أعتقد أن الكثير منا كرياضيين لا يعرفون من هو المهاجر السوري أسامة عبدالمحسن أو يسمعون بقضيته التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية بعد أن شاهده الجميع على الشاشة الصغيرة وهو يسقط على الأرض مع ابنه الصغير بعد عرقلة متعمدة من مصورة إحدى الوكالات الخاصة حينما كان يجري هرباً مع المهاجرين السوريين من الشرطة على الحدود الجنوبية من جمهوريتي المجر وصربيا.
ذلك السقوط الظالم المؤثر نال تعاطف الملايين من شعوب العالم وجعلت وكالات الأنباء تسلط الضوء على شخصية هذا اللاجئ الذي تبين أنه أحد مدربي كرة القدم المعروفين في سورية. وهو ما دفع قناة «بي إن سبورت» لإجراء لقاء معه من أحد المخيمات منتصف الأسبوع الماضي، بثته بعد نشرة أخبار المساء. تحدث عن قصة هروبه وكيف وصل به الأمر إلى أن يكون مشرداً بعد أن كان مدرباً معروفاً لأحد أندية الدرجة الأولى. وقال للقناة «اضطررت للهروب خوفاً على حياة ابني زيد ولم أحمل معي سوى ثيابي التي أرتديها».
شاءت الأقدار أن يطلع على قضيته مشرف مدرسة التدريب في نادي خيتافي الإسباني الذي وجد في خبراته التدريبية ومؤهلاته العلمية الفنية ما يناسب ان يكون مدرباً في هذه المدرسة. فتحدث مع إدارة النادي التي رحبت بالفكرة وتم إخطاره للحضور إلى مدريد مع عائلته للعمل في مدرسة التدريب لهذا النادي الإسباني الشهير.
القصة لها أكثر من معنى ولها أكثر من وجه يثير في النفس الغضب والرضا... لكن تفسيرها واضح وصريح لقول الخالق المصور «وفي السماء رزقكم وما توعدون» (الذاريات - الآية 22).
أخيراً أقول إن شعوب العالم تعاطفت مع المدرب العربي السوري المسلم وغضبت على المصورة التي عرقلته وطردتها الوكالة من عملها نتيجة تصرفها المشين... فماذا فعلنا نحن العرب المسلمين؟
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4761 - السبت 19 سبتمبر 2015م الموافق 05 ذي الحجة 1436هـ
«وفي السماء رزقكم وما توعدون»
«وفي السماء رزقكم وما توعدون»