يلتقي أطراف الأزمة في بوركينا فاسو اليوم الأحد (20 سبتمبر/ أيلول 2015) في واغادوغو للكشف عن الخطوط العريضة لخطة الخروج من الازمة الناجمة عن انقلاب 17 سبتمبر/ أيلول، تمهيدا "لعودة" المؤسسات التي كانت قائمة قبل انقلاب الجنرال جيلبير ديينديري.
وقد حددت الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، موعدا في الساعة العاشرة بالتوقيتن المحلي والعالمي من اليوم (الاحد)، لتقديم مشروعها للاتفاق، بعدما اجرت منذ اكثر من 48 ساعة، مفاوضات طويلة مع اقطاب الحياة السياسية والمدنية في بوركينا فاسو.
وسيتلو الاعلان في فندق لايكو بواغادوغو، الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، يعاونه مندوب الامم المتحدة في غرب افريقيا محمد ابن شمباس. وسيحضر ايضا الجنرال ديينديري، المقرب من الرئيس المخلوع بليز كومباوري، ومندوبون عن الطبقة السياسية والمجتمع المدني.
وقد اندلعت اعمال عنف فجأة الاحد في قاعة فندق لايكو، حيث رفعت لافتات مؤيدة للانقلابيين. وقام بأعمال العنف انصار للجنرال ديينديري. وقالوا "ما نريده هو ان يبقى ديينديري وينظم سريعا انتخابات كما وعد".
ودعت حركة "مكنسة المواطن" التي برزت في الانتفاضة الشعبية ضد كومباوري في 2014، الاحد الى تجمع في ساحة الثورة بوسط العاصمة "من اجل استمرار الضغط" حتى اعلان خطة الوسطاء للخروج من الازمة.
لكن جنودا على متن سيارات بيك آب قد تمركزوا لمنع اي تجمع على مقربة من هذه الساحة، مركز الاحتجاجات التي ادت الى سقوط الرئيس كومباوري بعد حكم استمر 27 عاما.
ثم دعت حركة "مكنسة المواطن" أعضاءها الى التوجه مباشرة الى امام فندق لايكو حيث احتشد مواطنون امام متجر قريب منه لشراء وحدات لعداداتهم الكهربائية.
ففي اجواء متوترة، اعلنت الرئاسة السنغالية التي تقوم في بوركينا فاسو بوساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، امس انها تعد خطة "يمكن الى حد كبير ان تؤدي الى عودة" الرئيس ميشال كافاندو.
وكان سال ونظيره البنيني توماس بوني يايي وزعيم الانقلابيين جيلبير ديينديري عقدوا اجتماعا ثلاثيا السبت "لاجراء مشاورات حاسمة حول خطة للخروج من الازمة يمكن ان تؤدي الى عودة الرئيس كافاندو"، كما ذكرت الرئاسة السنغالية.
واكد بوني يايي مساء السبت ان "جميع اطراف النزاع سيجتمعون صباح غد لاعلان الخبر السار للعالم اجمع".
والمح رئيس بنين في رد غير حازم -"نعم، نعم، العودة الى الفترة الانتقالية"- ان هذا "الخبر السار" يمكن ان يكون "عودة" الى المؤسسات التي كانت قائمة قبل الانقلاب الذي قام به لواء الامن الرئاسي، مشيرا الى ان الجنرال ديينديري "لديه احساس بالمسئولية".
وبدا الجنرال ديينديري مطمئنا مساء السبت، بقوله "لم اقل ابدا إني سأحتفظ بالسلطة".
وقد استيقظت واغادوغو صباح الاحد وسط اجواء مشمسة ثم ما لبثت السماء ان تلبدت بالغيوم. وككل احد، يذهب سكانها الى الكنيسة، فيما تفتح اسواق العاصمة امام الناس.
وكان الليل هادئا بعدما اقام مواطنون في كل انحاء بوركينا فاسو، حواجز طرق واحرقوا اطارات، فعطلوا حركة السير والبلاد لممارسة ضغوط على الانقلابيين.
وفي 17 سبتمبر، اطاح عناصر من لواء الامن الرئاسي المؤسسات الانتقالية في بوركينا فاسو بزعامة الجنرال ديينديري.
ويأخذ الجنرال ديينديري المقرب جدا من كومباوري، وكان طوال سنوات قائد القوات الخاصة للواء الامن الرئاسي، على السلطات التي تولت الحكم بعد سقوط الرئيس كومباوري في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أنها انحرفت بالفترة الانتقالية عندما استبعدت انصار الرجل القوي السابق من الانتخابات المقبلة.
واعلن الاتحاد الإفريقي الجمعة تعليق عضوية بوركينا فاسو، وعقوبات على الانقلابيين الذين منعوا من السفر وتجميد اموالهم في جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي.
وقد شهدت بوركينا فاسو منذ استقلالها في 1960 عددا كبيرا من الانقلابات العسكرية. واضطلع الجنرال ديينديري بدور اساسي في انقلاب 1987 الذي اوصل الى الحكم بليز كومباوري واسفر عن مقتل الرئيس توماس سنكارا.