أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، أن تعزيز مفهوم رأس المال البشري المرتكز على الاستفادة القصوى من الخبرات التراكمية هو الدافع وراء الحرص الحكومي على إشراك المتقاعدين في مجالس إدارات الهيئات والمؤسسات الحكومية واللجان الوطنية بهدف وضع وصياغة وإعداد السياسات والتشريعات اللازمة التي تحمي مكتسبات وحقوق هذه الفئة المهمة من المجتمع.
وقال: «إن الإيمان الراسخ للحكومة الموقرة بأهمية مواصلة الإنسان البحريني في العطاء خدمة لوطنه ومجتمعه حتى بعد مرحلة التقاعد بهدف الاستفادة من خبراته التراكمية هو نتاج ما تم بناؤه خلال العقود الماضية من تنمية وتطوير وتعزيز لقدرات الكوادر الوطنية المؤهلة، الأمر الذي جعل البحرين تتبوأ مراتب متقدمة في مؤشر تقرير التنمية البشرية على الصعيدين العربي والعالمي والذي يأخذ في عين الاعتبار عوامل قياس من بينها البيئة والكفاءات الاجتماعية والتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين وغيرها».
وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة قد افتتح أمس الأربعاء (16 سبتمبر/ أيلول 2015) أعمال المنتدى التعريفي لمشروع نبع الخبراء «خبراء المستقبل» الذي تنظمه جمعية الحكمة للمتقاعدين على مدى يومين متواصلين في مقرها بمنطقة سند بمشاركة خليجية وعربية.
وأشاد نائب رئيس مجلس الوزراء بفكرة مشروع «نبع الخبراء» الذي يعد مشروعاً وطنياً بامتياز والأول من نوعه في مجال تدريب وتأهيل المتقاعدين من الاختصاصين والحرفيين وكبار المسئولين في المجالات الإدارية والفنية والمالية والأمنية، وذلك عبر تهيئتهم بإشراكهم في دورات تطويرية بوصفهم مستشارين كل في تخصصه، مثنياً في الوقت نفسه على ما تضطلع به جمعية الحكمة للمتقاعدين من دور فعَّال في المجتمع منذ تأسيسها في العام 1989 وحتى يومنا هذا برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، وذلك كله في سبيل جمع المتقاعدين تحت مظلة واحدة ترعى شئونهم وتلبي احتياجاتهم وتنمي قدراتهم وتطورها وتكون صوتاً مؤثراً لتحقيق كل ما هو إيجابي لصالح هذه الشريحة.
ويهدف المشروع الحيوي «نبع الخبراء» إلى توظيف الاستثمار الأمثل للخبرات المتراكمة والعمل على الاستفادة منها بما يعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما في ذلك البحرين التي تعتبر نقطة انطلاق هذا المشروع الرائد. وتأسس هذا المشروع بموجب اتفاقية تم توقيعها بين اتحاد الغرف الخليجية ومؤسسة التفكير والنماء والتي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها بصفتها الممثلة لمؤسسات التدريب الخاصة في هذا المجال وهما المعهد الأميركي الدولي للتدريب والاعتماد ومعهد كي سمارت للتدريب والتنمية البشرية إلى جانب عدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن التحول الصناعي الذي جاء بفضل الصناعة النفطية والسياسة الصناعية لحكومة البحرين قد أفرز منشآت عملاقة في العديد من الصناعات كالألمنيوم والبتروكيماويات والاتصالات والبنوك والمؤسسات التأمينية والتي كانت جميعها سبباً رئيسياً في خلق وعي ثقافي في الإدارة المتنوعة، وإرساء قواعد حضارة الإنسان في المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ثم ألقى الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي زكريا العباسي، كلمة أكد فيها أن الهدف من دعم ورعاية الهيئة لأعمال هذا المنتدى راجع إلى الإيمان العميق بأن المتقاعد يعد نبعاً زاخراً بالخبرات ومرجعاً استشارياً لاتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة، إلى جانب الاستفادة من تلك الخبرات في مختلف المجالات، مثنياً في الوقت نفسه على فكرة مشروع «نبع الخبراء» معرباً عن أمله في أن يتحول إلى واقع ملموس يدعم التطلعات نحو استمرار عطاء المتقاعدين.
وقال: «تفخر الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بقاعدتها المعلوماتية المفصلة عن أصحاب المعاشات والمتقاعدين بمختلف الشرائح والأعمار ومستويات الدخل، وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد أصحاب المعاشات قد بلغ حتى أغسطس/ آب 2015 في القطاعين العام والخاص نحو 50 ألف صاحب معاش».
العدد 4758 - الأربعاء 16 سبتمبر 2015م الموافق 02 ذي الحجة 1436هـ