العدد 4760 - الجمعة 18 سبتمبر 2015م الموافق 04 ذي الحجة 1436هـ

الشاعران المسعودي والعجمي: النقد رسالة... ويجب أن تصل بالشكل الصحيح

برنامج «ليلة شعر» بإذاعة الكويت يناقش حالة الشعر في غياب النشاط النقدي

علي المسعودي- مرسل العجمي
علي المسعودي- مرسل العجمي

أكد أستاذ النقد في جامعة الكويت مرسل العجمي أن الشعر الجيد والحقيقي هو الذي يبقى في نهاية المطاف وتتساقط الأشياء غير الحقيقية في عالم الشعر، مشيراً إلى أن هناك من فرض نفسه على الساحة بأشياء غير شعرية وأخذ يلمع نفسه.

وقال مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي إن المجلات الرائدة كانت هي الموجّه للشاعر كي يحقق نجاحاً للجمهور وعندما غابت أصبح الشاعر في مواجهة مباشرة أمام الجمهور ولم يعرف كيف يتعامل مع جماهيريته فتراجع.

جاء ذلك خلال حلقة بثتها إذاعة الكويت البرنامج العام ضمن برنامج «ليلة شعر» على الهواء مباشرة من إعداد خالد المحسن وإخراج بدر السبيعي وتقديم مطلق الدخنان.

وشبه المسعودي العمل الإبداعي بالعمل المسرحي الذي يشترك في تنفيذه فريق عمل من كاتب ومخرج وديكور وأزياء حتى يظهر البطل أمام الجمهور بشكل ناجح ومفيد، وبغياب هذا الفريق أصبح البطل في مواجهة الجمهور بلا قيادة أو مستشار، وأصبح الشعراء عراة أمام الجمهور والبعض منهم تفاجأ في تخلي الجمهور عنه وعدم استقبال كل ما يطرح لأنه فقد الموجّه والمنبه والناقد. فبعض الشعراء لا يملكون الوعي بالتعامل مع الجمهور والبعض منهم أصيب بالصدمة النفسية لأنه فقد مكانته التي حصدها خلال سنوات كانت فيها الجهة الإعلامية تمثل حائط صد بينه وبين جمهوره.

وقسم المسعودي الشعراء إلى ثلاثة أصناف فهناك من يروّج لنفسه من خلال شكله وصوره وصوته وملابسه وممتلكاته، وهناك من يروّج لشعره مهما كان مستوى هذا الشعر، وهناك قسم ثالث وهو الأفضل والأعلى وهو من يروّج لقيمة أدبية وهذا ما نبحث عنه وهو الباقي والمستمر والمؤثر.

وقال إن لدينا حالات إبداعية وأسماء واعدة في مختلف المجالات مثل شاعر وكاتب وقاص ابتعدوا عن التواجد بعد فترة لأنهم لم يجدوا التشجي، وتساءل عن الملايين التي تصرف كموازنات للجهات الثقافية أين نتيجتها على أرض الواقع، هل أنتجت جيلاً إبداعياً؟

وطالب علي المسعودي بتدريس علم العروض واللغة العربية الصحيحة في المدارس الابتدائية والمتوسطة على غرار ما هو متبع في مدارس الشام وسورية تحديداً التي أنتجت جيلاً متمكناً من اللغة العربية والشعر العربي.

وأشار إلى أن الشاعر الذي تعوّد على التصفيق وحصل على الجماهيرية الطاغية قد يصاب بحالة رفض للنقد وقد يرى نفسه أكبر من النقد وربما دفعه ذلك إلى الاعتقاد بأن كل ما يقول ويكتب متميز، مشيراً إلى أن ردة فعل بعض جمهور الشعراء الجماهيريين عنيفة ضد من ينتقد شاعرهم.

