قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن الأسعار العالمية للغذاء سجلت هبوطا حادا في أغسطس/ آب مدفوعة بزيادة المعروض وعوامل خارجية من بينها هبوط أسعار الطاقة والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد في الصين.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة الخاص بأسعار الغذاء والذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة تضم الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر 155.7 في أغسطس/ آب منخفضا 8.5 نقاط أو 5.2 في المئة مقارنة مع يوليو/ تموز.
وقالت فاو إن هذا أكبر تراجع شهري منذ ديسمبر كانون الأول 2008 لكن قراءة أغسطس/ آب لم تسجل مستوى تاريخيا آخر بعد أن بلغ المؤشر أدنى مستوى له في نحو 6 سنوات في يوليو/ تموز.
وتتجه الأسعار العالمية لمعظم السلع الأولية نحو الهبوط وجزء من السبب في ذلك هو المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني وقوة الدولار. وشكل مزيج من هذه العوامل بالإضافة إلى التوقعات بزيادة المعروض ضغطا على أسعار الغذاء.
وقال كبير الاقتصاديين في الفاو عبدالرضا عباسيان إن هناك القليل من المؤشرات على أن الأسعار ستتجه نحو الارتفاع في الشهور المقبلة.
أضاف أن الإشارات على التباطؤ في الصين انعكست في واردات بعض السلع مثل فول الصويا الذي تعد الصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- أكبر مستورد له في العالم.
وقال عباسيان: «الدلائل تشير إلى أنهم ظلوا يستوردون الكثير في أغسطس واستوردوا أكثر من أغسطس السابق لكنهم استوردوا (كميات) أقل مقارنة بيوليو».
أضاف «بلد بها تعداد سكان مثل هذا وتباطؤ تؤثر على جميع القطاعات بما في ذلك الزراعة».
وهبطت أسعار جميع السلع على المؤشر باستثناء اللحوم التي استقرت أسعارها دون تغير عن الشهر الماضي، بعد أن هبطت 18 في المئة منذ الارتفاع التاريخي الذي سجلته في أغسطس آب 2014.
ورفعت الفاو توقعاتها للإنتاج العالمي من الحبوب في 2015 إلى 2.54 مليار طن، وهو مستوى مازال أقل من مستوى الحصاد التاريخي الذي تحقق في 2014.
وقالت الفاو إن التعديل الصعودي من شأنه أن يحسن آفاق إنتاج القمح والأرز، مدفوعا في الأغلب بظروف زراعة أفضل من المتوقع في الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة.
وتعوض الزيادة القادمة من الأميركتين تراجع توقعات محصول الذرة في الاتحاد الأوروبي؛ بسبب الطقس الحار والجاف بل وتتجاوزه.
العدد 4760 - الجمعة 18 سبتمبر 2015م الموافق 04 ذي الحجة 1436هـ