العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

عمليات السمنة تساعد على الشفاء

إرادة المريض أقوى أداة علاجية .. د. القيم:

وباء من نوع جديد اجتاح المجتمعات البشرية في العقود الماضية، الأطباء والمختصون شخصوا أسباب الوباء والتي لا تندرج تحت البكتيريا أو الجراثيم أو غيرها من الكائنات المجهرية التي فتكت بالبشر في القرون الماضية. السمنة أو كما يحلو للكثير من الأطباء والمختصين أن يطلقوا عليها «وباء العصر» لإنتشارها الكبير والمطرد الذي يأتي من نمط الحياة العصرية التي نعيشها بين قلة نشاط وغذاء غير صحي.

السمنة وطرق علاجها كانت عنوان لقاء الوسط الطبي مع استشاري الجراحة العامة والمناظير في مستشفى ابن النفيس د .علي ميرزا القيم الذي أكد أن ما يقدموه من علاج يساعد على التخلص من السمنة، ويبقى المريض هو العامل الأساس في التخلص منه للأبد.

من هو السمين / السمينة؟

افتتح د. القيم اللقاء بتعريف السمين، وقال: «هناك معايير صحية تحدد ما إذا كان الشخص مصاباً بالسمنة أم لا، منها إذا زاد الوزن عند الرجل بـ 20 % عن المعدل الطبيعي يعد سميناً، أما إذا تجاوزت المرأة 25 % من معدل وزنها الطبيعي فتعتبر سمينة». وأضاف: «معيار قياس كتلة الجسم (BMI) هو مؤشر البدانة الذي نعتمد عليه في تصنيف المريض. فإذا كانت كتلة الجسم بين 18.5 و 24.9 درجة يعد الوزن في معدلاته الطبيعية، وإذا تجاوزه فهناك تقسيمات أخرى».

وبيّن: «تجاوز المعدل الطبيعي للوزن ينقسم لخمس فئات تحدد نوعية إصابته بين زيادة الوزن إلى السمنة المفرطة. التصنيف يساعد كثيراً في تحديد الطرق المناسبة للعلاج».

ولفت إلى أن للسمنة العديد من المخاطر أثبتتها الكثير من الدراسات والإحصاءات الطبية فتقف خلف الإصابة بأمراض القلب، والسكر، والضغط، ناهيك عن الآلام التي تحدثها في الجهازين العضلي والعظمي. وزاد أن هناك بعض الدراسات التي تجرم السمنة بوصفها جاذبة للأورام السرطانية كسرطان القولون، والثدي، والبنكرياس، والمعدة، فكشفت دراسة بريطانية أن السمنة تقف خلف الإصابة بـ 17 ألف حالة.

الخليج يتصدر للأسف

وعن إنتشار السمنة في البحرين، أوضح د .القيم أن دول مجلس التعاون الخليجي تقع في صدارة القائمة العالمية لأكثر البلدان انتشاراً في معدلات السمنة للأسف، فتأتي الكويت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية وقد تفوقها أحياناً، وتأتي السعودية بعدها ثم تليها البحرين ثالثة في الترتيب الخليجي.

وعزا انتشار السمنة في دول الخليج بهذا الشكل الكبير والمتزايد إلى نمط الحياة العصرية السائد كسبب رئيسي، وانتشار ثقافة تناول الأطعمة سريعة التحضير التي غالباً ما تكون مشبعة بالدهون المضرة، والأغذية الغنية بالسكر وهذا ما يتسبب بتناول سعرات حرارية أكبر من المعدل الذي يحتاجه الجسم. ودلل قائلاً: «نشرت إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة في البحرين دراسة تفيد أن احتياجات الشخص الطبيعي من السعرات الحرارية تبلغ 1.7 ألف سعرة حرارية في اليوم، أما الشخص الحركي الذي يمارس الرياضة، أو يعمل في أعمال تتطلب الكثير من الحركة فأنه يحتاج 1.8 سعرة حرارية. وكشفت الدراسة أن متوسط تناول السعرات الحرارية لدى البحرينيين تبلغ 2.9 ألف سعرة حرارية في اليوم».

وأكمل: «هناك احصائية أجريت في عام 2010 أن 80 % من النساء في البحرين مصابات بزيادة في الوزن، وتبلغ النسبة بين الرجال 55 %».

نساعد على الشفاء

وفي الإتجاه المقابل لإنتشار السمنة بسرعة هناك تنامي وتطورات هائلة في العلاجات التي تساعد في الشفاء من المرض والتخلص من مضاعفاته. وأوضح د. القيم زميل الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا أن هناك برامج علاجية متعددة لعلاج السمنة – وهي آخذة في التطور بشكل مستمر – وكل طريقة تناسب درجة معينة من درجات السمنة التي يحددها معدل كتلة الجسم.

ولفت إلى أن جراحات السمنة ليست العلاج الوحيد، وليست حلاً سحرياً، إذ أن أول خطوات العلاج أن يتحلى المريض بإرادة قوية للتخلص من المرض والصبر على أي برنامج علاجي سيخضعه الطبيب له.

وفيما يخص العمليات الجراحية، قال: «قبل الخضوع للعمليات الجراحية يقيم المريض ويخضع لبرامج علاجية تبدأ بالبرامج الغذائية والأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى عمليات بالون المعدة التي تساعد على انقاص الوزن وإذا لم تفلح كل هذه البرامج يقترح الطبيب على المريض الخضوع لعمليات السمنة الجراحية ويبقى الإختيار للمريض».

وأضاف: «هناك ثلاث أنواع لعمليات السمنة وهي تدبيس المعدة (التكميم الطولي للمعدة)، تحويل مسار الجهاز الهضمي عبر قص جزء من الأمعاء الدقيقة، أو تحويل المسار المصغر. وشهدت العمليات تطوراً كبيراً على صعيد النتائج الإيجابية التي تحدثها وارتفاع نسب الأمان فيها».

وأكد أن نسب الأمان في هذه العمليات مرتفعة جداً فقد كشفت الدراسة أن نسب المضاعفات لهذه العمليات تبلغ أقل من 0.5 %. موضحاً أن أي عملية جراحية مؤهلة لحدوث المضاعفات فيها لكن التقدم الكبير في عمليات السمنة والعناية الطبية تقلل من آثار هذه المضاعفات إن حدثت.

وزاد د. القيم: «أن الطبيب يقترح على المريض الذي تبلغ كتلة جسمه 35 وأكثر إجراء العملية التي تتناسب مع وضعه الصحي، ويحول الملف لطبيب التخدير الذي يقرر مدى ملاءمته للعملية. وبعد إجراء العملية يخضع لرصد دقيق لحالته خلال 24 – 48 ساعة بعد العملية، وتتم متابعة حالته مرة كل أسبوع في الشهر الأول، ثم مرة في الشهر خلال عام أو عامين».

المعايير تتبدل

وعاد استشاري الجراحة العامة والمناظير في مستشفى ابن النفيس ليؤكد أن هذه العمليات تساعد المريض في التخلص من السمنة وتبقى سلوكيات المريض ونمط حياته هما العاملان الرئيسيان في نجاح العلاج على المدى البعيد. مشيراً إلى أن المرضى الذين أجروا عمليات السمنة قد يصابون بها مجدداً.

وتوقع في المستقبل أن تتعدل معايير إجراء عمليات السمنة ليصبح من تصل كتلة جسمه إلى 32 مؤهل لإجرائها، وكذلك للأطفال في سن الـ 12 سنة. وقال: «حالياً ليس هناك إقبال على إجراء هذه العمليات لمن هم دون الـ 18 سنة في مجتمعنا مع أنها تجرى في دول أخرى وأثبتت نجاحها ونتائجها الإيجابية».

وأضاف: «لا يفوتني أن أذكر أن عمليات السمنة تسهم في الشفاء من مرض السكري بنوعيه الأول والثاني بنسب كبيرة تبلغ بنسبة تصل لـ 80 % من المصابين بداء السكر النوع الثاني، ومرض الضغط بنسب تتراوح بين 60 – 70 %».

ودعا إلى أهمية أن يتخذ الناس ممارسة الأنشطة البدنية، والغذاء الصحي نمط حياة يمارس. ويبتعدوا عن ما يسبب الخمول والأغذية الغنية بالدهون والسكريات.

العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 2:07 م

      موفق

      موفق دكتورنا

    • زائر 12 | 8:20 ص

      كلام سليم

      نبا محاضرات لأطفالنا عن السمنه و زيادة الوزن جان الله يهديهم و يتركون هالمينو و الخرابيط عنهم

    • زائر 11 | 8:17 ص

      حياتي اتغيرت الحمدلله

      الحمد لله اني سويت هالعمليه و ناجحه تماما أنصح فيهه للي عندهم إرادة للتغيير

    • زائر 10 | 7:11 ص

      الملابس ليهه دور ايضا

      الملابس ليهه دور في زيادة الوزن (الثوب و العباية)
      دكتور نحتاج توعيه للاطفال في المدارس بخصوص السمنه و مشكور

    • زائر 9 | 7:09 ص

      موضوع ممتاز

      السمنه فعلا مرض يجب القضاء عليه

    • زائر 7 | 6:49 ص

      فشار حتى في الاكل

      فعلا اللفشار في الأكل صار موضه و النتيجه معروفه الله يساعدك دكتور و عالقوه

    • زائر 6 | 6:47 ص

      خوش موضوع

      خوش موضوع نشكر الجريدة و الدكتور بس نحتاج نصائح لسمنه الاطفال

    • زائر 5 | 6:45 ص

      وينها الارادة؟

      آخخخخ عالارادة ما موجودة مادام المحبوس حاضر

    • زائر 4 | 6:44 ص

      الاسعار لو سمحت

      شكرا دكتور بس ياريت حطيت لينه الأسعار و لو بالتقريب

    • زائر 3 | 6:40 ص

      المطاعم هي السبب

      الكل صار محتاج لهالنوع من العمليات و السبب المطاعم و التفاخر عند تصوير الطعام ،مشكور دكتور و يا ريت الكل ياخد بالنصيحه

    • زائر 2 | 6:37 ص

      شكرا

      شكرا لأن من زمان كان ودي اروح للدكتور للاستشارةو لكن التخوف من العمليات هو اللي منعني ..الآن عرفت أنواع العمليات و أن شاء الله خير

اقرأ ايضاً