منذ وقوع مأساة سقوط رافعة الحرم المكي يوم الجمعة (11 سبتمبر/ أيلول 2015)، انتشرت مقاطع ورسائل عبر برامج وسائل التواصل المختلفة تنوعت بين سقوط أجزاء من جسر وأخرى عبر مقاطع متلفزة عن حوادث العمارات السكنية كلها لا تخرج عن إطار (الشائعات)، لكنها سببت إزعاجاً كبيراً للحجاج البحرينيين وذويهم.

ومع وصول حجاج البحرين إلى مكة المكرمة وأداء مناسك العمرة واكتمال وصول الرحلات الالتحاقية للحجيج سواء من البحرين أم من المدينة المنورة، فإن بعثة البحرين للحج تنظم يومياً زيارات للحملات البحرينية يلتقي فيها رئيس بعثة البحرين للحج الشيخ عدنان القطان وأعضاء البعثة بمختلف لجانها بالمسئولين في الحملات وكوادرها، وهي عادة سنوية من أجل الاطمئنان على الأوضاع كافة لا سيما الاستعدادات للمشاعر المقدسة في عرفات ومزدلفة ومنى، ولا تخلو تلك الزيارات من التطرق إلى الحادث المأساوى الأليم، إلا أن الكثير من الحجاج أثنوا على الكوادر الإعلامية، سواء التابعين لبعثة البحرين أم للحملات البحرينية، على سرعة إيصال المعلومات الصحيحة عن حقيقة الأوضاع وأحوال الحجاج البحرينيين بعد انتشار العديد من الشائعات المغلوطة والمكذوبة، والتي عمد فيها ناشروها إلى اختيار حوادث وقعت في السابق وفي مناطق متعددة من العالم ليشيروا إلى أنها وقعت في مكة المكرمة هذه الأيام.

وفي هذا الصدد، يدعو رئيس مجلس إدارة الشرف محمد صالح الشرف أهالي الحجاج إلى الاطمئنان وعدم استقبال وإعادة إرسال مثل تلك المواد التي لا تعدو كونها (أفعال صبيانية)، وخصوصاً أن وسائل الاتصال والتواصل بين الجميع متاحة من خلال الأجهزة الحديثة كالهواتف النقالة والأجهزة اللوحية ويمكن بسهولة التواصل بين الحجاج وذويهم، إلا أنه من المهم الإشارة إلى انقطاع التواصل أحياناً بسبب ضعف إشارات الاستقبال والبث، ومع ذلك، فإن إثارة مثل تلك الرسائل عمل غير مسئول، سواء من قام به إنسان ناضج عاقل، أم متهور ليس لديه إحساس بالمسئولية.

ويلفت العديد من الحجاج إلى أنهم تلقوا اتصالات مليئة بالهلع والخوف من قبل ذويهم بعد تعذر التواصل معهم لساعات تعود إلى صعوبة توافر خدمات الإنترنت أو الاتصال يريدون الاطمئنان عليهم، منذ حادثة الرافعة إلى الآن حيث ينشر البعض حوادث ووقائع عن تعرض الحجاج إلى إصابات ووقوع حالات وفيات هنا وهناك وهي كلها تصب في الشائعات المكذوبة، ويصف الحاج إبراهيم الغيص هذه التصرفات بالقول :»هي عبث... هناك من يريد أن يعبث دون أن يكون لديه ذرة إحساس بالمسئولية أو المشاعر تجاه الحجاج وذويهم».

ويعلق الحاج أحمد محسن بالقول أن الكثير من أهله وذويه وأصدقائه كانوا يتواصلون معه بشكل طبيعي إلى حين إحرامه من مسجد الشجرة حيث انقطع الإرسال، وكان ذلك متزامناً مع حادثة رافعة مكة الأليمة، وهذا ما ضاعف القلق لدى الأهل، لكن بعد أن اطمأنوا علينا، استلموا مقطعاً متلفزاً عن عواصف وسقوط جدران زعماً أنها في مكة فأثارت القلق من جديد، ولله الحمد، فإن بعثة البحرين والحملات البحرينية لديها اليوم تواصل إلكتروني قادر على تفنيد الإشاعات، وإن تأخر بعض الشيء.

ويقارب حجاج البحرين في حصتهم هذا العام 3700 حاج وحاجة يمثلون 51 حملة استعدت قبل أشهر بإنهاء الإجراءات الإلكترونية الإدارية مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة والجهات ذات العلاقة في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، واستخراج تصاريح الحج على جوازات السفر.