بدأ وفد يضم حوالى 150 من رجال الاعمال الفرنسيين برئاسة وزيرين اليوم الاثنين (21 سبتمبر/ أيلول 2015) في طهران مسعى اقتصاديا للعودة الى السوق الايرانية حيث المنافسة ستكون "شرسة" مع المجموعات الاجنبية الاخرى.
وسيجري "اضخم وفد اوروبي" يصل الى ايران في السنوات الاخيرة بحسب الاتحاد الفرنسي لارباب العمل (ميديف)، اتصالات مكثفة حتى الاربعاء مع القوى الاقتصادية في هذه السوق الواعدة التي تضم حوالى 80 مليون نسمة.
وصرح وزير الزراعة الفرنسي ستيفان لوفول ان "الرغبة الاستراتيجية" هي "العمل على المدى الطويل" في ما يتعلق بالوجود الاقتصادي الفرنسي في ايران.
وقد دشن لهذه الغاية مع سكرتير الدولة للتجارة الخارجية ماتياس فيكل مركزا لوكالة "بيزنس فرانس" في طهران.
ويهدف مكتب "بيزنس فرانس" الذي سيكون في حرم السفارة الفرنسية في وسط العاصمة الايرانية، الى مساعدة الشركات الفرنسية الراغبة في العمل في ايران وتقديم الاستشارات لها.
وهناك حوالى سبعين مكتب ل"بيزنس فرانس" في سائر ارجاء العالم.
واكد فيكل من جهته ان وكالة "بيزنس فرانس" تعتبر "من اركان الدبلوماسية الاقتصادية" الفرنسية، متمنيا ان يكون هذا المكتب محط "جذب خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة".
ونبه لوفول الى ان المجموعات الفرنسية تواجه "منافسة شرسة" من الشركات الاوروبية والاميركية الاخرى المهتمة بالسوق الايرانية المغرية.
وفي الواقع تتوالى الوفود الاقتصادية والتجارية الى طهران منذ التوقيع في 14 تموز/يوليو الماضي على الاتفاق التاريخي بشأن الملف النووي الايراني الذي يفتح الطريق امام رفع العقوبات الغربية المفروضة على ايران.
ولفت ايف تيبو دو سيلغي نائب رئيس ميديف الدولي ونائب رئيس مجموعة فينسي للبناء الى ان "ميزة" فرنسا هي "كفاءتها في مجال الابحاث العلمية التي يتوجب التركيز عليها لدى ابرام اتفاقات تعاون تقني" مع ايران.
واعتبر لوفول ان واقع ان فرنسا كانت شريكا تقليديا لايران يمثل ايضا ميزة، مضيفا "ان ما نريده هو التحفيز والارتكاز على ما هو قائم، وعلى ما يتوجب تطويره ثم الاستحداث ايضا في العلاقة".
وقد سجلت فرنسا تدهورا في مبادلاتها مع هذا البلد من اربعة مليارات يورو في 2004 الى 500 مليون في 2013، بتأثير من العقوبات الدولية المفروضة على طهران منذ 2006 بسبب برامجها النووية المثيرة للجدل.
وفي عداد رجال الاعمال ال150 المشاركين في الزيارة ممثلون لاكبر المجموعات الفرنسية في قطاعات النفط والسيارات والنقل او الصناعات الفاخرة.
وشدد عدد من اصحاب العمل هؤلاء الذين دعاهم لوفول وفيكل لنقل الرسائل التي يرغبون بها الى السلطات الايرانية، على ضرورة التذكير بانهم لم يغادروا قطعا ايران حتى وان اضطروا لتقليص انشطتهم بسبب العقوبات.
وشدد اخرون على الملكية الفكرية والنظام الضريبي وتسجيل النشاطات او حتى استئناف شركة الطيران اير فرانس للرحلات الجوية بين باريس وطهران.
كما تم التعبير عن بعض القلق بازاء القوانين الاميركية الممكن تطبيقها خارج الحدود الوطنية والتي قد تطاول شركات فرنسية في ايران.
وشدد فيكل من ناحيته على ضرورة" العمل بعمق على الشراكات" مع الحكومة والمؤسسات المحلية.
وقد تم توقيع اول عقد للتعاون الزراعي بين لوفول ونظيره الايراني محمود حجتي الذي اكد رغبته في "الاستفادة من خبرة فرنسا" بخاصة في ميادين تربية المواشي وانتاج الحبوب.
ويمكث الوفد الفرنسي حتى الاربعاء في ايران وسيتوجه الثلاثاء الى مشهد بشمال شرق البلاد.
وسيتوجه الرئيس الايراني حسن روحاني الى باريس في تشرين الثاني/نوفمبر كما اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاسبوع الماضي.
وكان وزير الخارجية لوران فابيوس نقل اليه دعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اثناء زيارته لطهران في تموز/يوليو.
وقد آثر فابيوس آنذاك زيارة ايران بدون فعاليات اقتصادية بغية اعطاء الانطباع ان فرنسا لا تسارع الى اقتناص الفرص فور توقيع الاتفاق النووي.