بعد المبادرة التي قام بها مشكورا وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، لمشروع توظيف الطلبة في العطلة الصيفية، تجاوبَ الكثير من القطاع الخاص مع هذه المبادرة، حتى أن بعضا منهم أخبرونا عن نيّتهم الدائمة في توظيف طلبتنا خلال العطلة الصيفية.
ويتراءى لنا بأنّ هذا المشروع ناجح وسهل في آن واحد، ولكن عقبة عدم التعاون بين وزارات الدولة وبين وزارة التربية والتعليم، ستعطّل هذا المشروع البسيط والمُكسب للخبرة بالنسبة لأبنائنا. وهذا المقترح سيفيد الدولة والمواطن معا كذلك، فلو قامت وزارة التنمية الاجتماعية على سبيل المثال، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في العطلة الصيفية، بتوزيع مجموعة من الطلبة على المراكز الاجتماعية، على أن تعطيهم مكافأة رمزية مع نهاية المدّة المتفّق عليها مع وزارة التربية والتعليم، سنجد المزايا الشخصية لطلبتنا تتطوّر للأفضل.
ولو قامت وزارة الثقافة والإعلام بالاستفادة من كوادر الطلبة المتميّزين داخل المدارس، وتوزيعهم على أقسام هيئة الإذاعة والتلفزيون، سنجد بأن شعار «الانتماء والولاء» يُغرس يوما بعد يوم فيهم، بالإضافة إلى الخبرات الكثيرة التي سيجنونها داخل هذا الصرح، وهناك احتمال أن نجد الوزارة تعقد اتفاقا بينها وبين أحد الطلبة للعمل في أحد برامج الإذاعة أو التلفزيون.
أيضا لو قامت وزارة العمل برعاية مجموعة من طلبة الصناعي، ووزّعتهم على مراكز اللحام والنجارة وغيرها، فكيف يا ترى سنجد أبناءنا بعد هذه التجارب الجميلة، والتي لا تكلّف الوزارات الكثير من الأموال.
إننا لا نتمنى أن نُثقل على الوزارات باقتراحات صعبة تُرمى في القمامة، ولكن هذا المشروع الصغير يمكن أن يتحقّق بتضافر الجهود، وتعاون الوزارات مع وزارة التربية والتعليم، المساندة لهذا المشروع.
إن الولايات المتّحدة الأميركية ودول أوروبا سبقونا بكثير، عندما استفادوا من هذه الكوادر البشرية، فوجدنا طلبتهم يعملون في شتى الأعمال، وبذلك لم تحتج دولهم إلى العمالة الأجنبية لتغطية الأعمال التي تحتاج إلى مهارة وممارسة. أما أبناء الخليج فإنهم إلى الآن، لم يصلوا إلى ما وصل إليه شباب البحرين، من العمل الدؤوب في شتى القطاعات، ولو قمنا بتطوير المهارات الكامنة لدى طلبتنا، فإننا حتما سنلاقي الصدى الجيد في يوم من الأيام لصناعة القادة.
ولابد لنا أن نتعرّف أولا على الفئة العمرية التي ستقدّمها لنا وزارة التربية والتعليم، ومن ثمَّ نرسم المكافآت التي سيجنيها أبناؤنا، ومن ثمَّ الإقدام على المشروع، تحت رعاية إعلامية مكثّفة، لتشجيع بقية مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة.
إن العمل الشريف هو أرقى هديّة نقدّمها لأبنائنا، عن طريق صقل مهاراتهم وخبراتهم وشخصياتهم، وكذلك يساعد على تحفيز أبنائنا لحب العمل والإصرار على العلم، وهذا هو المكسب الحقيقي لرقي المجتمع
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2473 - السبت 13 يونيو 2009م الموافق 19 جمادى الآخرة 1430هـ