أعدمت «جبهة النصرة» رميًا بالرصاص العشرات من أسرى قوات النظام السوري في مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب بشمال غربي سوريا، الذي سيطرت عليه في التاسع من الشهر الحالي، في وقت ارتفع عدد القتلى المدنيين في مدينة حلب جراء قصف طيران النظام مناطق المعارضة إلى مائة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (20 سبتمبر / أيلول 2015).
«النصرة» نشرت على حسابات خاصة بها على موقع «تويتر» صورًا ادعت أنها «لعشرات العناصر من قوات الأسد، بينهم الضباط الذين شبق أسرهم خلال تحرير مطار أبو الضهور العسكري، وقد أقدمت على إعدامهم رميًا بالرصاص على مدرج الطائرات».
وبدروه أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل أخرى، أعدموا 56 ضابطًا وجنديًا من قوات النظام، ممن تم أسرهم خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، ليرتفع إلى 71 عدد العناصر الذين أعدموا منذ السيطرة على المطار». وأكد المرصد أن «أي عنصر نظامي لم يتمكن حتى الآن من الفرار إلى أي منطقة آمنة، بعكس ما نشرته وسائل إعلام النظام، ليكون بذلك كل عناصر المطار بين قتيل ومفقود وأسير». وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد: «تأكدنا من ذلك، مساء أول من أمس (الجمعة) عن طريق أناس شهدوا الواقعة وعبر بعض الصور التي وصلتنا بأن الإعدام قد نفّذ».
كان مطار أبو الضهور، الذي يعد آخر موقع احتفظت قوات النظام في محافظة إدلب، قد سقط بأيدي فصائل المعارضة و«جبهة النصرة» في التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد أكثر من سنتين على محاصرته، ولقد بقي معطلاً منذ حصاره ولم تعد قوات النظام المنشورة فيه أو طائراته قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية انطلاقًا منه.
إلى ذلك، قتل أمس خمسة مدنيين وأصيب آخرون، جراء قصف طيران النظام مخبزًا وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض عن الناشط الإعلامي سامر الحسين، أن «الطيران الحربي استهدف بالصواريخ الفراغية أحد المخابز الخاصة وسط مدينة إدلب، مما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 13 آخرين بجروح مختلفة بينها حالات خطرة، نقلوا على إثرها إلى المشافي الميدانية والخاصة لتلقي العلاج».
وفي مدينة حلب، أدى قصف الطيران الحربي التابع للنظام على حي الأنصاري الخاضع لسيطرة المعارضة، إلى قتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير عدد من المنازل. كذلك أفاد ناشطون، بأن الطيران الحربي «استهدف بالصواريخ الفراغية بلدتي السحارة والراشدين، الخاضعتين لسيطرة المعارضة، في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى تدمير عشرات المنازل، من دون أن يسجّل سقوط ضحايا من المدنيين»، مشيرين إلى أن «نحو مائة مدني قتلوا، خلال الأيام الثلاثة الماضية في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، جراء القصف الجوي على استهداف الأحياء السكنية».
أما في ريف حماة الغربي، فقد استهدفت فصائل المعارضة ظهر أمس، تجمعات القوات النظامية في مدينة السقيلبية بخمسة صواريخ من طراز «غراد»، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفها، بينما سمعت أصوات صفّارات الإنذار تدوي في المدينة وسيارات الإسعاف تتحرك باتجاه أماكن الاستهداف. وذكرت مصادر ميدانية، أن «هذا الاستهداف، جاء على قطع القوات النظامية الطريق الواصلة بين مدينة السقيلبية وبلدة قلعة المضيق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماة الغربي لليوم الرابع على التوالي، وهي تعتبر المعبر الرئيسي بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة القوات النظامية في ريف حماة بشكل عام».
ولم تسلم بلدة المنصورة الواقعة في منطقة سهل الغاب أيضًا في الريف الغربي لمحافظة حماة والخاضعة لسيطرة المعارضة من قصف الطيران الحربي، الذي استهدفها بثماني غارات بالصواريخ الموجهة، أسفرت عن تهدم أربعة منازل سكنية، من دون سقوط ضحايا مدنيين نظرًا لخلوها من الأهالي، في حين ألقت المروحيات النظامية ثلاثة ألغام بحرية على بلدة اللطامنة في ريف حماه الشمالي، مما تسبب بأضرار مادية دون سقوط ضحايا أيضًا.