عندما نصاب بمكروه، وعندما لا نحصل على ما تمنيناه، يكون رد فعلنا بأننا مؤمنون بالله العلي العظيم، أو قولنا لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه مشيئة الله وبه نستعين. كل هذا يعكس علينا كمؤمنين تقبل الأمر أو الحادث، أو ما حصل لنا من مكروه. ولكن هل يمكننا الخضوع لما يحصل لنا من مشكلات صحية بأن نتقبلها ونسكت على ما أصابنا؟

الجواب بالتأكيد «لا»، كما قوله سبحانه وتعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وهو ما يعني أننا سنقاوم الإصابة، خصوصاً ما يصيبنا في أبداننا ونفسياتنا والتجاوب الفطري لذلك الألم أو الوعكة الصحية، باللجوء إلى العلاج بأخذ النصيحة من فرد مقرب ويفهم ما يقول عن ذلك المرض، والتصرف الأصح أن يلجأ للطبيب الموثوق الذي يحاول جاهداً أن يشخّص المرض ويوصف العلاج المناسب بعد أن يقوم بواجبه في التشخيص والتدقيق وطلب الفحوصات اللازمة للوصول إلى التشخيص الصحيح، وإذا عُرِفَ المرض عرف العلاج.

بعدها سيقوم الطبيب مشكوراً بإعطاء رأيه في المشكلة الطبية، ويبدأ طريقته في العلاج بعد أن يقوم بالشرح الكافي والتفسير المقنع لطبيعة المشكلة الطبية، وهل هناك احتمالات في التشخيص، وهل يحتاج لإجراء فحوصات أخرى وتحاليل أخرى للتأكد من صحة التشخيص.

أما العلاج فقد يحتاج إلى أدوية تؤخذ بالفم أو عن طريق العضل أو الوريد أو غير ذلك، وقد يستدعي العلاج إجراء عملية جراحية لاستئصال المرض أو أخذ عينات، وبالتأكيد فإن الطبيب أوالجراح لن يلجأ إلى هذه الدرجة من مراحل العلاج من دون أن يعطي الفرصة للعلاج والشفاء قبل التدخل الجراحي، ويلجأ إلى اقتراح العلاج الجراحي وأخذ عينات عندما لا يتأكد من تشخيصه، وهنا يأتي جواب المريض «زين دكتور أنا باخذ خيرة وأرجع لك»، وهو ما يدل على أن المريض غير واثق من خطة الطبيب العلاجية ويرفض العلاج، وذلك يعد هروباً من الواقع، غير أن للمريض الحق في أن يؤجل القرار للتفكير وأخذ رأي طبيب آخر، ولكن أن يترك الأمر لما ينتج عنه من خيرة وقد تأتي بالنهي، فمعنى ذلك الإمتناع عن العلاج، وذلك بعيد عن المنطق.

إننا نؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وهو يقول «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، فعلينا ألا نتهاون ونقبل بمصير الهلاك.