دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المجتمع الدولي إلى مزيد من التعاون والتنسيق والعمل الجماعي الموحد الذي يوفر المُناخ اللازم الذي يرسي أسس سلام عالمي دائم ومستقر يُمكن الشعوب من التقدم على طريق النماء والازدهار الذي يحقق متطلبات الحياة الكريمة والآمنة.
وشدد سموه على أن التصدي لخطر الإرهاب الذي بات يهدد أمن وسلام العالم أجمع، يتطلب تعاوناً دولياً أكثر فاعلية وشمولاً بحيث لا يقتصر على مواجهته أمنياً وعسكرياً فحسب، وإنما من خلال وضع حد للأفكار والأيديولوجيات التي تغذي الإرهاب، محذراً سموه من أن التهاون في مواجهة الإرهاب سيجر مزيداً من الويلات على البشرية بأكملها.
ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تشارك العالم توجهاته نحو إقرار السلام العالمي من خلال دعمها لمختلف الجهود التي تسعى إلى تسوية الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية وتعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون بين الدول كافة.
وقال سموه «إن أمن البشرية ومستقبلها أصبح على المحك بسبب ما تقوم به الجماعات الإرهابية من جرائم تسلب حق الناس في الحياة، وأن استتباب السلام يحتاج إلى آليات فاعلة للقضاء على أسباب الحروب والصراعات بما يضمن توجيه مقدرات الدول إلى التنمية المستدامة التي ترتقي بالأوضاع المعيشية لشعوب الأرض جميعاً». وأكد رئيس الوزراء في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يصادف اليوم الاثنين (21 سبتمبر/ أيلول 2015)، ويقام هذا العام تحت شعار: «الشراكة من أجل السلام، الكرامة للجميع»، ضرورة أن تكون كل المساعي الدولية لتحقيق السلام العالمي مرتكزة على ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي تؤكد على أهمية احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شئونها.
ونوه سموه إلى أن شعار اليوم العالمي للسلام لهذا العام «الشراكة من أجل السلام، الكرامة للجميع» يكتسب أهمية كبيرة لأنه يشكل دعوة للأسرة الدولية بأن تدرك أنه لا سبيل لتحقيق السلام سوى بالشراكة الحقيقية ضمن عمل منظم في مواجهة الإرهاب والنزاعات من أجل إيجاد عالم مستقر تتحقق فيه للشعوب الكرامة والرفاهية والازدهار.
وأضاف سموه أن تزامن ذكرى اليوم العالمي للسلام هذا العام مع قرب الاحتفال بمرور سبعين عاماً على إنشاء منظمة الأمم المتحدة يعد مناسبة لأن تتلاقى إرادات دول العالم على برنامج طموح للتنمية المستدامة في الدول كافة، وأن يتم اتخاذ مبادرات جديدة لدعم جهود الدول النامية الرامية إلى القضاء على الفقر والجهل والمرض، وهي الأسباب التي تمثل أخطر تهديد للإنسانية.
وأكد سموه اعتزاز مملكة البحرين بوقوفها إلى جانب قضايا الحق والعدل إقليمياً ودولياً انطلاقاً من إيمانها بأن لا سبيل أمام الإنسانية للرقي والتقدم إلا بالقضاء على الصراعات ونزع فتيل النزاعات التي تقود إلى الحروب وتجلب على الأوطان والشعوب الخراب والدمار.
وقال أن مملكة البحرين في نهجها الداعم لجهود إقرار السلام العالمي العادل والشامل تنطلق من التزامها بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تحض على التعاون والتفاهم بين الشعوب التي خلقها الله سبحانه وتعالى رغم اختلافها في اللغات والأعراق والديانات.
وأضاف سموه أن مملكة البحرين تواجه حرباً ضد الإرهاب الذي تقوده جماعات وتنظيمات إرهابية تتلقى الدعم والتدريب والسلاح من الخارج بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وأنها على ثقة بأنها قادرة بتلاحم أبناء الشعب على دحر الإرهاب والحفاظ على ما تحقق من منجزات وطنية.
ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين انطلاقاً من مسئوليتها الأخلاقية في دعم الأمن والسلام العالميين تشارك في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ومع أشقائها في دول التحالف العربي في حربهم لإقرار الشرعية في اليمن الشقيق، وتلك رسالة إنسانية تحرص البحرين على القيام بها من أجل حاضر ومستقبل أفضل لدول وشعوب المنطقة. وحث سموه وسائل الإعلام في كل مكان على الترويج لثقافة السلام وغرسها في نفوس الأجيال القادمة، مشيداً سموه بما تقوم به الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة من مبادرات بهدف تعزيز السلام العالمي، مؤكداً سموه أن هذه الرسالة الإنسانية النبيلة تحتاج إلى أن يسعى الجميع إلى مساندتها لوقف الآثار السلبية للحروب والنزاعات التي استهلكت من طاقة البشرية الكثير.
العدد 4762 - الأحد 20 سبتمبر 2015م الموافق 06 ذي الحجة 1436هـ