العدد 4757 - الثلثاء 15 سبتمبر 2015م الموافق 01 ذي الحجة 1436هـ

شركات البناء في الخليج تواصل استخدام العمالة بالرغم من تراجع أسعار النفط

الوسط - المحرر الاقتصادي 

تحديث: 12 مايو 2017

أكدت جلسة متخصصة ضمت مدراء شركات تعمل في قطاع البناء والتشييد أن شركات البناء في منطقة الخليج تواصل السعي لاستقطاب أفضل الكوادر والكفاءات لمشاريعها المختلفة. نُظمت الجلسة أمس الثلثاء (15 سبتمبر/ أيلول 2015) في جميرا أبراج الإمارات بدبي.

حضر الجلسة النقاشية، التي نظمتها شركة جلف تالنت دوت كوم المتخصصة في التوظيف الإلكتروني على شبكة الانترنت، أكثر من 50 متخصصاً من بينهم رؤساء تنفيذيون ومدراء أقسام الموارد البشرية ومدراء كبار آخرون من أكبر شركات البناء والمؤسسات الاستشارية. وشملت مجموعة المتحدثين في الجلسة مدراء كبار من أمانة للمقاولات (Amana Contracting)، أركاديس اي سي هاريس (ARCADIS EC Harris)، لاينغ أوررك (Laing O’Rourke)، والتميمي وشركاه (Al Tamimi & Company)، بالإضافة إلى شركة جلف تالنت.

وقال المتحدثون أن حركة طرح المشاريع الجديدة تعاني من التباطؤ نتيجة تقليص انفاق القطاع العام بسبب انخفاض أسعار النفط، ولكن المشاريع التي تم منحها من قبل تتواصل دون أن تتأثر وتيرة العمل. ونتيجة لذلك، يواجه القطاع حاجة مستمرة للعمالة الماهرة في معظم الفئات والتخصصات الوظيفية، وإن كان ذلك بوتيرة أكثر اعتدالاً مقارنة بالسنة الماضية.

الإمارات السوق الأكثر جاذبية للكوادر المهنية

وأكد المتحدثون في الجلسة أن الإمارات لا تزال تعتبر أكثر الأسواق سهولةً في توظيف الكوادر المهنية والمواهب من الوافدين، بينما يواجه القطاع أصعب التحديات في سوق المملكة العربية السعودية. وقال أحد المتحدثين أن شركته لم تستطع قبول مشاريع مميزة في السعودية بسبب عدم توافر العمالة الكافية لتنفيذها. ونتيجة لذلك، تحصل الكوادر في قطاع البناء السعودي على أعلى الرواتب في المنطقة.

 وأشار المتحدثون إلى أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام لا تزال وجهة جذابة للعاملين في قطاع البناء على المستوى العالمي، خاصة في سياق تباطؤ النمو في آسيا وغيرها من الأسواق الناشئة. وبالنسبة لأصحاب الأعمال الذين يستهدفون هذه الشريحة من الكوادر المهنية، يعتبر ارتفاع تكاليف المعيشة في المنطقة، وخاصة مصاريف السكن والرسوم المدرسية، مصدراً للقلق، خاصة بعد تخفيض الدعم في الفترة الأخيرة. كما أن التغطية الإعلامية للصراع المسلح في أجزاء من المنطقة أبرزت للباحثين عن فرص العمل تصورات حول المخاطر في الإقليم، حسب ما ذكر بعض أصحاب الأعمال، على الرغم من أن الرغبة في العمل بالمنطقة مازالت قوية.

القيود على اصدار التأشيرات

وذكر عدد من أصحاب الأعمال أنهم يواجهون تحديات في التوظيف نتيجة القيود على استقدام العمالة من جنسيات معينة في بعض الدول في الخليج. وعلى المدى الطويل، قد يتمكن هؤلاء من التحوّل إلى مصادر بديلة للكوادر المهنية، لكنهم يجدون تحديات عند تغير هذه السياسات دون وجود زمن كاف للتعامل معها. ووصف أحد المتحدثين صعوبة التكيّف مع قوانين التأشيرات بأنها "تبدو وكأنك تتابع هدفاً متحركاً".

 جذب المواطنين الخليجيين

وحول موضوع جذب الكواد المهنية والمواهب المحلية، واجهت الشركات التحدي الأكبر في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان حيث يرتفع المستوى المُستهدف لتوظيف المواطنين ويتم تطبيقة بشكل أكثر صرامة. وأشار المتحدثون إلى صورة "غير صحيحة" حول قطاع البناء بين المواطنين في دول المنطقة باعتبارها عقبة رئيسية أمام تشجيعهم على العمل في القطاع، بالاضافة إلى النقص في عدد المواطنين من ذوي المهارات في المجال الهندسي عموماً. وذكر أحد المتحدثين أنه "بالنسبة لكثير من الشباب، تتمثل صورة العمل في مجال البناء في شخص يصب الخرسانة في يوم شديد الحرارة، ولكن الحقيقة هي أن مهامنا الوظيفية أكثر تنوعاً بكثير. يجب على القطاع الخاص والجمعيات العاملة في هذا القطاع والجهات الحكومات العمل سوياً لتغيير هذه التصورات".

 وأشار المتحدثون في الجلسة أيضاً أن قطاع البناء في المنطقة لم يستثمر بما فيه الكفاية في تطوير المواهب الشابة. وحصل ذلك جزئياً كنتيجة للتنافسية الشديدة في السوق وارتفاع حساسية العملاء للأسعار. كما أن طبيعة أعمال البناء التي تعتمد على نوعية المشاريع جعلت من التخطيط طويل الأمد والاستثمار في تطوير المواهب خلال سنوات عديدة أمراً أكثر صعوبة. ونتيجة لذلك، كانت برامج الخريجين أقل انتشارا في الخليج مقارنة بمناطق أخرى في العالم. وتعتمد الكثير من الشركات بدلاً من ذلك وبشكل كبير على التوظيف السريع للموظفين من ذوي الخبرة لتلبية الطلب في الوقت المناسب عند الفوز بالمشاريع، وتخفبض أعداد الموظفين بسرعة عند انتهاء المشاريع.

 الجدير بالذكر أن شركة جلف تالنت التي نظمت الحدث هي البوابة الالكترونية للتوظيف من خلال شبكة الإنترنت، تستخدمها أكثر من 6000 جهة توظيفية في الشرق الأوسط في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع البناء، وتوفر لهم إمكانية الوصول إلى أكثر من 5 ملايين مهني، كما تغطي الكوادر المهنية والمواهب المحلية والوافدة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً