قال ممثلون للحكومة الليبية المعترف بها دولياً أمس الأول الثلثاء (15 سبتمبر/ أيلول 2015) إنهم سيسحبون فريقها من محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع منافسين شاكين من تعديلات على مسودة اتفاق يهدف لإنهاء الصراع.
وهذه أحدث انتكاسة لمساعي الأمم المتحدة للتوصل لاتفاق بحلول 20 سبتمبر بشأن الأزمة بين حكومة ليبيا الرسمية وحكومة منافسة سيطرت على العاصمة طرابلس منذ اندلع القتال العام الماضي. وتقول قوى غربية إن اتفاق الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة هو الحل الوحيد للصراع الذي يدفع البلاد إلى شفا انهيار اقتصادي بعد أربعة أعوام من الإطاحة بالزعيم المخلوع معمر القذافي.
ووافقت الحكومة المعترف بها والبرلمان المنتخب اللذان يعملان من شرق ليبيا على اتفاق مبدئي بينما رفض فصيل طرابلس التوقيع أثناء محادثات جرت الأسبوع الماضي في مدينة الصخيرات المغربية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون أعلن أن الجانبين توصلا لتوافق في الآراء وسيحددان قريباً أسماء المرشحين لحكومة الوحدة. لكن مندوبين عن الحكومة المعترف بها والبرلمان المنتخب قالوا أمس الأول إنهم سحبوا فريقهم للتشاور بشأن تعديلات مقترحة.
وقال النائب طارق الجروشي لوكالة «رويترز» إن مجلس النواب رفض التعديلات التي أضيفت على المسودة كما استدعى الفريق في الصخيرات. وأكد نائب آخر استدعاء الفريق قائلاً إن المجلس «رفض التعديلات التي أضيفت خلال الجولة الأخيرة من المحادثات لكن ليس المسودة نفسها».
لكن ليون هون من شأن الخلافات بين الجانبين وقال إنه أمر عادي أن تحدث مثل هذه المداولات في المراحل الأخيرة من المحادثات.
وأبلغ ليون الصحافيين في وقت متأخر أمس الأول في منتجع الصخيرات الساحلي «لايزال هناك فقدان للثقة... أعتقد أنه كلما اقتربنا من احتمال اتفاق نهائي كلما سنرى مواقف متشددة». وأضاف أن وفد مفاوضي البرلمان المعترف به دولياً «لم يغادر المحادثات على رغم الاستدعاء الذي وصله من ليبيا. اعتقد أنهم سيعودون غداً أو بعد غد وسيواصلون المناقشات».
ويتعرض المفاوضون من الجانبين لضغوط من المتشددين الذين لايزالون يرون أن بإمكانهم تحقيق مكاسب من الصراع. والقوات المسلحة في الجانبين هي تحالفات فضفاضة لمقاتلين كانوا مناهضين للقذافي ثم انقلبوا على بعضهم البعض أو مقاتلين كان ولاؤهم للانتماءات القبلية أو لمناطقهم.
وتثير الاضطرابات في ليبيا مخاوف زعماء أوروبا فيما يكتسب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نفوذاً هناك ويستغل المهربون الفوضى لإرسال آلاف من المهاجرين بشكل غير مشروع وطالبي اللجوء عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
العدد 4758 - الأربعاء 16 سبتمبر 2015م الموافق 02 ذي الحجة 1436هـ