من جهته، أكد مرسل العجمي أن التمايز في الانتقاد هو ما يضر الناقد فالواجب بألا يفرق الناقد بين الشعراء إن كانوا نجوماً أو شباباً حتى ينصف ويكسب احترام الجمهور، وأن الناقد الحقيقي لا يخاف من طرح رأيه حتى لو خسر الكثير فالنقد وظيفة ورسالة وعلى الناقد أن يؤدي الوظيفة ويوصل الرسالة.

وقال إن الناقد الشعبي هو الذي يعتمد على الوزن والقافية أما الناقد الحقيقي فهو الذي يعتمد على التجربة الإنسانية، فالناقد أشد غيرة من الشاعر على الشعر و(أبخص) من الشاعر في أساسيات النقد، مضيفاً بأن تدريس اللغة العربية لدينا كارثة والدليل بأن أكثر المسئولين لا يعرف اللغة ويتحدث عن اللغة.

وأشار العجمي إلى أن ما يطرح في المسابقات الشعرية نقد جماهيري فقط وليس نقداً أدبياً ويخضع للأمور التجارية، وأضاف «أنا لا أنتقد سوى القصائد التي تعجبني وأما القصائد التي لا أجد بها ما يدهشني فلا أتطرق لها لأنه من الأساس غير مناسبة للنقد».

يشار إلى أن مرسل العجمي أستاذ النقد الأدبي في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة الكويت حاصل على شهادة الجامعة من كلية الآداب جامعة الكويت وحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة ميتشيغان أن أربر بأميركا. والعجمي عضو رابطة الأدباء وعميد مساعد لشئون تدريس اللغات في كلية الآداب ورئيس تحرير المجلة العربية للعلوم الإنسانية (2005-2007)، وهو محكم معتمد لدى الدوريات الأكاديمية في جامعات الخليجية والعربية ومشرف على مناقشة عشرات من رسائل الماجستير في الكويت وخارجها. أصدر العديد من الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة وحاصل على العديد من الجوائز الدولية.

من أعماله الأدبية «الرحلة الأخروية العلائية.. تهذيب رسالة الغفران»، «السرديات.. مقدمة نظرية ومقتربات تطبيقيه»، «تيارات نقدية معاصرة»، «الفن القصصي في الكويت».

أما الكاتب والإعلامي علي المسعودي فهو مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع وهو إعلامي معروف من أبرز الأسماء الأدبية والشعرية في الخليج العربي، أسس وأدار الكثير من المؤسسات الإعلامية والأكاديمية، كتب عدداً من المسلسلات لشخصيات معروفة أبرزها مسلسل سيرة الفارس سعدون العواجي والشاعر الشعبي المشهور محسن الهزاني.

والمسعودي معد للكثير من البرامج التلفزيونية في قنوات الكويت وأبوظبي وقطر وأوربت. وأشرف على عدد من المهرجانات الشعرية منها مهرجان هلا فبراير في الكويت. رأس القسم الثقافي في صحيفة «السياسة» الكويتية وأدار تحرير مجلة الحدث ومجلة المختلف ومجلة اليقظة كما عمل فيها مستشاراً للتحرير، وعمل في وزارة الإعلام الكويتية من خلال مجلة الكويت الثقافية، ثم رأس تحرير مجلة شاعر المليون وعمل مستشاراً في هيئة أبوظبي للثقافة ثم مديراً لقناة الريان القطرية ومديراً لقناة الخليج ومديراً لقناة بروز الفضائية. عمل حوارات مع أهم الأسماء الأدبية في العالم العربي مثل: عبدالله البردوني، سعاد الصباح، أحمد مطر، غازي القصيبي، بدر بن عبدالمحسن، وأصدر الحوارات في كتابين هما «تكلموا فقالوا»، و «حديث الشعر». أصدر مجموعات قصصية حملت عناوين «رجوع»، «تقاطيع»، «ذاكرة الجدران» واشتهر كأهم نقاد الشعر في الخليج.

العدد 4760 - الجمعة 18 سبتمبر 2015م الموافق 04 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً