في مبادرة هي الأولى من نوعها، بدأت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ممثلة في إدارة شئون القرآن الكريم بتشغيل مركز إبراهيم خليل كانو للإقراء الإلكتروني خلال شهر سبتمبر/ أيلول الجاري بالتزامن مع بدء السنة الدراسية الجديدة 2015 – 2016.
صرح بذلك وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد بن يعقوب المفتاح، قائلاً: «إنَّ تعلُّم تلاوة القرآن الكريم وتصحيح ألفاظه واجبٌ على كل مسلم، ولذلك عملت إدارة شئون القرآن الكريم بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف على دراسة كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في وسائل الاتصال والتواصل، ورأت أنَّ هناك فرصاً عظيمة يمكن من خلالها إتاحة مجال أكبر وفتح بابٍ أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع حالت ظروفها دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم، والحصول على حظهم من تعلم علومه الشريفة».
وأضاف فريد بأنّ «فكرة إنشاء مركز إلكتروني لتعلُّمِ القرآن الكريم وتعليمه عن بُعد، حيث لا تتوفر فيه فصول دراسية، وإنما يتولى التدريس فيه معلِّمون ومعلمات من أصحاب الخبرة والكفاءة، ويمكن للطالب الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصَّص له دقائق معدودة (10 دقائق مثلاً) ليأخذ فيها درساً خصوصياً مع المعلم، ضمن برنامج تعليمي متكامل وموازٍ للنظام التقليدي المعمول به في المراكز والحلقات القرآنية. وذلك من أجل تحقيق عددٍ من الأهداف، أهمها: التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم أساساً لفهمه وتطبيقه، وتسهيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع، وتشجيع الحفَّاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، ودعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات.
وعن الفئات المستفيدة من خدمات المركز، أوضح الوكيل بأنَّ «المركز يستهدف كل من لا يستطيع الانتظام في الدراسة في مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم من ربات البيوت وأصحاب الأعمال وكبار السن والمرضى وغيرهم. إذ يتيح المركز مقرراته الدراسية المقروءة والمسموعة بصيغ إلكترونية متنوِّعة على صفحته على شبكة الإنترنت، بحيث يمكن للدارسين الدخول عليها ومتابعتها وتحميلها في أي وقت. كما ينظِّم المركز حصصاً دراسية تقليدية ولقاءات علميَّة مع الدارسين لتغطية النقص الذي قد يحصل في نظام التعلم عن بعد، ومتى ما دعت الحاجة لذلك. ويمنح الدارس الذي يجتاز المتطلبات والاختبارات بنجاح ذات الشهادة التي تمنح لطلبة المراكز والحلقات القرآنية في النظام التقليدي».
واستطرد قائلاً: «إنَّ الازدهار الذي يشهده العمل القرآني في مملكة البحرين وانتشار مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعدد المسابقات القرآنية المحلية متوجة بمسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ومسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي)، والعناية بالمصحف الشريف وتوزيعه عموماً ومصحف البحرين على وجه الخصوص، كل تلك الأعمال الكبيرة وغيرها تحظى بالرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وحكومته، بما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها الكبير على خدمة كتاب الله تعالى ودعم مختلف البرامج القرآنية التي تسهم في تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق السامية في المجتمع.
كما ثمن المفتاح الرعاية التي يحظى بها برنامج رفع الكفاءة العلمية لمعلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم في تدريس تلاوة القرآن الكريم من قبل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والشراكة الناجحة بين وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم في هذا المشروع التربوي الرائد، مشيداً بدور عائلة إبراهيم خليل كانو في دعم المشاريع القرآنية المتميزة، وتهيئة متطلبات نجاحها، ولاسيما تهيئة وتجهيز مركز الإقراء الإلكتروني، ليكون قادراً على القيام بالدور المناط به وتحقيق الأهداف المرجوة منه».
وعن طبيعة الخدمة التي يقدمها المركز لمعلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم، أشار الدكتور المفتاح إلى أنِّ «وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف تدير برنامجاً طموحاً بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم لتدريب معلمي ومعلمات الوزارة على مهارات تلاوة القرآن الكريم وكيفية تدريسه لطلابهم، فقد ارتأت الوزارة أن يقتصر المركز في استقبال دارسيه خلال هذه السنة الدراسية على معلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم، على أن يتم توسعة دائرة خدمات المركز لتشمل مختلف فئات المجتمع مستقبلاً».
جدير بالذكر أن الوزارة قد وقعت عقد تدشين مركز الإقراء الإلكتروني مع شركة "صلة الخليج" باعتبارها الشريك التقني للمشروع، حيث سيتم استخدام تقنيات الاتصالات السلكية واللاسلكية المتطورة وتقنيات الإنترنت من خلال فريق متخصص من المدربين الفنيين والدعاة الحاصلين على مؤهلات معتمدة لنقل هذه الدورات في مختلف أنحاء البحرين.
وتعد شركة "صلة الخليج" حائزة على عدة جوائز في مجال الإسناد الخارجي لمراكز الاتصال وتوفير خدمة العملاء التي تخدم مجلس التعاون الخليجي، وقد تم اختيارها باعتبارها الشركة الأكثر كفاءة من الناحية الفنية المتخصصة في خدمات مراكز الاتصال في منطقة الخليج.