قال مسئولان أمريكيان يوم أمس الإثنين إن روسيا بدأت تنفيذ مهام استطلاع بطائرات بدون طيار في أجواء سوريا فيما يبدو كأول عمليات عسكرية جوية لموسكو داخل سوريا منذ أن عززت وجودها العسكري في قاعدة جوية هناك.
ويسلط بدء موسكو رحلات مستخدمة طائرات بدون طيار الضوء على المخاطر التي قد يسببها قيام طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وطائرات روسية بعمليات في المجال السوري المحدود دون الاتفاق على تنسيق أو أهداف في الحرب الأهلية السورية.
وللبلدين اللذين كانا غريمين أيام الحرب الباردة عدو مشترك الآن هو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن واشنطن تعارض دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد وترى أنه السبب الرئيسي في الحرب الأهلية المستمرة من أربع سنوات ونصف.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق خلال إفادة صحفية حين سئلت عن تقرير رويترز وقالت إنه لا يمكنها مناقشة أمور تتعلق بالمخابرات. لكن الوزارة قالت إنها "على دراية كاملة" بما يجري على الأرض في سوريا.
واعترف البيت الأبيض أن نوايا موسكو ليست واضحة وأن آفاق زيادة الدعم العسكري الروسي للأسد تبعث على القلق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست "لقد أوضحنا جهرا وسرا أن زيادة الدعم للأسد رهان خاسر."
وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم نشر اسمه إن عدد الطائرات الروسية ذات الأجنحة الثابتة التي يقودها طيارون روس في القاعدة الجوية قرب اللاذقية معقل الأسد قد زاد بشكل كبير خلال الأيام الماضية.
وشمل ذلك قيام روسيا بنشر 12 طائرة هجومية متقدمة من الطراز فنسر و12 مقاتلة من النوع فروجفوت تستخدم للدعم الجوي القريب. هذا غير الدفعة الأولى من المقاتلات الروسية التي نشرت الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مطلع هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة ترحب بمشاركة روسيا في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. لكنه قال إن أزمة اللاجئين التي تزداد سوءا تؤكد الحاجة لإيجاد حل وسط قد يؤدي أيضا لتغيير سياسي في البلاد.
وقتلت الحرب الأهلية في سوريا ما يقدر بنحو ربع مليون شخص ولا يزال كثيرون يهربون من منازلهم بعدما فر أربعة ملايين لاجئ إلى خارج البلاد ونزح 7.6 مليون داخلها.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستمرار دعم بلاده العسكري للرئيس السوري بشار الأسد وهو دعم تقول روسيا إنه متوافق مع القانون الدولي.
ولم يتضح أيضا إن كانت موسكو ستستهدف في نهاية المطاف قوات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا وترى فيهم موسكو خطرا على الأسد مثل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
واتفق قادة عسكريون أمريكيون وروس يوم الجمعة الماضي على البحث عن سبل لتجنب أي تداخل غير مقصود. لكن تلك المناقشات وصفت بأنها لا تزال في البداية.
ولم يتضح إن كانت المحادثات الأمريكية الروسية قد تكتسب زخما إضافيا خاصة بعدما بدأت موسكو رحلات الطائرات بدون طيار.
وقال المسؤولان الأمريكيان إن العمليات الروسية بهذا النوع من الطائرات نفذت على ما يبدو انطلاقا من قاعدة عسكرية قريبة من مدينة اللاذقية التي نقلت إليها موسكو معدات عسكرية ثقيلة بينها مقاتلات وطائرات هليكوبتر مقاتلة وقوات من مشاة البحرية خلال الأيام الماضية.
وأضاف المسؤولان الأمريكيان أنه لم يتضح على الفور عدد الطائرات الروسية بدون طيار التي تشارك في مهام الاستطلاع أو نطاق مهامها.
وفي وزارة الخارجية الأمريكية اعترف المتحدث باسم الوزارة جون كيربي بوجود بواعث قلق من ارسال مثل هذه الطائرات الروسية إلى سوريا قائلا إنها زادت من تساؤلات بشأن ما إذا كان هدف موسكو في المقام الأول محاربة تنظيم الدولة الإسلامية أم "دعم نظام الأسد".
ويأتي الكشف عن أحدث التحركات الروسية داخل سوريا في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن اتفاق لتنسيق الأعمال العسكرية بشأن سوريا بغرض تجنب أي تبادل غير مقصود لإطلاق النار.
وبعد محادثات في موسكو مع بوتين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهما "اتفقا على آلية لمنع حدوث سوء تفاهم."