العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ

انتبهوا يا سادة لـ «الوهم» وقبل وقوع الفأس!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

لا مجال للمقدمات والمجاملات ولا حتى الانتظار لحين وقوع الفأس في الرأس وحينها لا ينفع البكاء على ما ضاع... فمنتخبنا و«حلم الوطن» بات على عتبة مرحلة مفصلية أمام أوزبكستان لتحديد المصير بين مواصلة المشوار نحو الحلم الكبير أو الضياع!

كنت من المؤيدين لأنصار التعاطي الإيجابي مع ظروف وحسابات كل مباراة ومرحلة مهمة يخوضها منتخبنا حفاظا على تهيئة الأجواء المناسبة والاستقرار المحيطة بالمنتخب، لكنني ومثلي الكثيرون يرون اليوم أن الأوضاع السائدة في منتخبنا الذي هو «ملك وحق الجميع» ليست سليمة وتحتاج إلى إنقاذ سريع حتى في ظل الزمن القصير الذي يفصلنا عن موقعة المصير، وذلك بدلا من سير الأمور بهذه الطريقة حتى وصلنا إلى مرحلة الخطر وبات المركز الثالث مهددا.

وللأسف، الأخطاء كانت موجودة في أوساط منتخبنا منذ فترة طويلة في عهد ماتشالا، لكن «غطاء العقد» وغياب الجهة القادرة على المناقشة والمحاسبة الفنية جعلت الأمور تسير إلى ما وصلنا إليه اليوم، وحتى لو وفق المنتخب في تخطي أوزبكستان وخطف بطاقة الملحق فذلك أمر طبيعي ويجب ألا يسجل إنجازا ونجاحا للمدرب؛ لأن منتخبنا نافس بقوة حتى اللحظات الأخيرة في تصفيات مونديال 2002 في بداية «الطفرة» ثم تطور وذهب لأبعد من ذلك في تصفيات مونديال 2006 عندما كان قاب قوسين أو أدنى ببلوغه الملحق الأخير، وبالتالي فإنه يفترض أن يكون الخط البياني والطموح تصاعديا في تصفيات مونديال 2010 وليس العكس، وان حدث - لا قدر الله - وخسر منتخبنا موقعة أوزبكستان فذلك سيعني الفشل!

من الأخطاء التي تحتاج إلى وقفة أننا عرفنا أن الاختيار واللعب في تشكيلة المنتخب يكون للأفضل أو على الأقل لـ «الأجهز»، لكننا اليوم نلاحظ ذلك المفهوم غائبا من خلال إصرار المدرب ماتشالا على إشراك المهاجم جيسي جون مهاجما أساسيا في غالبية المباريات من دون أن يقدم اللاعب ما يثبت جدارته، ولا نريد أن نقع ضحية لـ «وهم الاحتراف البلجيكي» وأنه المحترف الوحيد في أوروبا؛ لأننا لا نجد أي انعكاس لذلك «الوهم» على أداء اللاعب الذي يسير من سيئ إلى أسوأ، وان الجهاز الفني وحتى لاعبي المنتخب يدركون أن جون لا يلعب كثيرا في ناديه البلجيكي، وبالتالي يأتي غير جاهز وبعيدا عن حساسية المباريات، ناهيك عن شعورنا أنه يلعب «غصبا عنه».

وما ذكره الزميلاء عن «وهم جون» اليومين الماضيين يكفي، وأضيف عليه حادثة إشراكه لقاء الكويت المهم في كأس خليجي 20 في مسقط بعد 24 ساعة من وصوله مسقط، وكنت شاهدا على حاله لحظة وصوله مسقط، وفجأة وجدناه أساسيا في لقاء الكويت على حساب العناصر التي كانت تخوض فترة الإعداد والتجارب، وهو ما ساهم في الإرباك الفني لمنتخبنا في لقاء الكويت وخسارتنا وخروجنا من الدور الأول وضياع الحلم؛ وذلك بسبب «المجاملة وحسابات خاصة»!

ولا تقتصر المسألة على جون بل حاليا مع فتاي الذي غاب عن تدريبات المنتخب منذ أسبوعين وسافر في إجازة لبلاده بعيدا عن التدريبات والمباريات، والمفترض عودته أمس وهو سيشارك في 3 تدريبات لنجده أساسيا في لقاء حاسم يحدد مصير وآمال وطموحات بلد بمسئوليه وشبابه وجماهيره في بلوغ المونديال في الوقت الذي أصر فيه ماتشالا على مغادرة لاعب موقوف مثل سيدمحمد جعفر مع المنتخب إلى استراليا من دون أن يطبق ذلك على فتاي الذي كان يتنعم في إجازة خاصة!

كيف تثور ثائرة ماتشالا عندما غاب رباعي فريق المحرق عن أحد التدريبات وانضمامهم لناديهم قبل مباراة الرفاع في الدوري، فيما لم نسمع كلمة ولو مقتضبة عن «إجازة فتاي» في عز المواجهات الحاسمة للمنتخب؟!

وحتى مشاركة اللاعب عبدالله عمر أساسيا أصبحت غير ذات جدوى فنية؛ لأنه بات واضحا فقدان اللاعب للكثير من مستواه وتركيزه الفني والذهني في ظل غيابه عن المباريات منذ 6 أشهر، على رغم أن ماتشالا يعلم بتلك المشكلة، في الوقت الذي لا يحصل بقية اللاعبين على الفرصة حتى لإثبات وجودهم على رغم جاهزيتهم سواء من الموجودين في القائمة الحالية للمنتخب أو من خارجها، وبينهم حسين سلمان الذي برز واختير أفضل لاعب في الموسم من دون أن يتم اختياره للمنتخب!

ان المضحك المبكي ما نسمعه من معلقي القنوات الرياضية أن منتخب البحرين يمتلك 3 محترفين في أوروبا «جون وفتاي وعبدالله عمر» لكننا لا نلاحظ تأثيرا لذلك... لأنه باختصار «احتراف وهمي واستثماري لبعض الأندية الأوروبية».

إن ما نعرضه هنا ليست مشكلة بعض اللاعبين بقدر ما هي أوضاع خاطئة متواصلة، وحرصنا على مصلحة منتخبنا وبلدنا أولا اضطرنا إلى ذكرها في هذا التوقيت الحرج؛ لأننا من خلال قربنا ومتابعتنا أمور منتخبنا في تدريباته ومبارياته ولاعبيه نشعر بتأثير تلك المشكلة التي تحتاج إلى وقفة عاجلة وحازمة، فنحن لا نتحدث عن أمور فنية بحتة حتى يقال إنها من اختصاص الجهاز الفني!

وأخيرا... نقول للجميع «قفوا مع منتخبكم» يوم الأربعاء معنويا وساندوه، ويا لاعبونا أثبتوا جدارتكم وتحملكم المسئولية وتغلبوا على جميع المشكلات و(الهواجس)، وجسدوا حقيقة أن «ما يشيل علم الوطن بإخلاص إلا أبناؤه وجنوده المخلصون» بدءا بـ «سيد المرمى» سيدمحمد جعفر ومرورا بالمرزوقي وبابا وسيدعدنان وسالمين ورنغو وسلمان عيسى وإسماعيل عبداللطيف وانتهاء بحبيل... وموفقين

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً