العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ

«المانع» رئة للطفل الخديج

د. عبد المحسن: تطور مستمر في قسم الأطفال بالمجموعة

«سُئلت إحدى الأمهات.. من تحبين من أولادك؟ قالت: مريضهم حتى يشفى، وغائبهم حتى يعود، وصغيرهم حتى يكبر، وجميعهم حتى أموت». التوزيع للحنان والحب والرعاية من قبل الأم لأولادها يتوافق مع حاجة كل واحد منهم للرعاية. الحكمة الصادرة من الأم العطوفة لها أبعاد عدة فعلى صعيد الصحة، المريض بلا شك يحتاج لرعاية خاصة تساعده للتماثل بالشفاء.

مجموعة مستشفيات المانع تشاطر الأم حكمتها فيما يتعلق برعاية الطفل المريض، وتأسيساً على حكمة الأم العطوفة خصصت جزءً من خدماتها الصحية لرعاية الأطفال منذ أولى لحظات الولادة وحتى سن الرابعة عشر.

المجموعة تدرك جيداً دورها الريادي في القطاع الصحي فحرصت على مضاعفة خدماتها استجابة للثقة الكبيرة التي أولتها إياها وزارة الصحة السعودية، وبعض المستشفيات الخاصة عبر تحويل مجموعة من مرضاهم الصغار لتلقي العناية الطبية اللازمة لدى مستشفيات المانع.

الثقة التي حظيت بها المجموعة لم تأتِ من فراغ، فقد اجتهد راسمو سياسة المجموعة على تزويد قسم الأطفال بفريق طبي متخصص كل في مجال من قسم العناية بالأطفال الخدج «المبسترين» (وهم الأطفال ناقصو النمو نتيجة الولادة المبكرة) وحتى مرحلة ما قبل البلوغ، ودعمهم بأحدث التقنيات الطبية، وأمهر فرق الخدمات المساندة.

إستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة د. أسامة عبد المحسن يستعرض خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها المجموعة للأطفال، في لمحات سريعة تكشف مقدار العناية التي تبديها المجموعة تجاه تطبيب الأطفال في لقاء مع «الوسط الطبي».

خدمات شاملة

بدأ د. عبد المحسن حديثه قائلاً: «اكتسبت المجموعة الطبية سمعة جيدة في مجال الرعاية الطبية للأطفال والتي جاءت بإستحقاق لأن المشفى حرص على استقطاب أمهر الأطباء المدعومين بفرق طبية ماهرة، مع التزويد الجيد بالتقنيات الحديثة، ناهيك عن المرافق المصممة وفقاً لأرقى المعايير».

وأضاف: «قسم طب الأطفال في المجموعة يتكون من عدة أقسام أولها العيادات في جميع التخصصات، ثانياً قسم رعاية الأطفال الخدج وحديثي الولادة والذي يشمل قسماً خاصاً للعناية المركزة للأطفال الخدج، وآخر للأطفال حديثي الولادة مزود بحاضنات لرعايتهم». وأكمل: «هناك أيضاً أقسام للأطفال الأكبر عمراً، وحرصت المجموعة على إنشاء قسم خاص للأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة يتميز بمتابعته حالة هؤلاء الأطفال من سن مبكرة حتى مراحل متقدمة من العمر. ولم تغفل الإدارة إنشاء أقسام خاصة بالأمراض العصبية والنفسية. ولا يفوتني أن أذكر قسم جراحة الأطفال، ويسند كل هذه الخدمات مركز للتطعيم يقدم جميع أنواع التطعيمات التي يحتاجها الطفل إضافة لبعض التطعيمات الخاصة كالتطعيمات المحصنة عن الأمراض خلال فترات السفر».

«المانع» رئة الطفل الخديج

ومن واقع التخصص ركز د. عبد المحسن وهو زميل الكلية الملكية لطب الأطفال في المملكة المتحدة في حديثه على قسم الأطفال حديثي الولادة باعتباره من الأقسام المهمة والتي تحتاج لمقدرات خاصة على صعيدي الخبرات الطبية والتقنيات.

د. عبد المحسن أشار إلى أن الأطفال الخدج يحتاجون رعاية خاصة جداً، مرجعاً ذلك إلى أن ولادتهم المبكرة تجعلهم ناقصي النمو مما يعني الحاجة المستمرة للرعاية في الحاضنات حتى يكتمل نموهم ويصبحوا قادرين على الإعتماد على أنفسهم بشكل أكبر.

ومن المعروف أن أغلب الأطفال الخدج يولدون ناقصي نمو الرئة وهي المحرك الأساسي في عملية التنفس التي تزود أعضاء الجسم بالأوكسجين، وتسبب قلة نسب الأوكسجين نتائج كارثية على الجسم ولا سيما الدماغ الذي قد يتضرر ويسبب إعاقات عقلية وجسمية للطفل المصاب -لا قدر الله- ترافقه طول حياته.

يعود د. عبد المحسن ليكمل: «قسم الرعاية المركزة لحديثي الولادة يعتبر أيقونة الخدمات الطبية للأطفال في المجموعة لما يقدمه من خدمات ضرورية وهامة بسرعة فائقة ومهنية عالية تساهم في إنقاذ حياة الأطفال وتحسين جودة حياتهم. فالأطفال الخدج يحتاجون لحاضنات تساعدهم على التنفس ريثما يكتمل نمو الرئتين لديهم. والحاضنات في المجموعة وأجهزة التنفس الصناعي تعد الأحدث، منها على سبيل المثال الجهاز التنفسي سريع التذبذبات». ويضيف: «الرعاية في هذا القسم تقدم عبر فريق طبي متكامل - من الطبيب حتى الممرضيين - يولي الطفل عناية فائقة متواصلة ومستمرة حتى تظهر النتائج أنه يستطيع ممارسة أنشطته الحيوية دون الحاجة للحاضنة».

رعاية أبعد من الحضانة

ولفت إلى أن الرعاية لا تقف عند إنتهاء فترة الحاضنة الصناعية بل تمتد لفترات طويلة عبر المتابعة الدورية مع طبيب الأطفال المختص للتأكد من عدم تعرضه لأي إنتكاسات سلبية على صحته أو معالجتها إذا حصلت في وقت مبكر لا سمح الله.

وأوضح إستشاري الأطفال وحديثي الولادة بأن الأطفال حديثي الولادة أو الخدج بطبيعة الحال قد يصابون بمضاعفات صحية تؤثر على النطق لديهم أو بعض الوظائف الحيوية الأخرى المتعلقة بالحركة أو المهارات العقلية. وقال: «هنا يستعين الطبيب في المجموعة بفرق المساندة في المستشفى من إخصائيي العلاج الطبيعي، وإخصائيي التخاطب، والتغذية، وغيرهم. كل يقوم بدوره فعند ملاحظة أي مشاكل في الجهاز الحركي يحول لإخصائيي العلاج الطبيعي الذي يعمل جاهداً للوصول مع الطفل لأفضل النتائج المرجوة. وكذا الحال إذا لوحظت أي مشاكل في النطق فيتولى إخصائي التخاطب علاجها».

وأضاف: «أما التغذية فهي من الأمور الضرورية والحيوية التي يعمل إخصائي التغذية لدينا على تثقيف الوالدين بهذا الشأن وتزويدهم ببرامج الغذاء الصحية المناسبة للطفل في مراحل حياته المتعددة».

تدخل المشرط ضرورة

إستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة د. أسامة عبد المحسن أكد دور جراحي الأطفال في علاج الكثير من الحالات المرضية للأطفال وإنقاذ حياتهم في كثير من الأحيان. وقال: «يولد بعض الأطفال بتشوهات خلقية بعض منها يكون خطير ويجب معالجته بشكل فوري خصوصاً في الرئتين والكلية والأمعاء، فإنسداد الأمعاء يؤدي للوفاة – لا قدر الله – إذا لم يعالج في أول ساعات الولادة». وبيّن أن الفريق الجراحي مستعد دائما للتدخلات بشكل سريع كما أنه مدعوم بفريق طبي متكامل من ممرضين ذوي خبرة في هذا المجال وغرف عناية مركزة لملاحظة الطفل بعد العملية.

وكشف عن الثقة الكبيرة التي يحظى بها قسم جراحة الأطفال حديثي الولادة في مجموعة مستشفيات المانع، وقال: «نستقبل في المستشفى الكثير من الحالات التي تتطلب عمليات جراحية من مستشفيات خاصة لعدم وجود الخدمة فيها، كما نستقبل أطفالاً من مستشفيات حكومية نتيجة لتجاوز أعداد المحتاجين للعمليات طاقتها الإستيعابية».

وأرجع الثقة التي تحوزها المجموعة إلى الخطط الإستراتيجية التي تضعها المجموعة للرعاية الصحية للأفراد من مختلف الفئات العمرية، والإستعداد لتقديم أعلى الخدمات جودة. وأضاف: «ويمكن ملاحظة ذلك عبر مثال بارز وهو قسم الأمراض المزمنة الذي خصصت له وحدة تشغل دور كامل في إحدى مستشفيات المجموعة، مزودة بفريق طبي من أطباء وممرضين، وإخصائيي علاج طبيعي، وإخصائيي النطق «التخاطب»، وإخصائيي تغذية، وإخصائيين إجتماعيين لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة».

وقال: «أن الفريق المعالج لا يكتفي بمعالجة الطفل بل يتعدى ذلك لتدريب الوالدين على الطرق الصحيحة في التعامل مع الطفل سواء على الكلام أو الحركة، وتزويدهم ببرنامج غذائي صحي للطفل». وأكد أن البرامج العلاجية المقدمة للأطفال تسهم بشكل كبير في دعم الوالدين نفسياً عبر رفع القلق الذي يعيشانه بسبب الحالة الصحية لابنهم المريض.

مضاعفة الجهود عمل مستمر

وعن ما ستطرحه المجموعة في المستقبل، قال عضو الكلية الملكية للأطباء في لندن د. أسامة عبد المحسن: «رفعت المجموعة طاقتها الإستيعابية للضعف فيما يخص أقسام طب الأطفال مع افتتاح البرج الطبي لمجموعة المانع في الخبر، ففي قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة والخدج قفز عدد الحاضنات من 12 - 22 حاضنة، أما بالنسبة لوحدة الرعاية طويلة الأجل فارتفع عدد الأسرة من 12 – 24 سريراً، كما تم تخصيص دور كامل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كما أسلفت، وقِس على ذلك».

على صعيد آخر قال: «في ظل إلتزام المجموعة تجاه مجتمعها المحلي تنظم العديد من الفعاليات الصحية المتعددة والتي تهدف لرفع مستوى التثقيف الصحي وخصصت المجموعة للأطفال نصيب جيد منها من قبيل فعاليات التوعية بأهمية الرضاعة الطبية، وداء السكري، والإحتفال بيوم التطعيمات العالمي». وأضاف: «هذه الفعاليات مستمرة طوال العام في مرافق المجموعة، والإقبال عليها ممتاز من قبل الجمهور».

وشدد على عزم المجموعة على الإستمرار في تقديم الخدمات الطبية وفق أعلى معايير الجودة وتغطية احتياجات أمراض الأطفال من مختلف الفئات العمرية، وبيّن قائلاً: «إن أصحاب القرار في المجموعة مصرون على المضي قدماً في تنفيذ هذه الإستراتيجية رغم طولها زمنياً وما تكلفه من أعباء مالية، وكل ذلك في سبيل تحقيق هدف المجموعة في الريادة في الخدمات الصحية بالمنطقة».

العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً