يتضايق كثيرون منه، ويشعرون بما يشبه الحكة في الأنف، ما يدفعهم إلى رغبة عارمة في قص شعر الأنف أو نتفه. نعم، نتفه من جذوره للتخلص من الإحساس بالضيق منه. النظرة تختلف بين شخص وآخر لشعر الأنف، فهناك من يراه مسبباً للإزعاج، وأخريات يرونه نقطة سلبية في الوجه، ويقف أمام السعي للجمال المنشود.
الطرفان يتفقان على إزالته قصاً أو بالإزالة من الجذور، وهو أسلوب أشد قسوة ومؤلم. ويصبح التخلص منه بتلك الطرق عادة تمارس بشكل دوري.
مثلث الموت
يعتبر الدكتور محمد أوز، هذه العادة سيئة جداً، ولها عواقب وخيمة جداً، خصوصاً أنها تمارس في منطقة «مثلث الموت»؛ أي المنطقة التي يشكل الفم قاطعتها، ورأسها أعلى الأنف عند الجبين.
وأوضح الدكتور أوز أن سحب الشعر من هذه المنطقة يمكن أن يدمي مكان جذر الشعر، وهو ما يهيئ الطريق أمام البكتيريا للوصول للأوردة في منطقة الوجه التي تفتقر إلى صمامات وقائية. وينتج عن دخول البكتيريا للأوردة الإصابة بالتهابات في أماكن أخرى في الجسم. ويتضاعف الخطر إذا وصلت الالتهابات للدماغ، كما أنه يمكن أن يتسبب ذلك في انسدادات في الأوردة تؤدي إلى مشكلات أكبر.
وشدد موجهاً كلامه لمن يمارسون هذه العادة، على ضرورة الإقلاع عن هذه الممارسة.
ولخبيرة الصحة النفسية، تسنيم إبراهم، وجهة نظر أخرى، فتقول إن نتف شعر الأنف طوال اليوم يدل على وجود اضطراب نفسي يطلق عليه «السحجة» أو اضطراب قهري يدفع المصاب به للإضرار بالجلد، وهو شبيه بالسلوك المتكرر (BFRB) الذي يركز على الإضرار بشكل إلزامي بالمظهر الجسدي أو التسبب في إصابات جسدية.
وتواصل إبراهم من فريق مجموعة «TrichStop» المهتمة بتثقيف المتضررين من نتف الشعر شرحها، قائلة: «حتى تعرف أنك مصاب بهذا الاضطراب هناك مؤشرات؛ الأول، فشلك في الإقلاع عن هذه الممارسة، والثاني، الشعور بالراحة إذا نتفت الشعر». وأضافت أن «الممارسة في حد ذاتها، هي آلية للتعامل مع المشاعر الصعبة أو القلق، وقد يمارسها الشخص إذا شعر بالملل أثناء مشاهدة التلفاز، أو أثناء القراءة. وهذه العادة تلازمه فيمارسها في العمل وحتى خلسة في الأماكن العامة».
وترجع إبراهم سبب هذا السلوك إلى مرور الإنسان بحوادث ضاغطة، كالاعتداء، أو النزاعات العائلية، أو تغير في الروتين، أو وفاة في العائلة، أو ما شابهها. وقد يكون أيضاً استجابة لظروف الصحة العقلية المرضية مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب.
لا تنتفه أبداً
وتؤكد أن النتائج السلبية لهذا السلوك أوسع مما ذكره د. أوز، مبينة أنه «يمكن أن يتسبب نتف الشعر بإحداث تغييرات هرمونية أو تغيرات بعوامل وراثية وبيئية. أما على الصعيد النفسي أو الاجتماعي فقد يؤثر ذلك بالسلب على احترام الذات، ويؤثر على العلاقات مع الزملاء. ومن المحتمل أن يكون المصاب بـ «اضطراب السحجة» موضع سخرية من الأهل والأصدقاء إذا كانوا يكرهون هذه العادة».
وحثت أبراهم المصابين بالمسارعة في الحصول على العلاج والدعم للتخلص من الآثار المدمرة لسحب الشعر الأنف.
وللتخلص من الضيق الذي يسببه طول شعر الأنف نصح د. أوز بقص ما يخرج منه عن حدود الأنف بمقص ذي رؤوس مدورة، أو بجهاز الحلاقة الخاص بالأنف، وتجنب نتف الشعر بأي حال من الأحوال.
العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