النسيان معضلة نعاني منها جميعاً بدرجات متفاوتة! نحن نميل عادة لنسيان الأشياء التي ليست مهمة بالنسبة إلينا، ونتذكر الأشياء المهمة مثل أسماء والدينا. النسيان هو أمر شائع جداً مع تقدم الإنسان في السن. العديد من الحالات يمكن أن تُعالج، وعلى رغم من ذلك إلا أن الناس عادة ما تخشى الأسوء عندما يصبح فقدان الذاكرة أكثر وضوحاً. وعلى رغم أنه يمكن أن يكون مخيفاً ومبدلاً لحياة الناس، إلا أنه ليس دائماً يرجع إلى الخرف أو مرض الزهايمر. تتضمن الأسباب التي يمكن تداركها وعلاجها الاكتئاب وخمول الغدة الدرقية. الخرف هو الشكل الأكثر خطورة من مشكلات الذاكرة، ويمكن أن يكون نتيجة العديد من الأمراض مثل الزهايمر أو الجلطات الدماغية. إذاً، ما أعراض وأسباب فقدان الذاكرة؟ كيف يمكننا منع ذلك أو إبطاء الأعراض؟ وما العلاج المتوافر؟
متى يساورني الشك في أنني أعاني من ضعف الذاكرة أو أن أحد أفراد أسرتي لديه المشكلة نفسها؟
تشمل أعراض فقدان الذاكرة ما يأتي، وفي حالة وجود أي شك، يجب عليك التحدث إلى طبيبك في أقرب وقت ممكن:
• التكرار وطرح السؤال نفسه مراراً وتكراراً.
• الخلط بين الكلمات: على سبيل المثال، أن تقول ورقة بدلاً من قلم.
• نسيان الكلمات الشائعة وصعوبة إيجاد الكلمة الصحيحة عند التحدث.
• بطء عام في استكمال المهمات المألوفة: على سبيل المثال إتباع وصفة طبخ.
• التغيرات المفاجئة في المزاج من دون سبب واضح.
• وضع الأشياء في أماكن غير صحيحة: مثل وضع المفاتيح في الثلاجة.
• صعوبة في إتباع الاتجاهات.
• أن يتوه الشخص أثناء القيادة أو المشي في مكان مألوف عادة.
• إظهار سلوك غير عادي أو غير مناسب.
• الهلوسة والإصابة بجنون الارتياب مثل إتهام أشخاص بالسرقة.
كيف يقيّم طبيبك فقدانك للذاكرة؟
يقوم الطبيب بإجراء اختبارات للحكم على مدى ضعف الذاكرة ويجري اختبارات الدم والأشعة بناء على الشكوك لتشخيص السبب. كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة، ويفضل أن تكون مصحوباً بأحد الأقرباء للمساعدة في المقابلة. ويمكن أن تشمل الأسئلة:
• متى بدأت مشكلات الذاكرة لديك؟
• ما تاريخك المرضي والأدوية التي تتناولها، وهل هنالك أي تغييرات جديدة؟
• كيف يؤثر ضعف الذاكرة على حياتك من حيث الأداء اليومي؟
• ماذا فعلت للتعامل مع مشكلات الذاكرة، وهل ساعدك ذلك؟
• هل تشرب الكحول؟
• هل أصيب رأسك مؤخراً أو كنت مريضاً؟
• هل شعرت في الآونة الأخيرة بالاكتئاب أو القلق؟
• هل عانيت من ضغوط أو حوادث مرهقة في حياتك؟
• ما روتينك اليومي، وكيف تغير في الآونة الأخيرة؟
ما هي أسباب فقدان الذاكرة؟
يمكن تصنيف أسباب فقدان الذاكرة إلى أسباب قابلة للعلاج وأخرى مستعصية.
معظم الأسباب قابلة للحل والعلاج، وبالتالي فإن الحل يكمن في الإسراع في الحصول على الرعاية الطبية والعلاج.
كيف يتم علاج فقداني للذاكرة، وكيف يمكنني التعامل مع هذا الأمر؟
يتوقف العلاج على تشخيص السبب. و يتم التعامل مع الأسباب التي يمكن علاجها حسب الحالة. على سبيل المثال، استخدام مضادات الاكتئاب لفقدان الذاكرة الناجم عن الاكتئاب. الجزء الأكثر أهمية للتعامل مع فقدان الذاكرة هو ما تحصل عليه من طمأنة من طبيبك. ولا يجب أن تتأخر في طلب المشورة الطبية، حيث إن عدم تقبل الوضع، والقلق بشأن حالتك، يمكن في الواقع أن يسبب تفاقم الأعراض الناجمة عن المرض.
ويرتبط العلاج والتعامل مع الحالة بسبب فقدان الذاكرة، حيث يلعب العلاج الطبي والنفسي دوراً رئيسياً، ويشمل الأساليب الأخرى مثل الملاحظات الورقية وأدوات التذكير. كما أن دعم الأهل والأحباء أيضاً مهم جداً.
إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من فقدان الذاكرة، فسيكونون بلا شك قلقين جداً وخائفين بسبب هذا الأمر.
معظم الظروف تؤدي إلى فقدان الذاكرة للحوادث الجديدة بينما تبقى حوادث الماضي سليمة مثل أسماء الوالدين. لذا يميل المرضى إلى العيش في الماضي، وهنا التذكير اللطيف والمستمر مهم للغاية. يجب أن تبقى المعلومات الجديدة بسيطة وتتكرر في كثير من الأحيان.
التمسك بالروتين أيضاً مفيد جداً، ويسمح للمريض أن يشعر بالراحة والأمان بفعل شيء مألوف كل يوم. تجنب فقدان أعصابك أو إخبار المريض أنك ذكرت الشيء نفسه مرات عدة في السابق لعدم إحراجه وإعاقة علاجه.
وتشمل الأساليب الأخرى استرجاع الذكريات وعلاج التحفيز الإدراكي.
وعموماً، يمكن أن يكون التعامل مع فقدان الذاكرة صعباً جداً، ولكن مع الدعم الجيد من الدائرة المحيطة بالمريض، يمكن للمرء أن يحقق حياة أفضل.
العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ
