تلقّينا ببالغ الأسى خبر وفاة نجل حاكم دبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، الذي وافته المنيّة يوم السبت بتاريخ 20/09/2015م، وما نقول إلا إنّا لله وانّا إليه راجعون. راشد آل مكتوم رحمك الله رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنّة، فآخر كلماتك على مواقع التواصل الاجتماعي تبشّر بالخير.

ويعلم المولى كم عينا بكت على راشد وهي لا تعرفه، فقط مشاهدة تلك الجنازة السريعة، والمظهر الحزين جدّاً على وجوه أهله وإخوته وأبيه، وكيفية دفنه داخل القبر، إذ تسارع ولي عهد دبي مع إخوته يدخولونه والدمع يذرف من أعينهم حزنا عليه، وبعدها يغطّونه بالتراب، وانتهى.

ليس هناك أصعب من لحظة الفراق، عندما يذهب الأحباب الى رحلة من دون رجعة، وها هو راشد آل مكتوم يفارق الحياة، وما أصعب على الأب مفارقة أبنائه، فنحن آباء وأمّهات، ونعلم مدى صعوبة الموقف وألمه.

وما يبقى من المرحوم إلاّ سيرته العطرة، وطيبته مع الآخرين، وعمله الصالح، ومعروف عن آل مكتوم هذا كلّه، فلقد ربّى محمّد بن راشد أبناء رجالاً، لا تهمّهم المظاهر بمثل ما تهمّهم المخابر، وهم أفعال قبل القول في أكثر من محفل.

وما عزاء الشيخ محمّد إلا ما قاله أحد أبناء الإمارات، بأنّهم جميعهم أبناؤه، وبأنّهم يمشون على خطاه، ولديه حقّ عليهم كحق الأب على ابنه، وما أجمل هذه الكلمات المعبّرة التي تأتي من لدن الشعب عندما يكون قريباً من قائده.

الشعب لا يريد المجاملات ولا المحسوبيات، بل يريد المصداقية والعطاء، حتى يعطي ما لديه للحاكم، وحاكم دبي بالذّات أعطى الكثير من الإنجازات لشعب الإمارات، فهو وحكّام الإمارات أجمع سبّاقون لرضا شعبهم، ونستشف ذلك في المواقف، وخاصة الحزينة.

دبي والإمارات اليوم تقف وقفة حداد على راشد آل مكتوم، ونحن من البحرين كذلك نقف وقفة حداد وحزن على شاب في ريعان الشباب خطفه الموت منّا في لحظات، ونعلم بأنّ قدر الله خير، وأنّ الله يعلم ما لا نعلم، وجلّ ما نتمناه أن يكون الفقيد في جنان النعيم كما قام والده بجعل الوطن جنّة للشعب.

الله عادل ولا يضيّع عملاً لابن آدم، وقد قرأنا بعض ما كتبه الفقيد قبل أن يرحل، وقد كانت كلمات في الاستغفار والرجوع إلى الله، والله عند حسن ظن العبد به، ولا يرد مخلوقاً أبداً.

راشد آل مكتوم... رحمك الله رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنّة، فلقد خرجت من الدنيا وأنت بين يدي الله الآن، في مكان أفضل من هذا المكان الزائل، وأن تكون من شباب الجنّة. اللهم آمين.