قال رئيس مستشفى الطب النفسي ورئيس وحدة الطب النفسي لكبار السن وخدمات المجتمع عادل العوفي إن وزارة الصحة شكلت لجنة تشمل مستشفى الطب النفسي والرعاية الصحية الأولية والعلاقات العامة من أجل وضع برنامج احتفالي متعدد الأهداف برعاية وكيل وزارة الصحة عائشة بوعنق، وروعي في البرنامج المحاضرات العلمية وبرامج التوعية وماراثون لدعم مناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية واليوم العالمي لمرض ألزهايمر. مضيفاً أنه من المتوقع أن تنطلق الفعاليات في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتشارك مملكة البحرين ممثلة بوزارة الصحة الاحتفال في اليوم العالمي للاحتفال بمساندة المرضى الذين يعانون من مرض "الزهايمر" تحت شعار "إذكروني"، الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام.
وقال العوفي أن "الاحتفال بهذا اليوم غدا ومن العام الماضي شهرا كاملا وهو شهر سبتمبر من كل عام لتقديم البرامج ومختلف وسائل التوعية ودعم الأسر الحاضنه لهؤلاء المرضى".
وعن الإحصاءات العالمية، قال رئيس مستشفى الطب النفسي: "إن عدد من يعاني من مرض الخرف يقارب أكثر من 47 مليون مصاب، ويشهد كل عام حدوث نحو 7.7 ملايين حالة جديدة من هذا المرض، مضيفاً أن مرض الزهايمر الذي يساهم في حدوث 60 - 70 في من حالات الخرف. تتراوح الإصابة لمن هم فوق الستين عاما بين 5 الى 8 من بين كل 100 شخص، وتزداد النسبة بناءا على التقدم في السن.
وأوضح أنه وفقاً لأرشيف منظمة الصحة العالمية فقد تم بيان أن متلازمة الخرف تتخذ عادة طابعاً مزمناً أو تدريجياً، تتسم بحدوث تدهور الوظيفية المعرفية (أي القدرة على التفكير) بوتيرة تتجاوز وتيرة التدهور المتوقّعة في مرحلة الشيخوخة العادية. ويطال هذا التدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور. ولكنّه لا يطال الوعي. وكثيراً ما يكون تدهور الوظيفة المعرفية مصحوباً، أو مسبوقاً في بعض الأحيان، بتدهور في القدرة على ضبط العاطفة أو في السلوك الاجتماعي أو الحماس.
أما أعراض مرض الخريف، فقد قال العوفي: "يصيب الخرف كل فرد بطريقة مختلفة، بحسب درجة تأثير المرض وشخصية الفرد قبل إصابته بالمرض"، مشيراً إلى أنه لفهم علامات الخرف وأعراضه يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل هي المرحلة الأولية وفيها كثيراً ما يتم إغفال المرحلة الأولية من الخرف لأنّ الأعراض تظهر بشكل تدريجي ومن أعراض هذه المرحلة النسيان وفقدان القدرة على إدراك الوقت، والضلال في الأماكن المألوفة.
وتابع العوفي "أما في المرحلة الوسطى فيتطور الخرف وتصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحاً وأكثر تقييداً للمصاب بها. ومنها نسيان الأحداث الحديثة العهد وأسماء الناس، والضلال في البيت، وصعوبة متزايدة في التواصل مع الغير والحاجة إلى مساعدة في الاعتناء بالذات إلى جانب تغيّر السلوك، بما في ذلك التساؤل وطرح الأسئلة بصورة متكرّرة".
أما في المرحلة المتقدمة، فقد أشار إلى هذه المرحلة تتسم باعتماد كلي على الغير وانعدام النشاط تقريباً. وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة وتصبح العلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحاً. ومن أعراض هذه المرحلة عدم إدراك الوقت والمكان، وصعوبة التعرّف على الأقرباء والأصدقاء، وحاجة متزايدة إلى المساعدة على الاعتناء بالذات، وصعوبة المشي وتغيّر في السلوك قد يتفاقم ليشمل شكلاً عدوانياً.
وبين رئيس مستشفى الطب النفسي أنه لا يوجد حالياً، أيّ علاج يمكّن من الشفاء من الخرف أو وقف تطوّره التدريجي ويجري تحرّي العديد من العلاجات الجديدة في مراحل مختلفة من التجارب السريرية. غير أنّ هناك الكثير ممّا يمكن توفيره لدعم المصابين بالخرف والقائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم، وتحسين حياتهم منها التشخيص المبكّر وبلوغ المستوى الأمثل من الصحة البدنية والقدرة المعرفية والنشاط والعافية والكشف عن الأمراض الجسدية المصاحبة وعلاجها والكشف عن الأعراض السلوكية والنفسية وعلاجها وتوفير المعلومات والدعم الطويل الأجل للقائمين على رعاية المرضى واستعمال الأدوية التي تساعد على إبطاء تدهور المرض.
أما فيما يتعلق بالآثار الاجتماعية والاقتصادية لمرض الخرف، فأكد أنه يخلف آثاراً اجتماعية واقتصادية كبيرة من حيث التكاليف الطبية والاجتماعية المباشرة وتكاليف الرعاية غير الرسمية، مشيراً إلى أن التقديرات توضح أنّ إجمالي التكاليف الاجتماعية العالمية المرتبطة بالخرف بلغ، في العام 2010، نحو 604 مليارات دولار أميركي. ويعادل هذا المبلغ 1 في المئة من متوسط الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي، أو 0.6 في المئة إذا ما روعيت التكاليف المباشرة فقط. وتتراوح الكلفة الإجمالية المعبّر عنها بنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بين 0.24 في المئة في البلدان المنخفضة الدخل و1.24 في المئة في البلدان المرتفعة الدخل. كما أن لداء الخرف أثاراً على الأسر والقائمين على الرعاية.
وأشار العوفي إلى أن الخرف يؤدي إلى إجهاد أسر المرضى ومن يقومون على رعايتهم ويمكن أن تتسبّب الضغوط الجسدية والعاطفية والاقتصادية في إلحاق كرب عظيم بأفراد أسر المرضى والقائمين على رعايتهم، لذا يجب أن تتولى النُظم الصحية والاجتماعية والمالية والقانونية توفير الدعم اللازم في هذا الصدد.
وتابع "كثيراً ما يُحرم المصابون بالخرف من الحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها غيرهم. فمن الملاحظ، في كثير من البلدان، اللجوء بشكل مكثّف إلى مقيّدات جسدية وكيميائية في مرافق رعاية المسنين ومرافق الرعاية الحادة، حتى وإن وُجدت لوائح للدفاع عن حق الناس في الحرية والاختيار. ولابدّ من تهيئة بيئة تشريعية مناسبة وداعمة تستند إلى معايير حقوق الإنسان المقبولة دولياً من أجل ضمان توفير الخدمات بأعلى مستوى من الجودة للمصابين بالخرف ومن يقومون على رعايتهم".