العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

كيف نستعد للحج؟

فاطمة المرزوق - أخصائية علاج طبيعي مركز علاج للعلاج الطبيعي 

20 سبتمبر 2015

قال تعالى: «وَلِلّهِ عَلَى النّاس حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ» (صدق الله العلي العظيم). يجتمعُ هذه الأيام أكثر من مليوني مسلم من مختلف بقاع الأرض في بقعةٍ واحدة وهي مكة المكرمة، لأداء فريضة الحج، التي هي من أعظم الشعائر في الإسلام.

ومما لا شك فيه أن الحاج يتعرضُ إلى ضغوط جسديةٍ عالية تلزمه مجهوداً عضلياً مُضاعفاً عمّا اعتاد عليه كالمشي لمسافاتٍ طويلة، الصعود إلى أعلى الجبل، النوم على المراتب غير المريحة، حمل الأمتعة وإنزالها من مختلف المستويات.

لذلك، فإن تهيئة الحاج لنفسه قبل موسم الحج يُعتبر من الضروريات; تجنباً لأيِّ إصاباتٍ عضلية مُفاجئة كتمزق العضلات، حالات الشدّ أو آلام المفاصل.

فقبل الذهاب للحج بأربعة أسابيعَ على الأقل ابدأ بعمل الآتي:

- مُراجعة الطبيب لعمل فحوصات شاملة كقياس الضغط وتحليل الجلوكوز منعاً لأية عوارض صحية هناك.

- مراجعة اختصاصي العلاج الطبيعي قبل السفر في حال وجود مشكلات في العضلات أو المفاصل.

- استبدال المصعد الكهربائي بالسلالم، فهي على المدى البعيد تعمل على تحسين الدورة الدموية وتقوية عضلات الحوض والفخذين، إضافة إلى خفض الجهد على القلب.

- البدء بالمشي لمدة 15 دقيقة يومياً حتى الوصول للمشي لمدة 45 دقيقة بكل سهولة.

- ممارسة تمارين الاستطالة لعضلات الفخذين والساقين قبل المشي، فهي تعمل على شدّ ومطّ العضلات لتهيئتها للمشي.

- ممارسة تمارين التنفس؛ من أجل رفع مستوى الجهاز التنفسي وتقوية عضلات القفص الصدري، وهو ما يعمل على زيادة الكفاءة الوظيفية له.7- معرفة الطريقة السليمة لرفع الحقائب الثقيلة، فعند الإنحناء لابد من ثني الركبتين مع المُحافظة على الظهر مُستقيماً وجعل الثقل المحمول قريباً من الجسم، ولا بأس بطلب المساعدة من الآخرين.

ومن الضروريات التي لابدّ للحاج أن يعرفها عند الوصول لمكة المكرمة كذلك وأثناء التواجد في منى والمبيت في مزدلفة، أنه قد لا يتسنى الحصول على مراتبَ طبيةٍ أو مريحة، ولكن لابد من النوم بالطريقة الصحيحة تجنباً لأية آلامٍ عضلية، حيثُ يمكن للحاج أن ينام على أحد الجانبين مع وضع المخدة بين الرجلين، أو النوم على الظهر مع وضع المخدة تحت الركبتين. مع مراعاة استخدام مخدة مريحة للرقبة ليست بالقاسية ولا اللينة، وذلك من أجل الحفاظ على الإنحناء الطبيعي في الرقبة منعاً لأيّ شدٍّ أو ألم.

ومن الأمور المهمة كذلك، والتي لابدّ من معرفتها، هي كيفية استخدام الكمادات، ومتى يتم استخدام الباردة أو الحارة، فعند حصول أي إصابة جديدة لابدّ من استخدام الكمادات الباردة أو الثلج لمدة لا تزيد على 15 دقيقة لتمنع أي انتفاخ ولتقليل الألم كذلك، مع مراعاة وضع طبقة عازلة بين الكمادة والجلد منعاً لحصول أي حروق أو مضاعفات. بينما الكمادات الحارة فهي تُستخدم لحالات الألم المزمن.

ولابدّ أن نؤكد ضرورة مُراجعة الطاقم الطبي المتواجد هناك من أجل الاستشارات الطبية منعاً لتفاقم أية مشكلة.

مع تمنياتنا لجميع الحجاج بالتوفيق في أداء مناسك الحج بصحةٍ وعافية، وأن يعودوا إلى ديارهم غانمين سالمين إن شاء الله.

العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً