجنود."
وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان أرسل لرويترز إن "القاعدة العريضة" من الضباط والجنود "يؤيدون بشكل قاطع القرار المهم للجنة المركزية للحزب (الشيوعي) واللجنة العسكرية المركزية ويطيعون الأوامر."
وذكرت الوزارة أن التخفيضات - وهي الرابعة منذ الثمانينات - ستكتمل تقريبا بنهاية العام 2017.
ويقول خبراء إن الخطوة هي على الأرجح جزء من خطط ترشيد تجري دراستها منذ فترة طويلة وشملت تغيير هيكل قيادة جيش التحرير الشعبي وزيادة الانفاق على القوات البحرية والجوية.
وبعد قرار شي نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) مقالا مطولا نقل عن بعض الجنود تأييدهم للقرار.
وذكرت شينخوا أن كل فرع من أفرع القوات المسلحة يعتقد أن خفض عدد القوات سيزيد معايير الكفاءة.
لكن نشرت تعليقات في صحيفة الجيش منذ ذلك الحين حذرت من أن تخفيض عدد القوات أمر صعب المنال. وعادة تنشر وسائل الإعلام الحكومية تعليقات تعكس رؤية المؤسسة التي تتبعها.
تأتي التخفيضات في وقت تزايد فيه الغموض الذي يكتنف الاقتصاد الصيني مع تباطؤ النمو وتعثر أسواق الأسهم بينما تنفذ القيادة إصلاحات اقتصادية مؤلمة لكنها ضرورية.
وفي السابق واجهت الصين احتجاجات من جنود بعد تسريحهم إذ شكوا من عدم وجود دعم لإيجاد فرص عمل جديدة أو مساعدة لحل مشاكلهم المالية.
وتحدثت تقارير عن وجود احتجاج لآلاف الجنود السابقين بشأن معاشات التقاعد على الرغم من أن وزارة الدفاع نفت أي علم بمثل هذه الواقعة.
ويعاني جيش التحرير الشعبي بالفعل من حملة يشنها شي على الفساد المستشري في الصين. وخلال الحملة جرى التحقيق مع عشرات الضباط ومن بينهم نائبان سابقان لرئيس اللجنة العسكرية المركزية.